من الفيب إلى الأيكوس، 30% من السجائر الإلكترونية في مصر مهربة وغير خاضعة للرقابة

يعاني قطاع التدخين مؤخراً في مصر من عدة أزمات، والسبب يعود إلى دخول أنواع جديدة وبدائل للتدخين، وعلى رأسها "الفيب والأيكوس"، والمعروفان بمسمى التدخين الإليكتروني، والذي يحتوي على نسب نيكوتين أعلى من السجائر بمرحل مما يزيد من إدمان التدخين.

أزمة تنامي التدخين الإليكتروني في مصر

وفي عام 2023، كشف الدكتور وائل صفوت، رئيس الاتحاد العربي لمكافحة التبغ، في تصريحات متلفزة عبر قناة المحور الفضائية، عن تقديرات تشير إلى وجود نحو 2 مليون مستخدم للسجائر الإلكترونية في مصر.

وأوضح أن هذا الرقم يعتمد على بيانات جمعيات أهلية، وقد لا يعكس الحجم الحقيقي للاستهلاك، إذ من المرجّح أن يكون العدد الفعلي أعلى بكثير، في ظل غياب الرقابة الكافية على عمليات الاستيراد والتوزيع غير القانوني لهذه المنتجات.

وأشار “صفوت” إلى أن مصر تسجل ارتفاعًا ملحوظًا في معدلات التدخين مقارنة بالمعدلات العالمية، لا سيما بين فئة الشباب والمراهقين، نتيجة انتشار السجائر المهربة.
ولفت إلى أن التبغ غير القانوني يشكّل نحو 30% من المنتجات المتداولة في الأكشاك والأسواق المحلية، مؤكدًا أن الاستهلاك المحلي يصل إلى ما يقارب 70 مليار سيجارة سنويًا، أي ما يعادل بيع 4 مليارات علبة سجائر في العام.

وفي نفس العام، أعلن الدكتور خالد صوفي، رئيس مجلس إدارة الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة، عن جهود الهيئة في جعل جميع إجراءات تسجيل السوائل وأجهزة السجائر الإلكترونية متوافقة مع المعايير الدولية. 
وأكد الدكتور خالد أن الهيئة المصرية العامة للمواصفات والجودة هي الجهة الوحيدة المسؤولة عن تسجيل ومنح الإخطارات.

وأشار إلى أن الهيئة قامت بتسجيل أكثر من 13 شركة و47 منتجًا، حيث تم إصدار 761 إخطارًا لهذه المنتجات، وأكد أن الهيئة تعمل حاليًا على إصدار مواصفة خاصة بأجهزة السجائر الإلكترونية الخالية من السوائل، بالإضافة إلى مشروع مواصفة خاصة بأماكن بيع وتخزين وتداول هذه المنتجات بهدف حماية المستهلك المصري من المنتجات غير المطابقة للمواصفات.

تنامي البضائع المهربة في السوق المصري

يتنامى في السوق المصري البضائع المهربة بشكل كبير للغاية، خاصة وإن المعروض بنسبة تتراوح 70% منه مسجل وهناك 30% مهرب، ويقول أحد تجار التجزئة عن البضائع يتم تهريبها منذ سنوات وذلك نتاج لعدة أشياء منها متطلبات السوق التي لا تحقق "التارجت"، خاصة وإن الشركات المرخصة وخاصة لبيع الأجهزة وقطع الغيار محددوة وغير معروفة للمستهلك الذي بات يعتمد على سوق التهريب الذي يعد أرخص من المسجل، كذلك تهريب البضائع سهل للغاية خاصة وإن حجمها أقل بكثير من المتوقع، ومع ذلك أكد بإن هناك جهود واضحة من جهاز "شرطة المصنفات"، والتي تقوم من آن لأخر بمراجعة محلات التجزئة ومصادرة الأجهزة والسوائل المهربة.

ويضيف، بإن في مصر هناك أماكن كبرى للتجار في السوق المهربة، ومنها السيدة زينب بالقاهرة وهي منطقة كبرى للتجارة، وكذلك "السراج مول"، والذي يتواجد به سوق كبير لتجارة الأجهزة المستعملة والمهربة، وكذلك فهناك "باب البحر" القريبة من رمسيس والتي تحتوى على جميع السجائر ومنتجات التدخين المهربة، والتي كانت منذ فترة كبرى معروفة للجميع بكونها منطقة "مشمش ملك السجائر".

تقنين التدخين الإليكتروني والمسُخن

وقد وافق مجلس النواب خلال الجلسة العامة التي عقدت بتاريخ 29 أكتوبر 2023، وبشكل نهائي على مشروع قانون تعديل بعض أحكام قانون الضريبة على القيمة المضافة "المتعلقة بأسعار منتجات التبغ" الصادر بحسب القانون رقم 67 لسنة 2016.
شمل المشروع، الذي تمت الموافقة عليه من قبل مجلس النواب وبشكل نهائي، زيادة الضريبة على منتجات السجائر والتبغ المسخن وسوائل السجائر الإلكترونية.
كذلك في 2024، أصدرت الجمارك المصرية منشور رقم 35 لسنة 2024 يتضمن تعليمات جديدة حول المعاملة الضريبية لـ السجائر الإلكترونية، وفرض ضريبة القيمة المضافة، استجابة للتساؤلات الواردة من المنافذ الجمركية.
أوضحت رئيسة مصلحة الضرائب المصرية الأستاذة رشا عبدالعال راضي، أن هذا المنشور جاء بناءً على الكتب المتبادلة بين مصلحتي الضرائب والجمارك، بخصوص المعاملة الضريبية للسجائر الإلكترونية التي تحتوي على النكهات الإلكترونية والبطاريات المدمجة التي يتم التخلص منها عند انتهاء النكهة "اجهزة الفيب ذات الاستخدام الواحد"، وقد تم تطبيق هذا التوجيه على البيان الجمركي رقم 254275 باسم شركة شلتر جروب للاستثمار.