الأربعاء، 16 أبريل 2025

12:47 م

قفزة تكنولوجية تاريخية، «إنفيديا» تضخ 500 مليار دولار بصناعة الرقائق

الثلاثاء، 15 أبريل 2025 04:58 م

شركة إنفيديا

شركة إنفيديا

تحليل/ ميرنا البكري

في ظل انتشار التكنولوجيا والتحول الرقمي، يحاول العالم أن يفهم قدرة الذكاء الاصطناعي على تغيير شكل الاقتصاد، كما قررت شركة "إنفيديا" أن تأخد خطوة ضخمة وتستثمر نص تريليون دولار في بنية تحتية للذكاء الاصطناعي داخل أمريكا، وهو رقم مهول، يعكس بكل وضوح: المعركة الاقتصادية القادمة ليس على النفط أو على السلع، بل المعركة قادمة على الرقائق والبيانات والقدرة على الحوسبة

إنفيديا هي الشركة التي شبه محتكرة صناعة شرائح الذكاء الاصطناعي، كما بدأت تصنيع رقائقها الجديدة "بلاكويل" بالفعل، وتبني مصانع في تكساس وآريزونا بالتعاون مع شركات كبرى مثل TSMC، وفوكسكون، وأمكور. الكلام هنا ليس عن تصنيع رقاقة فقط، بل عن إعادة هندسة خريطة الصناعة العالمية.

إنفيديا تؤجل إطلاق شرائح الذكاء الاصطناعي الجديدة المخصصة للصين
شرائح إنفيديا

رقم ضخم يتخفى تحته رسائل كبرى

الرقم المعلن (500 مليار دولار) ليس مجرد استثمار، ولكنه يمثل حجم الطلب المتوقع على منتجات إنفيديا في سوق الذكاء الاصطناعي، هذا السوق ينمو بسرعة خرافية، والعمالقة مثل مايكروسوفت، وأمازون، وميتا ينووا صرف أكثر من من 371 مليار دولار في سنة واحدة على مراكز بيانات وحوسبة ذكية، أي ببساطة: الذكاء الاصطناعي أصبح منجم ذهب جديد، والشركات الكبيرة تتسابق لكي تأخذ دورها.

ترامب دخل على الخط، وصراع الجمارك يستمر

هذه الخطوة  تعتبر "هدية" لحملة ترامب الانتخابية، والذي يحاول أن يظهر نفسه على إنه "رجل إعادة الصناعة لأمريكا". صحيح بعض الاستثمارات كانت مستمرة من الماضي، لكن ترامب يأخذها لحسابه، ويقول: "أنا السبب".

لكن في الجانب الآخر، السياسة الجمركية التي يقودها ترامب مسببة قلق كبير في قطاع التكنولوجيا، خاصة مع تهديداته بالإبقاء على رسوم جمركية على الإلكترونيات والهواتف، هذه الرسوم قد تؤثر على تكلفة الإنتاج والاستهلاك، ومن الممكن أن تبطّئ نمو القطاع على المدى الطويل.

الذكاء الاصطناعي التوليدي في 15 كلمة | اندبندنت عربية
الذكاء الاصطناعي

اقتصاد الذكاء الاصطناعي، استثمارات ضخمة ومنافسة جيوسياسية

هذا التحرك من جانب إنفيديا يؤكد على 3 امور:

1. الذكاء الاصطناعي ليس ترند مؤقت، بل تحول هيكلي في الاقتصاد العالمي.

2. التحكم في سلاسل التوريد أصبح سلاح استراتيجي، والولايات المتحدة تحاول فك ارتباطها من آسيا (خاصة الصين).
3. السباق بين أمريكا والصين دخل مرحلة “من يتحكم في الشرائح، يتحكم في المستقبل”.

تداعيات ذلك على السوق العالمي

من المتوقع أن تزيد المنافسة بين أمريكا والصين على التصنيع بكثرة وأرخص في نفس الوقت، والدول التي لم تدخل في هذا السباق ستجد نفسها متأخرة تكنولوجيًا، كما ستسحب الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي رؤوس الأموال من قطاعات تقليدية وتوجّهها للبرمجة، والشرائح، ومراكز البيانات.

ختامًا، إنفيديا لا تبني شرائح فقط، بل تبني المستقبل

استثمار نص تريليون دولار في 4 سنين ليس خطوة تجارية عادية، بل خطة لإعادة رسم شكل الاقتصاد، العالم يتغير بسرعة، ومن لا يواكب التوجه سيبقى خارج اللعبة. وإنفيديا، بكل بساطة، تقول: أنا اللاعب رقم 1 في اقتصاد المستقبل.

Short Url

showcase
showcase
search