من فرد أمن ملهى ليلي لـ بابا الكنيسة الكاثوليكية، محطات في حياة البابا فرانسيس
الإثنين، 21 أبريل 2025 02:45 م

البابا فرانسيس من الصغر وحتى نهاية رحلته
أمة الله عمرو
أثار الحزن والأسى العديد من الأخوة الأقباط، بعد خبر فراق البابا فرانسيس، وذلك بعد صراع مع مرض الالتهاب الرئوي، وعن عمر يناهز 88 عامًا، تزامنًا مع عيد شم النسيم، اليوم الأثنين، نتيجة لتاريخه في القداسة الكاثوليكية، التي قضى بها رحلة سخرها في العمل من أجل الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، لذلك يرصد لكم موقع “إيجي إن”، قصة كفاحه ورحلته منذ البداية.
أول بابا من الأمريكتين وأول بابا غير أوروبي
يعتبر البابا فرانسيس هو أول بابا من الأمريكتين، وأسمه الحقيقي “خورخي ماريو بيرجوليو وينحدر”، ومسقط رأسه الأرجنتين، وبالرغم من أن رئيس أساقفة "بيونس أيريس" البالغ من العمر 76 عامًا هو شخصية بارزة في جميع أنحاء القارة، لكنه يزال قسًا بسيطًا محبوبًا للغاية من قبل أبرشيته، والذي سافر في أنحائها على نطاق واسع عبر المترو والحافلة.
واستمرت خدمته الأسقفية لمدة 15 عامًا، والمتمثلة في أنه كان عضوًا في مجمع العبادة الإلهية وانضباط الأسرار، وجمعية رجال الدين، وجمعية معاهد الحياة المكرسة ومجتمعات الحياة الرسولية، والمجلس البابوي للأسرة واللجنة البابوية لأمريكا اللاتينية، وهو كان أول بابا يسوعي، أول بابا من أمريكا اللاتينية، وأول بابا من الأمريكتين، أول بابا غير أوروبي منذ أكثر من 1000 عام، يقال إنه حصل على ثاني أكبر عدد من الأصوات في الانتخابات البابوية عام 2005.

وولد في دولة "بوينس آيرس" في شهر ديسمبر 1936م، وهو ابن مهاجرين إيطاليين، وكان والده يعمل محاسبًا في هيئة السكك الحديدية، وكانت والدته "ريجينا سيفوري" ربة منزل تربي وتعلم أطفالها الـ 5، وكان يعمل "البابا فرانسيس"، فني كيميائي ثم عمل فرد أمن وهو بالمدرسة، ثم اختار مسار الكهنوت، وبدأ من مدرسة “ديوسيسان للكهنوت” في فيلاديفوتو.
وفي 11 مارس عام 1958م، انضم إلى الرهبنة اليسوعية، ثم أكمل دراساته في العلوم الإنسانية في دولة “تشيلي” وعاد إلى أرض الأرجنتين عام 1963م، وتخرج من كلية سان خوسيه قسم الفلسفة من جامعة سان ميغيل عام 1965م، ودرس الأدب وعلم النفس في كلية الحبل بلا دنس في سانتا فه، ثم درس اللاهوت وحصل على درجة البكالوريوس من كلية سان خوسيه.
بابا فرانسيس كان يردد جملة شعبي فقير وأنا واحد منهم
وكان فرانسيس يردد باستمرار جملة “شعبي فقير وأنا واحد منهم”، وأوضح نتيجة ترديده لهذه العبارة أنه كان يمكث في شقة بمفرده ويطهي طعامه لنفسه، وقال في العديد من المناسبات جمل لا تنسى مثل: “دعاه دي لوباك بالروحية الأرضية او الحياتية”، والمقصود به “أن تكون متمركز ذاتيا”، وتحدث عن العدالة الاجتماعية بدعوته للناس في المقام الأول إلى الالتحاق بالتعليم المسيحي، لإعادة اكتشاف الوصايا العشر، وأن يتتبعوا المسيح، وأن يفهموا بأن "التعدي على كرامة الشخص هو خطيئة خطيرة يلزم العقاب عليها".
وركز بشكل خاص على “الرسالة النبوية للأسقف”، لأن كان يعتبره الكثير “نبيًا للعدالة”، وواجبه في "الدعوة بلا توقف" إلى العقيدة الاجتماعية للكنيسة، وكذلك "للتعبير عن الحكم الحقيقي في مسائل الإيمان والأخلاق ".

وبدأت رحلته في 31 يوليو عام 1973م، حيث تم تعيينه الرئيس الاقليمي لليسوعيين في الأرجنتينن لمدة 6 أعوام، وحينها استأنف عمله بالقطاع الجامعي، وتعين كعميد لكلية سان خوزيه بالاضافة لدوره ككاهن الرعية عام 1980 حتى عام 1986م، ثم ذهب إلى دولة ألمانيا لإنهاء رسالة الدكتوراه، وأرسله رؤساؤه حينها لكلية “ديل سلفادور” في بالقرب من الكنيسة اليسوعية في مدينة قرطبة كمدير ومعرف روحي، حتى عام 1992م.
وعينه البابا “يوحنا بولس الثاني” أسقفا لأوكا وأسقفًا مساعدًا في بوينس آيرس في شهر مايو عام 1992م، لأن الكاردينال أنطونيو كوراسينو، رئيس أساقفة بيونس أيريس، أراده معاون وثيق له، وبعد ذلك تم تنصيبه رسميا من في الكاتدرائية. وقد اختار شعارًا أسقفيًا "نظر لرحمته بالبشر"، ووضع العلامة “IHS” كشعارًا ورمزًا على الرهبنة اليسوعية.

البابا فرانسيس نائب الأسقفية لمنطقة فلوريس
وبعد ذلك مباشرة تم تعيينه نائب الأسقفية لمنطقة فلوريس، وفي 21 ديسمبر 1993م، تم تكليفه بمكتب النائب العام للأبرشية، لمدة 4 سنوات، وفي يونيه يونيو 1997م، تولى رئيس أساقفة بوينس آيرس، وبعد وفاة رئيسه الكاردينال كوراسين، في 28 فبراير 1998 م، تعين خلفه رئيس الأساقفة لمنطقة الأرجنتين بالمرتبة الرئيسية، وتولى مهمة الإشراف على المؤمنين بالطقوس الشرقية في الأرجنتين الذين ليس لديهم مطران من طائفتهم.
ومكث 3 سنوات، في المجلس الكنسي المنعقد في 21 فبراير 2001 ، قام البابا يوحنا بولس بتعينيه كاردينال، واعطاه لقب سان روبرتو بيلارمينو، لأنه على الرغم من شخصيته المتحفظة، تكونت حياته من بضعة أسطر أخلاقية عديدة، حتى أصبح مرجعية لجميع الفئات والطوائف الدينية، نتيجة المواقف القوية التي اتخذها خلال الأزمات المالية المأساوية التي اجتاحت البلاد في عام 2001 م، وكان ينصح كهنته حينها بإظهار الرحمة والشجاعة الرسولية، وإبقاء أبوابهم مفتوحة أمام الجميع.

وطلب من المؤمنين عدم المجيء إلى روما للاحتفال بتعينيه كاردينال، لكن قال ان شعوره بالاحتفال هو التبرع للفقراء بما يعادل المبلغ الذي كانوا سيصرفونه برحلة مجيئهم له بصفته كبير مستشاري الجامعة الكاثوليكية في الأرجنتين.
في اكتوبر 2001 تم تعين البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، كـ"منسقاً عامًا للمجمع العام العادي العاشر لسينودس الأساقفة في الوزارة الأسقفية"، وأوكلت إليه هذه المهمة في اللحظة الأخيرة، ليحل محل الكاردينال إدوارد مايكل إيغان، رئيس أساقفة نيويورك، الذي اضطر للبقاء في وطنه بسبب الهجمات الإرهابية في 11 سبتمبر 2001.
وفي أبريل 2005 ، شارك في مجلس الكرادلة الذي انتخب فيه البابا بنديكت السادس عشر، وهذه الجهود الكثيفة جعلته أكثر شعبية في أمريكا اللاتينية، ولم يهدأ أبدا بنهجه الرصين أو أسلوب حياته الصارم بالحق، الذي وصفه البعض بأنه “زاهد”، لان كانت تحاوطه روح الفقر الذي عرف بها والتي جعلته قريب من الناس، لذلك رفض تعيينه رئيسا لمؤتمر الأساقفة الأرجنتينيين في عام 2002، وبعد 3 سنوات تم انتخابه لرئاسة المنصب، ثم أُعيد انتخابه مرة أخرى في عام 2008 م.

مشروع التبشير بالإنجيل لمساعدة الفقراء والمرضى
وتصور مشروعًا تبشيريًا قائمًا على الشركة والتبشير بالإنجيل، بصفته رئيس أساقفة بوينس آيرس، وهي أبرشية تضم أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، وحينها كان لديه 4 أهداف رئيسية، متمثلة في:-
-مجتمعات أخوية ومنفتحة.
-علماني مستنير يلعب دورًا رائدًا.
-جهود التبشير موجهة إلى كل سكان المدينة.
-مساعدة الفقراء والمرضى.
ورغبته كانت إعادة تبشير بوينس آيرس ، “مع مراعاة أولئك الذين يعيشون هناك ، وبنيتها وتاريخها”، وطلب من الكهنة والعلمانيين أن يعملوا يد واحدة لبقاء روح التعاون ومساعدة المحتاجين، وأطلق حملة التضامن للذكرى المئوية الثانية لاستقلال البلاد في سبتمبر عام 2009 م، وكان من المقرر إنشاء مئتي وكالة خيرية بحلول عام 2016 م، على مستوى القارة، وتوقع الكثير بأن رسالته مؤثرة في العالم اجمع، وتم انتخابه في الحبر الأعظم في 13 مارس 2013.

وفي 27 إبريل 2014 م، ترأس مراسم تقديس الطوباويين، ونصب البابا يوحنا الثالث والعشرون والبابا يوحنا بولس الثاني قديسين، وحضر بنديكت السادس عشر الحفل كضيف، وفي سبتمبر 2015 م، أصبح فرانسيس رابع رئيس للكنيسة يزور الولايات المتحدة، وفي 5 فبراير 2019م، كان أول بابا يحتفل بالقداس في شبه الجزيرة العربية ويلقي خطابًا أمام عشرات الآلاف من الناس في أبوظبي.
البابا فرانسيس يصارع المرض الرئوي حتى نهاية مسيرته الكهنية
وفي 2021 صدر بيان عن مكتب الاتصالات التابع للكرسي الرسولي، أنه مصاب بمرض رئوي شديد، ويلزم لـ “تدخل جراحي مقرر لعلاج التهاب الرتوج الضيق المصحوب بأعراض صحية شديدة”، وفي 3 سبتمبر 2024 ، هبط في إندونيسيا، المحطة الأولى في جولته الآسيوية، وهي أطول رحلة كهنية له.
وفي 19 يناير 2025م، انتقد فرانسيس خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لترحيل المهاجرين ووصفها بأنها “عار”، و11 فبراير، قال في رسالة مفتوحة إلى الأساقفة الأمريكيين إن سياسات ترامب ستنتهي بشكل سيئ، وفي 14 فبراير 2025، نقل فرانسيس إلى المستشفى بسبب التهاب الشعب الهوائية وإجراء فحوصات طبية إضافية.

وأجرى مقابلات قبل دخوله المستشفى، وفي 17 فبراير، أعلن الفاتيكان أن فرانسيس يعاني من "عدوى متعددة الميكروبات" في الجهاز التنفسي والتي ستتطلب تغيير علاجه في المستشفى، ومكث بالمستشفى حتى أمس السبت، عندما ظهر في زيارة كاتدرائية القديس بطرس، واليوم 21 إبريل 2025م، تم الإعلان عن وفاة البابا فرانسيس، ليكتب التاريخ نهاية رحلة رجل الإنسانية.
Short Url
بيل جيتس: الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل مستقبل الوظائف ويطلق "عصر الذكاء المجاني"
22 أبريل 2025 12:13 ص
موقع "9To5Mac": «سيري» سيحصل على 3 ترقيات كبيرة في تحديث «iOS 19»
22 أبريل 2025 12:09 ص
سيارة كيا EV3 تحصل على لقب أفضل سيارة في العالم لعام 2025
22 أبريل 2025 12:08 ص


أكثر الكلمات انتشاراً