«من 32 إلى 180 جيجاوات»، كيف ستغير أنظمة «BESS» الطاقة الشمسية في الشرق الأوسط

يشهد قطاع الطاقة المتجددة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نموًا متسارعًا، مدفوعًا بالطلب المتزايد على مصادر طاقة نظيفة ومستدامة، ومع التطور التكنولوجي، أصبحت أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات (BESS) عنصرًا أساسيًا في دعم الطاقة الشمسية، مما يسمح بتخزين الكهرباء واستخدامها عند الحاجة، وبالتالي تعزيز استقرار الشبكات الكهربائية، وتشير التوقعات إلى أن إدخال أنظمة BESS سيساهم بشكل كبير في ارتفاع القدرة المركبة للطاقة الشمسية في المنطقة خلال السنوات القادمة، وفقا لما نشرته جمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية.

توقعات نمو الطاقة الشمسية في المنطقة

تشير التقديرات إلى أن القدرة المركبة للطاقة الشمسية ستشهد قفزات كبيرة، حيث من المتوقع أن ترتفع من 32 جيجاوات في عام 2023 إلى أكثر من 40 جيجاوات في عام 2025، قبل أن تصل إلى 180 جيجاوات بحلول عام 2030. هذه الزيادة تعكس التطور المستمر في مشروعات الطاقة الشمسية والاستثمارات في حلول التخزين، التي أصبحت ضرورية لضمان استقرار الإمدادات الكهربائية.

دور أنظمة BESS في تعزيز الطاقة المتجددة

تُعد أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات (BESS) من الحلول المتقدمة التي تساعد في التغلب على التحديات المرتبطة بالطاقة الشمسية، مثل تقلب الإنتاج خلال فترات الليل أو ضعف أشعة الشمس. ويساعد نظام BESS على تخزين الكهرباء الفائضة خلال فترات الذروة، ليتم استخدامها عند الحاجة، مما يزيد من كفاءة واستدامة مصادر الطاقة المتجددة.

مشروعات بارزة تدعمها أنظمة BESS في مصر

- محطة بنيان للطاقة الشمسية

في مصر، تم تنفيذ عدد من المشروعات الضخمة التي تعتمد على أنظمة BESS، ومنها محطة الطاقة الشمسية الكهروضوئية في بنيان، والتي تمتلك قدرة تخزين تصل إلى 600 ميجاوات/ساعة، مما يعزز من استقرار إمدادات الطاقة.

- مشروع Abydos في كوم أمبو

شهد مشروع Abydos في كوم أمبو أيضًا توسعًا كبيرًا بفضل أنظمة التخزين، حيث تمت إضافة منشأة BESS بقدرة 300 ميجاوات/ساعة، بالإضافة إلى بطارية بسعة 500 ميجاوات/ساعة، مما يعزز من كفاءة واستدامة المشروع.

الفوائد الاقتصادية والبيئية لأنظمة BESS

إلى جانب دورها في تحسين استقرار الشبكات الكهربائية، توفر أنظمة BESS فوائد اقتصادية وبيئية هامة، حيث تساعد على تقليل الفاقد في الطاقة وتعزيز الاعتماد على مصادر نظيفة، مما يسهم في تقليل انبعاثات الكربون وتحقيق أهداف الاستدامة، وتُقدر نسبة الطاقة التي يمكن استعادتها سنويًا من الأنظمة الكهروضوئية بحوالي 5.27%، مما يعكس الدور الحيوي لهذه التقنية في تعظيم الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة.

دول رائدة في تطوير مشاريع BESS

تتصدر السعودية، المغرب، مصر، الأردن، عمان، والإمارات قائمة الدول التي تستثمر بقوة في تطوير مشاريع تخزين الطاقة عبر أنظمة BESS، حيث تتجاوز سعة المشاريع المخطط لها في هذه الدول 20 جيجاوات/ساعة، مما يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة.

ومع استمرار الاستثمار في أنظمة تخزين الطاقة بالبطاريات، تتجه منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا نحو مستقبل أكثر استدامة في قطاع الطاقة. وتعد هذه المشروعات خطوة حاسمة في تعزيز أمن الطاقة، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.