علاء عصام يكتب.. تأثير الاصطفاف الشعبي والاستقرار السياسي على التنمية الاقتصادية

السبت، 01 فبراير 2025 05:02 م

علاء عصام

ظهر الشعب المصري وقيادته الحكيمة، ممثلة في موقف الرئيس السيسي، الذي أعلن رفضة القاطع لمشروع التهجير، منذ بداية الصراع بين المحتل وشعب فلسطين الصامد، مصطفًا من أقصى المعارضة إلى أقصى اليمين، وهو الأمر الذي عكس قوتنا كدولة مستقرة مقاومة وقادرة، على أن تكون على قلب رجل واحد، رغم الصراعات المحيطة بها من كل جانب، وصعوبة الأوضاع الاقتصادية المحلية، كما أن شعبها على استعداد دومًا، للدفاع عن وحدة أرضه، مهما عانى من تحديات وأزمات.

انعدام التقسيم الطائفي أو العرقي داخل مؤسسات الدولة

وبات العالم متفهما، بل مقتنعًا كل الاقتناع، بأسباب هذا التلاحم، وأبرز هذه الأسباب انعدام التقسيم الطائفي و العرقي داخل مؤسسات الدولة، كما ظهر ذلك جليًا في العديد من المؤسسات في مصر، كالجيش والشرطة والقضاء والنقابات والأحزاب والجامعات.. إلخ، وهو أمر جعل مصر عصية على الاختراق و الفوضى، بل وعظّم من ظهور الشعب المصري متلاحمًا، كلما شعر بالخطر على أرضه وتاريخه وحضارته.

ومما لا يدع مجالًا للشك حسبما تعلمنا من أساتذة الاقتصاد السياسي، أن تأثير هذا التلاحم والاصطفاف الشعبي، إضافة إلى التوافق، يساعد على صد أي مخاطر تأتي من الخارج تواجه المصريين تؤثر على معدلات النمو والتنمية بشكل إيجابي، وكذلك على قدرة الحكومة في اتخاذ القرارات.

ودومًا، تكون وحدة الهدف العام والمتمثل في تقوية الداخل لمقاومة المخاطر الخارجية، حائط صدٍ ضد كل أنواع العقوبات الاقتصادية، والتي تهددنا بها الدول العظمى وعلى رأسها أمريكا كأمة وشعبًا.

وفي ظني، فإنه على الحكومة أن تستغل هذه الفرصة، وتستثمر حالة الاصطفاف الشعبي، وطاقة المصريين التي عادت لرونقها، في اتخاذ إجراءات عملية للتحول لاقتصاد إنتاجي، يجعلنا غير مضطرين لمساعدات المعونة الأمريكية، فضلًا عن صندوق النقد الدولي، الذي تسيطر عليه أمريكا، وغيرها من المنح والمعونات، التي تتحكم فيها الدول المنحازة لمشروع التهجير الظالم.

ومن ضمن المقترحات العملية السريعة، "تقليل نسب تصدير الحاصلات الزراعية الخام، والتوجه بسرعة شديدة للتصنيع الزراعي، حتى لا تعود لنا حاصلاتنا الزراعية في شكل منتجات مصنعة، ومن الممكن، أن نقوم نحن بصناعتها من الآن، والاستفادة من توفير عملة صعبة، تأتي من تصدير قيمة مضافة، فكلما تحولت الطماطم لصلصة كانت أكثر فائدة وربحًا".

فرض شروط على تجديد البطاقات الاستيرادية

ونقترح فرض شروط على تجديد البطاقات الاستيرادية، تُلزم رجال الأعمال، بتصنيع محلي لأجزاء من المنتجات التي يستوردوها، وبنسب مكون محلي عالية بشكل تدريجي كل عام، حتى نقلل من فاتورة الاستيراد، وتدخل الدولة ممثلة في جامعاتها ومراكز أبحاثها وعلمائها، في تعظيم المكون المحلي الحديث، ودعم القطاع الخاص بإمكاناتها الكبيرة.

ورغم قيام الدولة بدورها الأساسي في إنجاز البنية التحتية اللازمة للتحول لمجتمع صناعي قوي، ومنها تطوير شبكة الطرق والكهرباء والمواصلات، إلا أن الدولة في هذه الظروف، يجب أن تبرز رؤيتها التنموية، وقوتها في مقاومة الاحتكارات وانفلات الأسواق وعشوائيتها، كما تقاوم المحتكرين بقوة، مستندة على هذا المشهد السياسي، والذي يعزز من قدرتها علي المنع والفعل والإجبار.

وفي النهاية، يجب أن نقاوم مشروع التهجير وتصفية القضية الفلسطينية والمخاطر التي تحاك لمصر، عن طريق الاعتماد علي أنفسنا، ولن يحدث ذلك، إلا بدفع عجلة التنمية، نحو مجتمع إنتاجي يشارك في بناءه القطاعين العام والخاص، ولعل هذا الاصطفاف الشعبي حول القيادة السياسية، يكون فرصة للدولة ممثلة في حكومتها، لإنجاز هذه المهمة، والتي لا بديل عنها لإنقاذ مصر.

Short Url

أخبار متعلقة