نائب رئيس هيئة البترول الأسبق في حواره لـ"إيجي إن": الزيت الخام في أزمة.. والتعويل على الغاز

الإثنين، 21 أبريل 2025 08:26 م

الغاز الطبيعي

محمد عبدالمالك

مصر تراهن على الغاز.. والنفط خارج خطط التوسع

لا زيادة في إنتاج النفط.. والغاز هو أمل مصر الوحيد

مصر تستورد النفط وتصدر الغاز الإسرائيلي.. والهدف: الحفاظ على التوازن

الغاز يقود المستقبل.. والنفط في مرحلة الجمود

استراتيجية مصر البترولية تتغير: التوسع في الغاز.. وتثبيت إنتاج الخام

مركز الغاز الإقليمي.. مجرد بوابة لإعادة تصدير الغاز الإسرائيلي

ملف الغاز في قلب اهتمامات الدولة.. والنفط في وضع "التحفظ المؤقت"

مصر تُلبّي السوق المحلي من غاز إسرائيل وقبرص.. والتصدير مستمر لأوروبا

الاستدامة البيئية تدخل قلب عمليات البترول في مصر

محطات إسالة الغاز.. السلاح المصري في معركة الطاقة العالمية

أعلن المهندس مدحت يوسف، نائب رئيس هيئة البترول الأسبق، أن صناعة إنتاج الزيت الخام في مصر تواجه تحديات كبيرة تتعلق بتراجع الإنتاج وضرورة التحديث التكنولوجي.

وأشار في حواره لـ"إيجي إن" إلى أن الصحراء الغربية أصبحت اليوم المنطقة الأكثر إنتاجًا للزيت الخام، في ظل انخفاض ملحوظ من حقول خليج السويس، كما تحدث عن أهمية المتكثفات البترولية ودورها في دعم معامل التكرير.

كيف تقيّم تطور إنتاج الزيت الخام في مصر على مدار العقود الماضية؟

بدأت قصة إنتاج الزيت الخام في مصر باكتشاف حقل المرجان في منطقة خليج السويس، ثم توالى اكتشاف عدد من الحقول الكبرى مثل يوليو وأكتوبر والبلاعيم البحري والبري، التي كانت تنتج ما بين 80 إلى 100 ألف برميل يومياً، وبفضل هذه الاكتشافات، وصل إنتاج مصر اليومي من الزيت الخام إلى نحو مليون برميل يوميًا في فترات الذروة، لكن مع مرور الوقت، بدأ منحنى الإنتاج في التراجع تدريجيًا، ليصل اليوم إلى نحو 300 ألف برميل يوميًا، دون احتساب المتكثفات البترولية.

ما السبب في هذا الانخفاض؟

السبب الرئيسي يعود إلى نضوب بعض الحقول القديمة وعدم ضخ استثمارات كافية في البحث والاستكشاف بالمعدلات المطلوبة، بجانب التحديات التقنية المرتبطة بالإنتاج من الحقول الناضبة.

ما المناطق حاليًا تمثل القاعدة الرئيسية لإنتاج الزيت الخام في مصر؟

حالياً، منطقة الصحراء الغربية تعتبر هي المصدر الأكبر لإنتاج الزيت الخام في مصر، نظرًا للتراجع الكبير في إنتاج خليج السويس، وتُعد شركة "خالدة" التي تعمل بالشراكة مع "إيني" الإيطالية و"أباتشي" الأمريكية، من أبرز الشركات المنتجة للزيت الخام في هذه المنطقة.

ما هي المتكثفات البترولية وما دورها في منظومة الإنتاج؟

المتكثفات البترولية هي السوائل المصاحبة لإنتاج الغاز الطبيعي، وتتم معالجتها ضمن وحدات معالجة الغاز إلى جانب البروبان والبوتاجاز، ثم تُضخ في خطوط مباشرة إلى معامل التكرير، أو تُخلط مع الزيت الخام المنتج بالمناطق القريبة، من أشهر أنواع الخامات التي تعتمد على المتكثفات هو "خليط الصحراء الغربية"، الذي يتميز بجودته العالية وانخفاض نسبة الكبريت فيه.

هل هناك استخدامات صناعية أخرى للمتكثفات؟

الاستخدام الرئيسي حاليًا للمتكثفات هو خلطها بالزيت الخام وتكريرها في المعامل، وهي مزيج من النافثا والكيروسين والسولار، وتتميز بنوعية منخفضة الكبريت. وهناك مشروع قائم لتكرير المتكثفات في شركة النصر للبترول بالسويس، بتكلفة بلغت مليار جنيه، لكن تراجع إنتاج الغاز الطبيعي أثر سلبًا على حجم المتكثفات المنتجة وبالتالي لم تُشغّل الوحدة بعد.

كيف ترى مستقبل صناعة النفط في مصر؟

مستقبل الصناعة يتوقف على مدى قدرتنا على تحديث وتطوير البنية التكنولوجية، خصوصًا في مجالات البحث والاستكشاف، فاليوم لم تعد تقنيات المسح السيزمي والزلزالي ثلاثي الأبعاد كافية، بل أصبحنا نعتمد على صور الأقمار الصناعية وتحليل البيانات المتقدمة، وهذا يتطلب وجود خبرات بشرية متخصصة قادرة على تفسير هذه البيانات وتحديد مكامن النفط بدقة.

كيف تؤثر أسعار النفط العالمية على استثمارات البحث والاستكشاف في مصر؟

أسعار النفط العالمية لها تأثير مباشر وكبير على قرارات الشركات العالمية في ضخ استثمارات بعمليات البحث والاستكشاف والحفر، سواء في البحر أو البر، فعندما تنخفض الأسعار عالميًا، يقل حماس المستثمرين، خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الحفر البحري، ما يؤدي إلى تباطؤ أو إحجام عن تنفيذ مشروعات جديدة، مصر تتأثر بشكل كبير بهذا الوضع، لأنها تعتمد اعتمادًا وثيقًا على الشركات العالمية في تلك العمليات، وبالتالي فإن أي تراجع في رغبة هذه الشركات ينعكس سلبًا على المشهد المحلي.

هل هناك تحديات مستقبلية تتعلق بقدرة مصر على جذب استثمارات جديدة في ظل هذه الظروف؟

بالتأكيد، فمستقبل عمليات البحث والاستكشاف في مصر يتوقف بدرجة كبيرة على الوضع المالي للشركات العالمية وقدرتها على المجازفة في ظل تقلبات أسعار النفط، فالمعادلة صعبة: تكاليف مرتفعة، ومخاطر عالية، وإمكانية نجاح أو فشل غير مضمونة، وكل هذا يؤثر على ضخ الأموال في السوق المصري.

كيف ترى التوازن بين ملف الغاز الطبيعي وإنتاج الزيت الخام في مصر حاليًا؟

التركيز الأكبر في مصر حاليًا منصب على ملف الغاز الطبيعي، وهناك آمال كبيرة باكتشافات ضخمة فيه، وهذا ما يفسر اهتمام قيادات الدولة ووزارة البترول بالقطاع، أما فيما يخص الزيت الخام، فالوضع أصبح أكثر تحفظًا، مع الاكتفاء بالحفاظ على مستويات الإنتاج الحالية ومحاولة الحد من التراجع دون التوسع في زيادته.

ما تقييمك لوضع مصر من حيث استيراد وتصدير الطاقة؟

وفي ضوء الوضع الحالي لإنتاج مصر من النفط والغاز، من المرجح أن تظل البلاد بحاجة إلى استيراد النفط لتشغيل معامل التكرير، وكذلك استيراد الغاز الطبيعي سواء المسال أو المدفوع عبر خطوط الأنابيب من الشرق، أما ما يُثار حول تحول مصر إلى مركز إقليمي لتداول الغاز، فهذه العملية تتركز فقط على إعادة تصدير الغاز الإسرائيلي والقبرصي بعد تسييله في تسهيلات التسييل المصرية، وتصديره إلى أوروبا، مع إعطاء أولوية لاستخدام جزء منه لتلبية احتياجات السوق المحلي.

ماذا عن جهود مصر في ملف الاستدامة والبيئة؟

وزارة البترول تبذل جهودًا ملحوظة في هذا الاتجاه، من خلال تعزيز ممارسات الاستدامة وتقليل الأثر البيئي في عمليات الإنتاج والتكرير، وهو ما يتماشى مع المتطلبات البيئية العالمية الحديثة ويُعد مساهمة مهمة في خفض معدلات التلوث.

Short Url

أخبار متعلقة