بين الماضي والحاضر، تعرف على أسرار معبد أبو سمبل بأسوان

الأربعاء، 23 أكتوبر 2024 10:17 ص

وسام عمرو

معبد أبو سمبل هو موقع أثري يقع على الضفة الغربية لبحيرة ناصر نحو 290 كم جنوب غرب أسوان، وهو أحد مواقع آثار النوبة المدرجة ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، والتي تبدأ من اتجاه جريان النهر من أبو سمبل إلى فيلة (بالقرب من أسوان).
المعابد المزدوجة كانت منحوتة من الجبال في عهد الملك رمسيس الثاني في القرن ال13 قبل الميلاد، كنصب دائم له وللملكة نفرتاري، للاحتفال بذكرى انتصاره في معركة قادش، لكن في 1960 تم نقل مجمع المنشآت على تلة اصطناعية مصنوعة من هيكل القبة، وفوق خزان السد العالي في أسوان.

وكان من الضروري نقل المعابد لتجنب تعرضها للغرق خلال إنشاء بحيرة ناصر، وتشكّل خزان المياه الاصطناعي الضخم بعد بناء السد العالي في أسوان على نهر النيل. ولا زالت أبو سمبل واحدة من أفضل المناطق لجذب السياحة في مصر.

النوبة منبع الذهب فى عهد رمسيس الثاني

شرع رمسيس الثاني خلال فترة حكمه، في برنامج بناء واسع النطاق في جميع أنحاء مصر والنوبة، والتي سيطرت عليها مصر، كانت النوبة مهمة للمصريين لأنها كانت مصدرًا للذهب والعديد من السلع التجارية الثمينة الأخرى. لذلك، بنى رمسيس العديد من المعابد الكبرى هناك من أجل إبهار النوبيين بقوة مصر وتمصيرهم.
اكتشاف معبد رمسيس المحبوب فى القرن ال19.

بدأ بناء مجمع المعابد في حوالي عام 1264 قبل الميلاد، واستمر حوالي 20 عامًا حتى عام 1244 قبل الميلاد، كان يعرف باسم معبد رمسيس المحبوب من قبل آمون، ومع مرور الوقت، هُجرت المعابد حتى غطت الرمال تماثيل المعبد الرئيسي حتى الركبتين، عندما عثر المستشرق السويسري جي أل بورخاردت على كورنيش المعبد الرئيسي في عام 1813.

وتحدث بورخاردت عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالي المستكشف جيوفاني بيلونزي، الذين سافروا معاُ إلى الموقع، لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد، وعاد بيلونزي في 1817، ولكن هذه المرة نجح في محاولته لدخول المجمع، وأخذ كل شيء قيّم يمكن أن يحمله معه.

أسطورة أبو سمبل المشهورة

المرشدون السياحيون في الموقع يربطون الاسم بأسطورة أبو سمبل، حيث كان هناك فتى محليًا صغيرًا قاد المستكشفين إلى الموقع من جديد في وقت مبكر للمعبد المدفون، الذي كان يراه من وقت لآخر في الرمال المتحركة، في نهاية المطاف، أطلقوا اسم أبو سمبل على المعبد تبعاً لاسمه.

حملات التبرع لإنقاذ المعبد من الغرق

وبدأت حملة تبرعات دولية لإنقاذ النصب من الغرق في عام 1959، حيث كانت هذه النصب تحت تهديد ارتفاع مياه نهر النيل، التي كانت على وشك أن تنتج عن عملية بناء السد العالي في أسوان، وبدأ إنقاذ معابد أبو سمبل في عام 1964، وتكلفت هذه العملية 40 مليون دولار، وتم تفكيكها وإعادة تركيبها في موقع جديد على ارتفاع 65م و 200م أعلى من مستوى النهر.

ويعتبر معبد أبو سمبل واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية، حيث يأتي آلاف من السياح لزيارة المعابد يوميا.

وصف مجمع المعابد فى أسوان

مجمع المعابد في أسوان يتكون من اثنين من المعابد، الأكبر مخصص لثلاث آلهة لمصر في ذلك الوقت وهم راع-حاراختي، وبتاح، وآمون، ويبرز في الواجهة أربعة تماثيل كبيرة لرمسيس الثاني.

استغرق بناء المعبد العظيم في أبو سمبل ما يقرب من عشرين عامًا، وقد أنجز في حوالي 24 سنة من حكم رمسيس العظيم (وهو ما يعادل 1265 قبل الميلاد)، وكان مخصص للإله آمون، راع-حاراختي، بتاح، وكذلك لرمسيس، ويُعتبر أروع وأجمل المعابد في مصر التي كلفت في عهد رمسيس الثانيز

أربعة تماثيل ضخمة للفرعون التي يصل طولها إلى 20م مع تاج عاطف المزدوج للوجهين البحري والقبلي لتزيين واجهة المعبد، والذي عرضه 35 مترًا، يظهر رمسيس الثاني جالسًا على العرش، ومرتديًا التاج المزدوج للوجهين البحري والقبلي لمصر، أما التمثال الذي يقع على يسار المدخل تضرر في زلزال، ولم يتبق سليماً إلا الجزء السفلي من التمثال.

Short Url

أخبار متعلقة