ثروات المليارديرات الروس تحلّق رغم العقوبات، من يربح في صمت؟

السبت، 19 أبريل 2025 04:16 م

مليارديرات روسيا

كتب/ كريم قنديل

في وقت يُفترض أن تكون فيه العقوبات الغربية سيفًا قاطعًا على الاقتصاد الروسي، تكشف قائمة فوربس روسيا عن مفاجأة مدوية، ثروات أغنى 146 مليارديرًا روسيًا قفزت بأكثر من 80%، لتصل إلى 625.5 مليار دولار.

القصة ليست فقط في الأرقام، بل في دلالاتها السياسية والاقتصادية العميقة، وفي كيفية إعادة تشكيل خريطة رأس المال الروسي بعيدًا عن الأضواء.

وحيد ألكبيروف يتصدر المشهد من الظل

في المركز الأول، يتربع وحيد ألكبيروف، الرئيس السابق لشركة "لوك أويل"، بثروة بلغت 28.7 مليار دولار، ألكبيروف، الذي اضطر للاستقالة عام 2022 بعد أن فرضت بريطانيا عليه عقوبات، يبدو وكأنه حوّل القيود إلى فرص، فهل هذا نجاح فردي؟ أم أن المنظومة الاقتصادية الروسية باتت قادرة على الالتفاف بمهارة على العقوبات؟

طفرة في الترتيب وثروات صاعدة

أليكسي مورداشوف، صاحب شركة "سيفيرستال" العملاقة للصلب، صعد من المركز الرابع إلى الثاني بثروة بلغت 28.6 مليار دولار، متجاوزًا منافسين تقليديين مثل فلاديمير ليسين وليونيد ميخيلسون، وتبرز هذه التنقلات في المراكز كدليل على حيوية رأس المال الصناعي الروسي، لا سيما في قطاعات الطاقة والموارد الطبيعية، رغم الضغوط الغربية المتواصلة.

وجه جديد، ملياردير هندي في قلب الاقتصاد الروسي

واحدة من أبرز مفاجآت القائمة كانت دخول 15 مليارديرًا جديدًا، على رأسهم فيكرام بونيا، الهندي الأصل، ومالك شركة "فارماسينتيز" للأدوية، بثروة بلغت 2.1 مليار دولار، حضوره يؤشر إلى انفتاح نسبي في بعض القطاعات الروسية، رغم انسحاب العديد من الشركات الغربية.

قائمة أغنى 10 مليارديرات في روسيا:

1) فاجيت ألكبيروف: 28.7 مليار دولار

2) أليكسي مورداشوف: 28.6 مليار دولار

3) ليونيد ميخيلسون: 28.4 مليار دولار

4) فلاديمير ليسين: 26.5 مليار دولار

5) فلاديمير بوتانين: 24.2 مليار دولار

6) جينادي تيمشينكو: 23.2 مليار دولار

7) أندريه ميلنيتشنكو: 17.4 مليار دولار

8) بافيل دوروف: 17.1 مليار دولار

9) أليشر عثمانوف: 16.7 مليار دولار

10) سليمان كريموف وعائلته: 16.4 مليار دولار

هل نحن أمام اقتصاد معزول أم متكيف؟

ارتفاع ثروات النخبة المالية الروسية يفتح الباب لتحليل مزدوج، من جهة، يبدو أن روسيا طوّرت آليات داخلية لحماية واستثمار رؤوس أموالها رغم المقاطعة، من جهة أخرى، قد يعني هذا أن بعض المليارديرات استفادوا من غياب المنافسة الأجنبية، مما سمح لهم بإعادة توزيع النفوذ الاقتصادي داخل السوق المحلية.

اقتصاد الظل أم دولة ريعية بوجه جديد؟

الأرقام تشير إلى نجاح رأس المال الروسي في الاستمرار بل والنمو، لكن السؤال الأعمق يظل، هل هذا ازدهار مستدام؟ أم أنه مجرد انتعاش مؤقت مدفوع بعوامل غير شفافة مثل ارتفاع أسعار الطاقة أو التوسع في أسواق موازية؟

تقف قائمة فوربس كمرآة تكشف واقعًا مغايرًا لما قد يتوقعه الكثيرون، ثروات روسيا لا تزال تتضخم، ولو في الظل، فهل هي بداية نظام اقتصادي جديد، أم مجرد صدى لرأسمالية مشوهة تتكيف مع القيود أكثر مما تتأثر بها؟

Short Url

أخبار متعلقة