إسبانيا والبرتغال تحت المجهر، انقطاع الكهرباء الأكبر في تاريخهم والسبب ما زال مجهولًا

استبعد الخبراء الذين يُحققون في أكبر انقطاع للتيار الكهربائي في تاريخ أوروبا الحديث، والذي أغرق مدنًا في إسبانيا والبرتغال في ظلام دامس يوم الاثنين، وخلف عشرات الآلاف من الأشخاص محاصرين في القطارات، احتمال وجود هجوم إلكتروني.

ووفقًا لشركة الكهرباء الإسبانية "ريد إليكتريكا"، فإن انقطاع التيار الكهربائي يوم الاثنين لم يكن نتيجة هجوم مُستهدف،  وفي حديثه صباح الثلاثاء، قال إدواردو برييتو، رئيس خدمات الشركة، إن التحقيقات الأولية تُشير إلى "استبعاد وقوع حادث أمن إلكتروني".

وأضاف برييتو أنه لا يوجد ما يُشير إلى "أي نوع من الاختراق لنظام التحكم في ريد إليكتريكا"، وقال إن حادثتين متتاليتين، وقعتا الساعة 12:32 ظهرًا يوم الاثنين، ثم حادثة ثانية ونصف بعدها، أشارتا إلى "انقطاع توليد" أدى إلى قطع التيار الكهربائي في جميع أنحاء شبه الجزيرة، وبينما صمد النظام في وجه الحادثة الأولى، لم يستطع التعامل مع الثانية، وأوضح برييتو أن المشكلة بدأت في جنوب غرب إسبانيا، حيث تُولّد معظم الطاقة الشمسية في البلاد.

بحلول صباح الثلاثاء، عادت جميع محطات الكهرباء الفرعية في إسبانيا للعمل، واستُعيد 99.95% من إمدادات الكهرباء في البلاد. 

وعلى الجانب الآخر من الحدود في البرتغال، أعلنت شركة الكهرباء REN أن جميع محطات الكهرباء الفرعية تعمل بكامل طاقتها، وأن الشبكة الوطنية "استقرت تمامًا" بحلول الساعة 11:30 مساءً يوم الاثنين.

لا أحد يعلم سبب الانقطاع 

في وقت متأخر من ليلة الاثنين، وبعد يوم من الشائعات والتخمينات الجامحة، صرّح رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، بأن الخبراء يعملون على استعادة التيار الكهربائي بالكامل ومعرفة سبب الانقطاع.

قال: "هذا أمرٌ لم يحدث من قبل، ما دفع إلى هذا الانقطاع المفاجئ للتيار الكهربائي أمرٌ لم يتمكن الخبراء من تحديده بعد، لكنهم سيفعلون، يجري تحليل جميع الأسباب المحتملة، ولا يُستبعد أي فرضية أو احتمال".

وأضاف سانشيز أن انقطاع التيار الكهربائي بدأ الساعة 12:33 ظهرًا يوم الاثنين، عندما اختفى فجأةً لمدة خمس ثوانٍ 15 جيجاواط من الطاقة المُنتجة - أي ما يعادل 60% من إجمالي الطاقة المُستخدمة.

وشكر رئيس الوزراء، الذي ترأس اجتماعًا آخر لمجلس الأمن القومي صباح الثلاثاء، المواطنين على "إظهارهم مرة أخرى مسؤوليةً نموذجيةً وروحًا وطنيةً عالية".

وفي بيانٍ صدر في وقتٍ مبكرٍ من صباح الثلاثاء، بدا أن المكتب الوطني للأرصاد الجوية الإسباني، Aemet، يستبعد الطقس كسببٍ محتمل.

صرحت شركة Aemet: "خلال يوم 28 أبريل، لم تُرصد أي ظواهر جوية أو جوية غير عادية، ولم تُسجل أي تغيرات مفاجئة في درجات الحرارة في شبكة محطات الأرصاد الجوية لدينا".

وأكدت شركة REN أيضًا أنها لم تُرسل رسالة متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الاثنين تُرجع انقطاع التيار الكهربائي إلى ظاهرة جوية نادرة.

وادعت الرسالة، المكتوبة باللغة البرتغالية، أن الانقطاع ناجم عن "عطل في شبكة الكهرباء الإسبانية مرتبط بظاهرة جوية نادرة".

وقال متحدث باسم الشركة لوكالة فرانس برس: "تؤكد REN أننا لم نُصدر هذا البيان".

كانت جميع مطارات إسبانيا تعمل صباح الثلاثاء، لكن وزارة النقل نصحت المواطنين بالتواصل مع شركات الطيران الخاصة بهم للاستفسار عن أي تغييرات محتملة، ومعرفة ما إذا كان بإمكانهم الوصول إلى المطار باستخدام وسائل النقل العام.

وتم إنقاذ حوالي 35 ألف شخص من أكثر من 100 قطار بعد انقطاع التيار الكهربائي يوم الاثنين.