معلومات مجلس الوزراء : 1.8 تريليون استثمارات فضائية متوقعة بحلول 2035

توقع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء ارتفاع حجم سوق اقتصاد الفضاء العالمي إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2035، مشيرًا إلى أن الاستثمارات الموجهة إلى الفضاء على مستوى العالم شهدت تطورًا سريعًا منذ إطلاق أول قمر صناعي إلى الفضاء عام 1957، والتي ظهرت ملامحها في الانتشار السريع للدول بالفضاء عبر الأقمار الصناعية، والزيادات السريعة للموازنات الحكومية الموجهة إلى الفضاء خلال السنوات الأخيرة

واعتبر تحليل نشره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء اليوم الأحد ، حول "اقتصاد الفضاء"، أن اقتصاد الفضاء بات من أبرز المجالات الواعدة التي تجذب اهتمام الدول والشركات على حد سواء، موضحًا  أن الفضاء لم يعد حكرًا على الاستكشافات العلمية أو الأغراض العسكرية فقط، بل تحول إلى سوق استثمارية ضخمة.

أوضح مركز معلومات مجلس الوزراء  أن العالم شهد طفرة غير مسبوقة في مجال استخدام الفضاء خلال العقد والنصف الماضيين، والتي شملت القطاعين العام والخاص؛ حيث تميزت تلك الفترة بالانتشار الكبير للأقمار الصناعية الجديدة لأغراض مثل الملاحة ومراقبة الأرض والاتصالات

وحدد تحليل عدة مجالات تُستخدَم فيها النظم الفضائية 

على رأس هذه المجالات جاء تغير المناخ، إذ يوجد أكثر من 160 قمرًا صناعيًّا حول الأرض لمراقبة وتقييم آثار الاحتباس الحراري والكشف عن الأنشطة السلبية، مثل: القطع غير القانوني للأشجار، وتستخدم وكالة ناسا الفضائية أداة مثبتة على قمرها الصناعي "Aqua" لمراقبة التغيرات البيئية، بما في ذلك تلك المتعلقة بمياه المحيطات وبخار الماء والسحب والجليد البحري واليابسة وهطول الأمطار، وذلك منذ أكثر من 20 عامًا. 

ويأتي بعد ذلك وفقا لتحليل مركز المعلومات الأمن الغذائي، إذ تستخدم بيانات الأقمار الصناعية بشكل متزايد لرصد نمو المحاصيل والتهديدات المحتملة للمحاصيل، مثل الجفاف أو الحشرات، ويستخدم مشروعSERVIR، وهو شراكة بين ناسا والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بيانات صادرة من الأقمار الصناعية لتصوير الأرض والتقنيات الجغرافية المكانية، من أجل مساعدة الدول على معالجة قضايا متعددة، من بينها قضية نقص الغذاء.

وأيضا مجال الأمن القومي عبر استخدام صور الأقمار الصناعية والبيانات للحصول على معلومات استخباراتية ذات قيمة، مثل معلومات عن حركة القوات أو تركيب أنظمة الأسلحة.

ورأى التحليل أن  الملاحة والخدمات اللوجستية، بالإضافة إلى الاتصالات السلكية واللاسلكية وإدارة الكوارث تأتي ضمن استثمارات الفضاء، بالإضافة إلى  استخراج الموارد الفضائية

واستعرض التحليل كل مرحلة من مراحل سلسلة القيمة على النحو التالي:

وأول مرحلة هي مرحلة المنبع عبر تصميم وتصنيع الأقمار الصناعية وأنظمة الإطلاق والنظم الفضائية والمكونات والمعدات الأرضية وغيرها من الأجهزة ذات الصلة بالفضاء، ثم مرحلة مرحلة الوسيط التي تكمن وظيفتها في تشغيل وصيانة وخدمة أنظمة الفضاء.
أما المرحلة الثالثة وهي  مرحلة المصب من خلال استخدام الاتصالات المعتمدة على الأقمار الصناعية، واستخدام بيانات رصد الأرض وتعزيز الوعي بالوضع الفضائي والبيانات الجغرافية المكانية.
 

وحدد تحليل مركز المعلومات عدة مؤشرات يمكن الوقوف من خلالها على الوضع الحالي للاستثمارات العالمية في اقتصاد الفضاء

• 
   تطور عدد الدول التي لديها أقمار صناعية في المدار: ففي خلال الفترة (1957 - 2023)، ارتفع عدد الدول التي أطلقت أقمار صناعية جديدة في المدار من دولة واحدة عام 1957 إلى 51 دولة عام 2008، وصولًا إلى 96 دولة عام 2023. 
•  الميزانيات الحكومية الموجهة إلى مشروعات الفضاء:  بلغ إجمالي الإنفاق الحكومي على برامج الفضاء على مستوى العالم حوالي 135 مليار دولار أمريكي في عام 2024، مرتفعًا بنحو 63.6% عن عام 2020، الذي بلغت فيه تلك القيمة نحو 82.5 مليار دولار.
•  حجم اقتصاد الفضاء العالمي:  بلغ حجم اقتصاد الفضاء نحو 630 مليار دولار في عام 2023، ومن المتوقع ارتفاع تلك القيمة لتصل إلى 1.8 تريليون دولار بحلول عام 2035.

و أشار التحليل إلى أنه في عام 2024، أنفقت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية حوالي 79.68 مليار دولار أمريكي على برامج الفضاء، تليها الصين حيث بلغ الإنفاق الحكومي على برامج الفضاء بها أكثر من 19.89 مليار دولار أمريكي، ثم اليابان بنسبة إنفاق بلغت 6.8 مليار دولار أمريكي، تليها روسيا بنسبة إنفاق بلغت 3.96 مليار دولار أمريكي، وجاءت كوريا الجنوبية في الترتيب الأخير بنسبة إنفاق بلغت 1.03 مليار دولار أمريكي.

واستعرض التحليل أبرز التطورات الحديثة لمصر في مجال اقتصاد الفضاء

• إنشاء وكالة الفضاء المصرية في أغسطس 2019، وذلك بموجب القانون رقم 3 لسنة 2018 
• إطلاق القمر الصناعي "مصر سات ٢" من قاعدة إطلاق (تيوتشان) بمدينة تيا أكوان بالصين في 4 ديسمبر 2023،
• إطلاق القمر الصناعي التجريبي "نكس سات 1" في فبراير 2024، والذي بلغت فيه نسبة توطين التكنولوجيا إلى 40%.
• الانتهاء من تصميم وتنفيذ منصة إلكترونية لتمكين المستخدمين من تصفح وشراء الصور الفضائية، 
• بناء مدينة الفضاء المصرية التي تعمل الدولة على إنشائها في الفترة الحالية على مساحة تبلغ 115 فدانًا، بحيث تضم مختلف الأنشطة الفضائية.