الإثنين، 21 أبريل 2025

07:04 م

من الفسيخ إلى البيض الملون، طقوس مصرية قديمة تزينها الألوان وتبعث الحياة

الإثنين، 21 أبريل 2025 10:54 ص

البيض الملون

البيض الملون

هدير جلال

يعد شم النسيم من أقدم الأعياد التي عرفها المصريون بل ويعد أقدم إحتفال شعبي عرفة التاريخ بداية من قدماء المصريين منذ مايقرب من خمسة آلاف عام، ويعد أيضا جزءاً من معتقداتها وثقافاتها وبمرور الزمن إحتفظ المصريون بعاداتهم وتقاليدهم في الإحتفال بهذا اليوم ليصبح شم النسيم واحداً من أكثر المناسبات شعبية في مصر حيث يخرج الناس الي الحدائق والمنتزهات ويتبادلون الأطعمة التقليدية التي أصبحت جزء من الهوية المصرية وإستمرار الإحتفال بعيد شم النسيم منذ آلاف السنين يعكس الأصالة المصرية وهو ليس إحتفالاً عادياً بل طقس يحمل في طياتة روح الحضارة المصرية القديمة التي كانت تؤمن بتجدد الحياة وتقدس الظواهر الطبيعية
مثل تغيير الفصول وفيضان النيل وهو مايظهر بالطقوس المرتبطة بة في عهد الفراعنة وحتي العصر الحديث.

البيض الملون


وكان المصريون القدماء يطلقون علية (عيد شمو أو بعث الحياة ) وترجع التسمية إلي الكلمة الفرعونية شمو وهي كلمة فرعونية قديمة تعني عيد الخلق أو بعث الحياة وقد تعرض الإسم للتحريف وأضيفت إلية كلمة النسيم لإرتباط هذا الفصل بأعتدال الجو وكان يتم الإحتفال بة في أول موسم الحصاد وهو مايعكس إرتباطة بالزراعة و فيضان النيل وكانو يعتقدون أن هذا اليوم هو بداية خلق العالم لذا كان يتم فية تقديم القرابين والإحتفال بالألوان الطبيعية؛ كما ارتبطت الإحتفالات بتقديم الأسماك المجففة والمملحة مثل الفسيخ حيث أظهر المصريون القدماء براعة شديدة في حفظ الأسماك وتجفيفها وصناعة الفسيخ وٌإعتبروه كرمز للحياة والإستمرارية و الخير والرزق والخضر الورقية مثل الخس والبصل التي كانت تستخدم في الطقوس الدينية.

ولم ينقطع الإحتفال بشم النسيم علي مدارالعصور حتي مع التحولات التاريخية فاحتفظت كل مرحلة بلمساتها الخاصة ولكن ظل محتفظاً بجوهرة الأصلي الذي يدور حول الإحتفال بالطبيعة والحياة الجديدة.

مثلا في العصور القبطية إرتبط شم النسيم بعيد القيامة المجيد حيث انة يقع في نفس الفترة الزمنية من العام.
خلال العصورالإسلامية لم يتغيرالإحتفال حيث ظل المصريون يخرجون الي الحدائق ويتناولون الأطعمة التقليدية
وفي العصر الحديث أصبح شم النسيم يوم وطني يحتفل بة جميع المصريون دون تمييز ديني الأمر الذي يؤكد علي تماسك وترابط المجتمع المصري وإحترامة للعادات والتقاليد المتوارثة ومن الطقوس المثوارثة في شم النسيم.

1- البيض الملون: حيث يرمز البيض الي التجدد والبعث وهي فكرة مستوحاة من المعتقدات الفرعونية والتي تري في البيض رمزاً لبداية الحياة كان المصريون القدماء ينقشون الأمنيات علي البيض ويضعونة في سلال مصنوعة من سعف النخيل ويتركونها في أماكن مفتوحة حتي تشرق الشمس اعتقاداً منهم ان ذلك يجلب الخير.

البيض رمز الحياة:

إرتبط الاحتفال بعيد الفصح في التقاليد الشعبية بالبيض رمزاً لعودة الحياة إلى الطبيعة في فصل الربيع، حيث أن الأمراء والملوك المسيحيين كانوا يوزعون البيض على الفقراء أثناء موسم الفصح والعادة أن تتم عملية سلق البيض قبل تفقيسه والتفسير الشعبي له هو أنه عند فتح البيضة بعد كسرها يظهر أولاً اللون الأبيض، وهو يرمز إلى النور الأبيض المنبعث من قبر السيد المسيح عند حدوث القيامة.

البيض الملون

تلوين البيض:

وتلوين البيض في عيد الفصح له قصة حقيقية حصلت بعد قيام السيد المسيح عليه السلام، وذاع الخبر وبدأ بالانتشار وكانت إمرأة تبشر بقيامته ورأت إمرأة أخرى تحمل بيدها سلة مملوءة بالبيض فقالت لها: “المسيح قام”، فأجابت: “لا أصدق هذا غير مقبول!”. فقالت المبشرة: “صدقيني إنه المسيح قام” فردت صاحبة السلة: “لو أن هذا البيض الذي في هذه السلة، أصبح كل ما فيها لوناً مختلفاً أصدقك”، وما أن نظرت إلى السلة، حتى وجدت كل بيضة لوناً فدهشت جداً وقالت: “حقاً لقد قام المسيح”.

وعادة تزيين البيض ورمزيته قديمة جداً أيضاً للاحتفال بالربيع وعودة الخصوبة، إذ عثر على بقايا بيض مزخرف في قبور تعود إلى فترة ما قبل إنتشار المسيحية.

من هنا جاء طقس سلق البيض وتلوينه بألوان عديدة، فمثلاً، قديماً كانوا يضعون في الماء الذي يحتوي البيض قشور بصل أو كمية من الشاي ومنهم من كان يضع مع البيض أوراق نبتة “الصفير” أو “الصفار” فيتخذ البيض اللون الذي يتلاءم مع ما وضع في الماء أما حديثاً، فيقوم الناس بشراء الأصباغ الجاهزة بألوان مختلفة في أوعية عدة لسلق البيض.

– البيض المذهب:

وإختلفت العادات في تزيين البيض ونقشه من منطقة الى أخرى، ولكن الألوان الزاهية والمزخرفة كانت القاسم المشترك بين الجميع وكان يزين برقائق من الذهب عند الأغنياء. وعرفت روسيا في أيام القياصرة صناعة بيض الفصح، مصنوعاً من المجوهرات والأحجار الكريمة، وفي داخلها أعمال فنية صغيرة صنعت خصيصاً للقياصرة وعائلاتهم .

البيض الملون

وقد إنتشرت موضة البيض المصنوع من الذهب في أوروبا وروسيا في القرن الثامن عشر، وتفنن صاغة تلك الأيام بصناعته ويحكى أن صناعياً فرنسياً صنع بيضة على شكل علبة مفاجآت وقدمها إلى أحد أمراء إسبانيا وكانت مطلية من الخارج بالميناء الأبيض ومحفورة عليها كلمات إنجيل الفصح، وعندما تفتح تستمع إلى 12 لحناً من ألحان الأوبرا كما صنع الصائغ كارل فابرجيه بيضة ذهبية قدمها إلى قيصر روسيا ألكسندر الثالث، صفارها يتضمن دجاجة صغيرة من الذهب الخالص وعلى الدجاجة تاج مصغر لتاج القيصر بأدق تفاصيله وقلبه من زمرد. كما دأب الملك لويس الخامس عشر على إهداء بيضة صناعية مطلية بالذهب إلى جميع نساء قصره.

والمألوف لدى العامة قديماً، أنهم كانوا يأخذون البيض المسلوق موضوعاً فوق طبق إلى الكنيسة ليلة العيد ليباركه الكاهن قبل تناوله. ومنهم من كان يوزع البيض المسلوق على المحتفلين بالكنيسة رمزاً للعيد.

 المفاقسة بالبيض:

ولا تقتصر عادة تحضير البيض وأكله على تزيينه إنما يتحول البيض ليصبح جزءاً من الألعاب الشعبية لدى الأولاد. وتعرف هذه الألعاب باسم “المفاقسة”، بحيث يقوم كل ولد بإختيار أفضل أنواع البيض وأجودها، خصوصاً الصلب منه ويفحصه بطريقة ضرب البيضة بأسنانه بصورة خفيفة ويستمع إلى صلابة البيض وينطلق بعدها مع كمية من البيض إلى الحدائق والمنتزهات حيث يتجمع عدد من الأولاد مُحملين بالبيض المسلوق وتتم المنافسة بطريقة ضرب الطرف الضيق من البيضة ويعرف باسم “الرأس”، مع رأس البيضة المنافسة ثم ضرب الجهة العريضة وتعرف باسم “العيز” ومنهم من يفاقس بطن البيضة مع بطن البيضة المنافسة.

البيض الملون

Short Url

showcase
showcase
search