الإثنين، 10 مارس 2025

01:43 م

يكفيها لستين ألف عام، الصين تكتشف احتياطيًا هائلًا من «الثوريوم»

الجمعة، 07 مارس 2025 02:58 م

مناجم الصين

مناجم الصين

ندى ذهنـى

كشفت دراسة استقصائية حديثة عن إمكانات هائلة لمعدن الثوريوم في الصين، حيث تشير التقديرات إلى أن احتياطياته قد تكون كافية لتلبية احتياجات البلاد من الطاقة إلى الأبد تقريبًا، وهذا الاكتشاف يضع الصين في موقع متقدم في سباق تطوير مصادر طاقة بديلة، حيث يمكن أن يؤدي الثوريوم إلى ثورة في إنتاج الطاقة العالمي، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري ويضع أسسًا جديدة للطاقة النووية النظيفة والفعالة ، وفقا لما نشرته العربية. 

اكتشاف معدن الثوريوم    

 

احتياطيات الثوريوم في الصين    

وفقًا لتقرير أُزيلت عنه السرية، فإن احتياطيات الثوريوم في الصين، التي كانت بالفعل الأكبر عالميًا، قد تكون أكبر بكثير مما كان متوقعًا. التقرير، الذي نشرته مجلة "جيولوجيكال ريفيو" الصينية في يناير، يشير إلى أن خمسة أعوام فقط من نفايات التعدين في أحد مواقع خام الحديد في منغوليا الداخلية تحتوي على كمية كافية من الثوريوم لتزويد المنازل في الولايات المتحدة بالطاقة لأكثر من ألف عام.

ويعتبر مجمع التعدين في "بايان أوبو" واحدًا من أهم المواقع التي تحتوي على هذا المعدن، حيث تشير التقديرات إلى أنه يمكن أن ينتج مليون طن من الثوريوم، وهو ما يكفي لتزويد الصين بالطاقة لمدة 60 ألف عام ، هذا الرقم يعكس مدى وفرة الثوريوم في الأراضي الصينية وإمكانية استغلاله لتغيير مشهد الطاقة العالمي.

خصائص الثوريوم ومزاياه على اليورانيوم

الثوريوم هو معدن فضي اللون سمي على اسم إله الرعد الإسكندنافي، ويمتلك قدرة على توليد طاقة أكبر بنحو 200 مرة مقارنة باليورانيوم، وعلى عكس مفاعلات اليورانيوم التقليدية، فإن مفاعلات الملح المنصهر التي تعمل بالثوريوم تتمتع بعدة مزايا، منها:

حجمها الصغير، مما يجعلها أكثر كفاءة من حيث المساحة والتكاليف.

عدم إمكانية ذوبانها، مما يقلل من مخاطر الحوادث النووية.

عدم حاجتها إلى أنظمة تبريد بالماء، مما يجعلها أكثر أمانًا واستدامة.

إنتاجها الحد الأدنى من النفايات المشعة طويلة العمر، مما يسهم في تقليل التأثير البيئي للطاقة النووية.

صحراء جوبى       

 

الصين تقود السباق في تطوير مفاعلات الثوريوم

في إطار سعيها للاستفادة من هذه الموارد الهائلة، وافقت الصين العام الماضي على بناء أول محطة طاقة تعمل بالملح المنصهر المعتمد على الثوريوم في العالم، وذلك في صحراء جوبي، ويُتوقع أن يبدأ هذا المشروع التجريبي، الذي سينتج 10 ميغاواط من الكهرباء، العمل بحلول عام 2029.

وبالإضافة إلى ذلك، حددت الدراسة التي قادها المهندس فان هونغهاي من المختبر الوطني الرئيسي لاستكشاف موارد اليورانيوم والتعدين في بكين، 233 منطقة غنية بالثوريوم في جميع أنحاء الصين، موزعة في خمسة أحزمة رئيسية تمتد من شينجيانغ الداخلية إلى قوانغدونغ الساحلية.

وتظهر البيانات أن الثوريوم غالبًا ما يكون متشابكًا مع العناصر الأرضية النادرة، حيث تتواجد الرواسب الصخرية والحرارية المائية بكثرة، في مقاطعتي فوجيان وهاينان، تتواجد كميات كبيرة من الثوريوم في رمال الغرينية الساحلية، والتي يمكن استخراجها بسهولة من المونازيت، وهو معدن غني بالثوريوم.

خامات العناصر الأرضية النادرة        

 

تحديات استخراج الثوريوم والاستفادة منه

رغم الإمكانات الهائلة للثوريوم، لا تزال هناك عقبات تحول دون استغلاله بشكل كامل، ومن أبرز هذه التحديات أن عملية فصل الثوريوم عن خامات العناصر الأرضية النادرة تتطلب كميات هائلة من الأحماض والطاقة، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن استخراج كل غرام واحد من الثوريوم يتطلب مئات الأطنان من مياه الصرف.

كما أن محطات الطاقة النووية الحالية مصممة للعمل باليورانيوم، ما يعني أن الانتقال إلى استخدام الثوريوم على نطاق واسع يتطلب تطوير بنية تحتية جديدة بالكامل، وهو أمر يحتاج إلى استثمارات ضخمة وأبحاث متقدمة.

مشاريع الصين المستقبلية في استخدام الثوريوم

إلى جانب مشروع محطة الملح المنصهر، تعمل الصين على تطوير تكنولوجيا نووية متقدمة تعتمد على الثوريوم في مجالات متعددة، من بين هذه المشاريع تصميم السفينة "KUN-24AP"، التي تعد أول سفينة حاويات نووية تعمل بالثوريوم في العالم، بالإضافة إلى خطط لبناء مفاعلات نووية تعمل بالثوريوم على سطح القمر لدعم القواعد القمرية المستقبلية.

ورغم أن التقديرات الدقيقة لحجم احتياطي الثوريوم في الصين تظل سرية بسبب اعتبارات الأمن القومي، فإن الاتجاه نحو تطوير هذه التقنية يبرز التزام الصين بالبحث عن حلول جديدة ومستدامة لمستقبل الطاقة.

قطاع الطاقة فى الصين  

 

هل يمكن للثوريوم أن يحل محل الوقود الأحفوري؟

لا يزال قطاع الطاقة في الصين يعتمد بشكل كبير على الفحم، الذي يمثل أكثر من 55% من إجمالي استهلاك الطاقة في البلاد، إذا تمكنت الصين من تحقيق تحول ناجح نحو الطاقة النووية القائمة على الثوريوم، فإن ذلك قد يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بشكل كبير، ويقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري المستورد، كما قد يمنح الصين موقع الريادة عالميًا في الجيل القادم من الطاقة النووية.

Short Url

search