سفن نقل المواشي.. تجارة مربحة أم كارثة بيئية؟

الجمعة، 25 أبريل 2025 10:41 م

سفن لنقل المواشي

تُعد سفن نقل المواشي “Livestock Carriers”، من أهم وسائل النقل البحري، والتي تستخدم في نقل الحيوانات الحية، مثل الأبقار والأغنام والماعز والإبل، عبر البحار والمحيطات من دولة إلى أخرى، كما أن منها سفن مخصصة بالكامل لنقل المواشي، يتم تصميمها من البداية لهذا الغرض، وأخرى سفن معدلة، تم تحويلها من سفن حاويات أو بضائع لتناسب نقل الحيوانات.

التجهيزات الأساسية لسفن نقل المواشي

وتتكون سفن نقل المواشي من طوابق مقسمة إلى حظائر بأحجام مختلفة، إضافة إلى أنظمة تهوية قوية لتوفير الأوكسجين وتقليل الحرارة، وأيضًا أنظمة مياه وغذاء تلقائية، وهناك أماكن مخصصة للنفايات والتخلص من الفضلات، ويوجد طاقم بيطري لمتابعة الحالة الصحية للمواشي، كل هذه المحتويات للحفاظ على صحة الحيوانات وسلامتها طوال مدة الرحلة، وأيضًا للتهوية والتبريد خاصة في الأجواء الحارة، وتستخدم لأغراض اقتصادية مثل تصدير واستيراد المواشي لغرض الذبح أو التربية، ونقل المواشي بين الدول حسب احتياجات السوق.

وفي الأونة الأخيرة، انتشرت بعض وقائع النفوق الجماعي للمواشي لأكثر من سبب، لعل السبب الأبرز هو صعوبة الرحلات البحرية الطويلة، وما تسببه من إجهاد، خاصة في ظروف مناخية صعبة، ما يؤدي أحيانًا إلى نفوق أعداد كبيرة من الحيوانات داخل السفن، وأيضًا ضعف التهوية وارتفاع الحرارة داخل الحظائر، ما يؤدي إلى الاختناق، وهناك ما يؤدي إلى أمراض للمواشي مثل سوء التغذية أو نقص المياه خلال الرحلات الطويلة، كما أن السفن القديمة أو المعدلة لا تكون مؤهلة لنقل الحيوانات، حيث تفتقر غالبًا للمعايير الحديثة لرفق الحيوان.

الحوادث البحرية

بعض السفن، خاصة المعدلة، تكون غير مستقرة، بسبب حركة المواشي من ناحية، وبسبب عمرها الطويل في الإبحار من ناحية أخرى، ما قد يُعرضها لخطر الغرق أو الانقلاب، مثلما حدث في حادثة غرق السفينة الإماراتية "جلف لايفستوك 1" عام 2020، والتي راح ضحيتها عشرات الآلاف من رؤوس الماشية.

ومن جهة أخرى، فأن النقل البحري للحيوانات، له مخاطر بيئية، مثل التخلص من الفضلات والنفايات العضوية في البحر، الأمر الذي يسبب تلوثًا بحريًا، وأيضًا من الممكن أن يحدث تسربًا لمياه غسيل الحظائر أو بقايا الأعلاف، وهو ما قد يؤثر سلبًا على البيئة البحرية.

وأيضًا، هناك مشاكل قد تطيل من أمد رحلات الحيوانات، ويفاقم المعاناة أكثر، حيث إن هناك سفن تُمنع من تفريغ حمولتها في الموانئ، بسبب الشكوك الصحية أو الرفض البيطري، ويمكن أن تصل هذه المشاكل إلى عودة بعض السفن إلى البلد الذي خرجت منه، بعد أسابيع في البحر، ما قد يٌشكل أزمة إنسانية وتجارية.

Short Url

أخبار متعلقة