الثلاثاء، 29 أبريل 2025

09:44 م

«أمازون VS ستارلينك»، سباق الإنترنت الفضائي يحتدم بين عمالقة التكنولوجيا

الثلاثاء، 29 أبريل 2025 12:22 م

أمازون VS ستارلينك

أمازون VS ستارلينك

شهيرة أحمد

يشهد العالم اليوم سباقًا فضائيًا من نوع جديد، ليس هدفه غزو الكواكب أو استكشاف المجرات، بل إيصال الإنترنت إلى أبعد نقطة على وجه الأرض.

وبين شركتي "سبيس إكس" المملوكة لإيلون ماسك، و"أمازون" بقيادة جيف بيزوس، يتسارع إيقاع المنافسة لتوسيع شبكات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية، في محاولة لسد الفجوة الرقمية وتوفير اتصال موثوق للمناطق النائية حول العالم.

ومع انطلاق أول دفعة من أقمار مشروع "كايبر" لأمازون، أصبحت المنافسة أكثر جدية، لتقف "ستارلينك" وجهاً لوجه أمام خصم جديد بحجم أمازون.

إطلاق "كايبر".. أمازون تدخل حلبة المنافسة رسميًا

أطلقت أمازون، مساء الإثنين، أول دفعة تشغيلية من أقمارها الاصطناعية ضمن مشروع "كايبر"، وذلك على متن الصاروخ "أطلس 5" التابع لمجموعة "يونايتد لونش ألاينس"، والذي يضم شركتي "بوينج" و"لوكهيد مارتن".

بقيمة 10 مليارات دولار.. أمازون تطلق أول 27 قمرًا اصطناعيًا

انطلق الصاروخ من قاعدة كيب كانافيرال في فلوريدا حاملاً 27 قمراً اصطناعياً، وهي أول دفعة تشغيلية من أصل أكثر من 3200 قمر تستهدف أمازون إطلاقها في المدار الأرضي المنخفض، بهدف توفير خدمة الإنترنت العالي السرعة إلى المناطق النائية حول العالم، مثل المناطق المتضررة من الحروب والكوارث، وكشف عن مشروع كويبر عام 2019، وتبلغ قيمته نحو 10 مليارات دولار.

وكانت الشركة قد أطلقت نموذجين أوليين من الأقمار في خريف 2023، لكن عملية الإثنين تمثل بداية فعلية لمشروع طموح يسعى لتقديم الإنترنت عالي السرعة للمناطق النائية، والمناطق المتضررة من الحروب والكوارث الطبيعية.

ما يقرب 12 مليار دولار.. “ستارلينك” سباق مبكر وخبرة ميدانية

في المقابل، تمتلك شركة "سبيس إكس" خبرة متقدمة في هذا المجال، إذ بدأت مشروع "ستارلينك" عام 2018 بإطلاق أول دفعة مكونة من 60 قمرًا صناعيًا، وقدرت التكلفة الكلية للمشروع منذ ذلك الوقت نحو ما يقرب 12 مليار دولار.

ومنذ ذلك الحين، رفعت وتيرة الإطلاق بشكل هائل، حتى تجاوز عدد الأقمار التي تدور حول الأرض حاليًا حاجز 8000 قمر، وتخدم أكثر من 5 ملايين مستخدم حول العالم.

وتستهدف الشركة نشر نحو 12,000 قمر، مع إمكانية التوسع إلى 34,400 قمر وفق التراخيص التنظيمية، ما يمنحها قدرة هائلة على تعزيز سرعة الإنترنت وسعة الشبكة، مع تحسين الاستقرار وجودة الخدمة.

القارة السمراء على خارطة التوسع.. ستارلينك تسبق

شهد عام 2023 بداية توسع "ستارلينك" في إفريقيا، بدءًا من نيجيريا، ثم رواندا وموزمبيق وكينيا وزامبيا، تلتها مالاوي وسيراليون وإسواتيني.

ومع حلول 2025، أصبحت الخدمة متاحة في 18 دولة إفريقية على الأقل، منها ليبيريا والنيجر وغانا وزيمبابوي وبوروندي ومدغشقر.

ويعكس هذا التوسع التزام الشركة بتوفير الإنترنت للمناطق المحرومة التي لا تتجاوز نسبة استخدام الإنترنت فيها 40%، مما يسهم في تطوير التعليم والخدمات الرقمية في القارة.

القدرات والتكلفة.. إعادة الاستخدام تصنع الفارق

ما يميز "ستارلينك" ليس فقط عدد الأقمار، بل أيضًا البنية التشغيلية، إذ تعتمد الشركة على صواريخ "فالكون 9" القابلة لإعادة الاستخدام، ما يقلل التكاليف ويزيد من سرعة نشر الأقمار.

أما "كايبر" فلا تزال في مرحلة مبكرة، وتعتمد على تحالفات لإطلاق أقمارها، ما قد يبطئ وتيرة التوسع مقارنة بـ"ستارلينك"، لكنها تراهن على قوة أمازون المالية والتكنولوجية.

مستقبل الإنترنت الفضائي.. منافسة مفتوحة والربح للمستخدم

رغم تفوق "ستارلينك" من حيث السبق والخبرة وتغطية السوق، فإن دخول أمازون بثقلها إلى السباق لا يمكن تجاهله. فبين 8,000 قمر فعلي و3,200 قمر قيد الإعداد، يصبح المشهد مرشحًا لتغيرات كبيرة في السنوات المقبلة.

وكانت قد أطلقت شركة سبيس إكس SpaceX في السابق Crew-5، ومركبة الفضاء GPS III 06، وInmarsat I6-F2، وCRS-28، وIntelsat G-37، وNG-20، وTD7، و12 مهمة Starlink، كما تستعد الشركة لإطلاق ستارلينك التالي  من قاعدة فاندنبرج الفضائية في كاليفورنيا.

ومع تسارع وتيرة التوسع الفضائي، تبقى النتيجة الأهم هي خدمة المستخدمين في الأماكن التي طالما كانت خارج تغطية الإنترنت، وخلق فرص جديدة للنمو الرقمي في العالم النامي.

Short Url

search