الثلاثاء، 15 أبريل 2025

11:09 م

تراجع الدولار يثير المخاوف، أزمة ثقة أم تحوّل في موازين الاقتصاد العالمي؟

الإثنين، 14 أبريل 2025 05:56 م

الدولار الأمريكي

الدولار الأمريكي

شهيرة أحمد

يعيش الدولار الأمريكي واحدة من أكثر مراحله اضطرابًا منذ سنوات، في ظل تقلبات حادة تعكس تحولات أعمق في المشهد الاقتصادي العالمي.

وبعد عقود طويلة من التربع على عرش العملات العالمية كرمز للاستقرار والهيمنة، بدأت تساؤلات تلوح في الأفق حول قدرة الدولار على الحفاظ على مكانته، وسط تغيرات جيوسياسية واقتصادية متسارعة.

تراجع ملحوظ في الأداء وسط اضطراب الأسواق

انخفض الدولار بأكثر من 4%، أمام سُلة من العملات الرئيسية، منذ بداية أبريل، كما هبط مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام مجموعة من العملات، إلى أدنى مستوياته في 3 سنوات، ليتداول دون حاجز 100 نقطة، وفقًا لتقرير نشرته مجلة الإيكونوميست.

جاء ذلك مع ارتفاع ملحوظ في عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل عشر سنوات بنسبة 0.3 نقطة مئوية، وسط موجة بيع عالمية لم تستثنِ حتى الأصول الأميركية الآمنة تقليديًا، ما زاد من حالة القلق في الأسواق المالية.

 

تداعيات الرسوم الجمركية والسياسات الحمائية

وتأتي هذه التطورات في ظل استمرار التوترات التجارية، لاسيما مع السياسات الحمائية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تتضمن فرض رسوم جمركية واسعة النطاق.

وأشار تقرير لـ "دويتشه بنك" إلى أن هذه السياسات، أدت إلى ردود فعل عنيفة أضعفت ثقة المستثمرين في الدولار، في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة احتمالات تحمل تبعات اقتصادية قاسية.

انسحاب المستثمرين وتراجع الطلب على الأصول الأميركية

ويعكس التراجع الحاد في قيمة الدولار، تخلّي المستثمرين الأجانب عن الأصول الأميركية المقوّمة بالدولار، وسط بيئة عالمية مشبعة بعدم اليقين، ووفقًا لما نقله موقع "بيزنس إنسايدر" عن محللين.

ويشير المحلل جورج سارافيلوس إلى أن هذا الانخفاض المفاجئ في الطلب على الدولار، قد يدل على أن عددًا من الدول تعيد النظر في اعتمادها على العملة الأمريكية، مما يشكل تهديدًا طويل الأمد لمكانة الدولار كعملة احتياطية عالمية.

ضغوط من الصين وموجة بيع في السندات

وبحسب تقرير لموقع "سكاي نيوز عربية"، فإن الضغوط المتزايدة على سندات الخزانة الأميركية، والتي يُرجّح أن مصدرها الصين، تعد أحد أبرز العوامل وراء الانخفاض الحاد في قيمة الدولار. 

ورفعت هذه الموجة من البيع، من عوائد السندات لكنها في المقابل خفضت من قيمتها، ما أثر سلبًا على الدولار، خاصة مع عزوف عدد من الدول عن شراء سندات جديدة.

 

اتجاه عالمي لتنويع الاستثمارات واللجوء إلى الملاذات الآمنة

في ظل هذه التحديات، ازداد توجه المستثمرين نحو تنويع محافظهم الاستثمارية بعيدًا عن الأصول الأميركية. وارتفعت حدة الإقبال على الذهب والفرنك السويسري والين الياباني، باعتبارها ملاذات آمنة وسط ضبابية المشهد الاقتصادي. 

كما أشار تقرير لوكالة "رويترز" إلى تحوّل جزئي في السوق يتمثل في انتقال المستثمرين نحو منطقة اليورو ومناطق اقتصادية أكثر استقرارًا، مع ازدياد الطلب على أدوات التحوط من تقلبات الدولار.

الركود يلوح في الأفق وتحذيرات من أزمة مالية

وأشار براد بيتشل، رئيس قسم النقد الأجنبي العالمي في شركة "جيفريز"، إلى أن ضعف الدولار يعود جزئيًا إلى تراجع الاستثنائية الاقتصادية الأميركية، وسط مخاوف من ركود اقتصادي محتمل.

ولفت بيتشل إلى أن هذا التراجع يعكس تحوّلًا في النظرة إلى الدولار كملاذ آمن، مقابل تزايد الثقة في عملات أخرى.

تحذيرات من أزمة شبيهة بانهيار نظام بريتون وودز

ويذهب محللون اقتصاديون إلى التحذير من احتمال تكرار سيناريو شبيه بأزمة "بريتون وودز" عام 1971، حينما انهار نظام الصرف الثابت عالميًا، مشيرًا إلى أن تكمن المخاوف اليوم في أن الإفراط الأميركي في الاقتراض، مستندًا إلى هيمنة الدولار، قد يجعل النظام المالي هشًا أمام أي أزمة ثقة دولية.

هل مستقبل الدولار في مهب الريح؟

رغم احتفاظ الدولار بمكانته كعملة احتياطية عالمية، فإن التطورات الأخيرة تضع هذه الهيمنة على المحك، وذلك في حال تآكلت الثقة العالمية فيه، قد تواجه الولايات المتحدة تحديات حقيقية تتعلق بارتفاع تكلفة الاقتراض، وتراجع جاذبية في الأسواق المالية، واحتمال نشوء أزمة مالية عالمية جديدة تهز الاقتصاد العالمي.

Short Url

showcase
showcase
search