التحول الأخضر في خطر، مراكز البيانات تُعيد العالم لعصر الفحم
الإثنين، 21 أبريل 2025 01:32 م

الذكاء الاصطناعي
تحليل/ ميرنا البكري
من كان يتفائل إن العالم بدأ يسيطر على أزمة التغير المناخي، فمن الضروري أن يتراجع، فبالرغم إن 2024 كانت أول عام من الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالطاقة التي بدأت تقل فيها بشكل فعلي، ولكن لم تكتمل هذه الفرحة، والسب هو إن مراكز البيانات التي تعمل ليلًا ونهارًا، لكي تواكب طفرة الذكاء الاصطناعي، تستهلك كهرباء أضعاف التي كنا نعتاد عليها، ومن يغذيها؟ الغاز والفحم، وليس الشمس والرياح، أي الذكاء الاصطناعي ذكي، ولكنه ليس صديق للبيئة.
مراكز البيانات، تبلع كهرباء وتنفخ كربون
يعتبر عام 2024 أول عام شهد فيه العالم تراجع فعلي في الانبعاثات القادمة من قطاع الطاقة، ليس بسبب أزمة مثل كورونا أو ركود اقتصادي، بل بسبب تغيّر حقيقي في مصادر الطاقة، ولكن الصدمة هي مراكز البيانات الذي تعتبر بمثابة وحش يأكل الطاقة.
الذكاء الاصطناعي يريد طاقة، والغاز في الخدمة
مع انفجار الذكاء الاصطناعي، وشركات مثل أمازون ومايكروسوفت وجوجل أصبحت تبحث عن كهرباء 24 ساعة يوميًا لمراكز البيانات التي تدرب نماذج الذكاء، والنتيجة؟ اعتماد كبير على الطاقة النووية والغاز الطبيعي، لأن الطاقة المتجددة مازالت غير كافية تسد هذا الجوع كله.
توقعت بلومبرج، إن أكثر من نصف احتياجات الكهرباء سيتم تغطيتها من مصادر نظيفة بحلول 2035، ولكن المشكلة إن ثلثي الزيادة في الإنتاج الكهربائي قادم من الفحم والغاز.
العالم يشتعل كربون مرة أخرى
بلومبرج قالت إن مراكز البيانات ستزود الانبعاثات الكربونية بـ3.5 جيجا طن خلال عشر سنين، أي ما يعادل 10% من إجمالي الانبعاثات الحالية.
من المساهمون الكبار؟ أمريكا والصين، أي الكبار سينفخوا في النار والآخرين سيدفعوا الثمن في شكل تغير مناخي واحتباس حراري.
ترامب داخل على الخط، ويرجعنا للخلف
وفي أمريكا، ترامب يروج لمشروع "ستارجيت" العملاق لتوسيع مراكز البيانات، كما إنه رجّع سياسات دعم الوقود الأحفوري بحجة إنه يدعم الذكاء الاصطناعي، ومايكروسوفت بدأت تراجع نفسها وأوقفت مشاريع جديدة في دول أخرى، لأن التوسّع ده مكلف ومخيف من ناحية الانبعاثات.

الحرارة ترتفع، والعالم يقرب من الـ2.7 درجة
التحليل يقول إن في حالة استمرار نفس السياسات الحالية، والحرارة العالمية تزداد بمعدل 2.6 درجة مئوية حتى 2100، هذا ليس رقم بسيط، بل معناه موجات حر أطول، وفيضانات أكثر، وتغيرات مناخية مرعبة.
ختامًا، نحن على مفترق طريق
إما الشركات تلتزم بالطاقة النظيفة وتوقف حركات استعراض بيئية، أو الذكاء الاصطناعي سيستغل ذلك في إنه يولّع في الكوكب، ومراكز البيانات الآن أصبحت شبه مصانع كربونية متحركة، ولا يوجد وقت للتماطل، والتحول الحقيقي ليس في التكنولوجيا فقط، التحول لابد أن يكون في النية والإرادة السياسية.
هذه الأحداث ليس مجرد تطور تكنولوجي، بل سباق بين التقدم والدمار، إذا استمرت مراكز البيانات في استهلاك المزيد من الطاقة من الوقود الأحفوري بهذا الشكل، كل ما يبنيه العالم في الطاقة النظيفة سينهار، الذماء الاصطناعي قد ينقذنا، لكنه أيضًا قد يدمر الكوكب إذا استمر بالاعتماد على مصادر ملوثة، الكرة الآن في ملعب الحكومات والشركات: إما يتحركوا بسرعة، إما سيواجه العالم خسائر جسيمة.
Short Url
البابا المتواضع، تعرف على أبرز مواقف الراحل البابا فرنسيس
21 أبريل 2025 07:53 م
ثورة في إدارة النفايات، مشروع "العاشر من رمضان" يفتح بوابة الاقتصاد الدائري في مصر
21 أبريل 2025 07:15 م
أسعار الذهب تقفز بنسبة 2.35% عالميًا، فهل نشهد أرقامًا قياسية جديدة خلال 2025؟
21 أبريل 2025 07:11 م


أكثر الكلمات انتشاراً