رسوم ترامب تعزز لجوء شركات الملكية الخاصة إلى الخليج بحثًا عن التمويل
الأحد، 13 أبريل 2025 08:41 م

رسوم ترامب تعزز لجوء شركات الملكية الخاصة إلى الخليج بحثاً عن التمويل
أمضت شركات الملكية الخاصة العملاقة، سنواتٍ في محاولة التقارب مع صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط، لتدبير تمويلات ضخمة، حيث زادت الحرب التجارية المتصاعدة التي يشنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، من أهمية هذه الجهود، ما اضطر مديري الأصول إلى الابتكار.
مجموعة "كارلايل" (Carlyle Group)، على سبيل المثال، أرسلت أكثر من ستة من كبار مسؤوليها التنفيذيين إلى أبوظبي هذا الأسبوع، لتقديم التدريب لنظرائهم في صناديق الثروة السيادية العديدة في الإمارة، فيما تبدأ شركة "بلاك روك" (BlackRock) برنامجًا لتوظيف المزيد من الشباب السعوديين، ناقلة مجموعة من كبار خبراء الاستثمار إلى المملكة للمساعدة في هذا الجهد، كما تُنظم شركات أخرى حفلات عشاء وفعاليات، بمناسبة عيد الفطر وفقًا لوكالة بلومبرغ.
والأمر لا يقتصر فقط على فتح مكتب حسب بهاسكار جوبتا، رئيس مجلسي الشرق الأوسط والهند في شركة "أبيكس غروب" (Apex Group)، وهي شركة لخدمات الصناديق، حيث أكد أن بناء علاقات قيّمة من خلال العادات المحلية مثل تجمعات تدخين الأرجيلة المسائية، ورحلات الصيد في عطلات نهاية الأسبوع، ومناسبات العشاء المشترك، تلعب دورًا حيويًا في بناء الثقة والشراكات طويلة الأمد.
وأمضت صناديق الملكية الخاصة، سنواتٍ في تمهيد الطريق لجهودها الترويجية، بعد مواجهة ضغوطٍ مستمرةٍ من صناديق الثروة السيادية في الشرق الأوسط، لاستضافة المزيد من الاجتماعات في المنطقة، وإنشاء مكاتب محلية، وجذب المزيد من الأشخاص للعيش والعمل في المنطقة.

الشرق الأوسط مصدر مهم للسيولة
لكن بعد أن محا إعلان ترامب تريليونات الدولارات من قيمة أسواق الأسهم حول العالم، وتسبب في توقف أسواق رأس المال فجأة، أصبح الشرق الأوسط مصدرًا أكثر أهمية للسيولة لمديري الأصول هؤلاء في المستقبل.
وستركز ورشة عمل كارلايل هذا الأسبوع والتي نُظمت قبل إعلان ترامب عن الرسوم الجمركية على استراتيجيات استثمارية مختلفة، بما في ذلك كيفية دخول المستثمرين إلى سوق الأسهم الخاصة الثانوية، حيث صرح متحدث باسم الشركة، أن هذا الحدث يعكس “التزام الشركة المستمر”، بالتفاعل الاستباقي مع صناديق الشرق الأوسط.
أما "بلاك روك"، فقد أطلقت برنامج "بي آر آي إم" (BRIM)، لتطوير الخريجين بعد شراكتها مع صندوق الاستثمارات العامة السعودي العام الماضي، وتتضمن المبادرة أيضًا مجموعة من برامج التدريب والتطوير.
وقال درو مكنايت، الرئيس التنفيذي المشارك لدى "فورتريس إنفستمنت جروب" (Fortress Investment Group)، والتي تُعتبر "مبادلة للاستثمار"، صندوق الثروة السيادية في أبوظبي يساهم الأغلبية فيه، ونرى الشركاء العاملين يقدمون دورات تدريبية، في ظل تطلع مديري الأصول لاستثمار المزيد من الموارد في المنطقة، مضيفًا، "هناك رغبة من الشركاء المحدودين، في ألا يقتصر عمل الشركات على امتلاك مكتب لجمع التمويل".
وحصلت شركة إدارة الأصول، البالغة قيمتها 11 تريليون دولار، على موافقة السعودية العام الماضي لإنشاء مقرها الإقليمي في الرياض، بالإضافة إلى ترخيص تجاري للعمل في أبوظبي في نوفمبر، فيما تفتتح شركة "غلوبال إنفراستراكتشر بارتنارز" (Global Infrastructure Partners)، التي استحوذت عليها "بلاك روك" مؤخرًا وتقترب من جمع حوالي 25 مليار دولار لأحدث صناديقها البارزة، مكتبًا في الدوحة.

تراجع في استثمارات الملكية الخاصة بعد رسوم ترامب
ومع بداية العام، كانت شركات الملكية الخاصة متفائلة بشأن تأثير انتخاب ترامب لأعمالها، حيث كان من المتوقع أن تُعزز وعوده بخفض الضرائب وتخفيف القيود التنظيمية على النشاط الاقتصادي، وأن تُطلق شرارة موجة من عمليات الاندماج والاكتتابات العامة الأولية.
وكان من شأن ذلك أن يُمثل خبرًا سارًا لصناديق الملكية الخاصة، والتي جمعت رأسمال أقل بنسبة 23% العام الماضي، مقارنةً بعام 2023م، كما أنها تنتظر بصبر فرصةً للتخارج من العديد من استثماراتها، والتي دامت فترة طويلة.
لكن سلسلة إعلانات ترامب بشأن الرسوم الجمركية في الأسابيع الأخيرة، خففت من هذا التفاؤل، ونتيجة لذلك، أوقفت شركات بارزة، منها "كلارنا جروب" (Klarna Group) و"ستاب هب هولدينغز" (Stubhub Holdings)، طرحها العام الأولي مؤقتًا، مظهرةً سلسلة من شركات الملكية الخاصة مؤشرات على صعوبات في جمع التمويل.
تغييرات في قيادة الشركة في أوروبا
وعلى سبيل المثال، أجرت "كارلايل" مؤخرًا تغييرات في قيادتها في أوروبا، حيث جمعت حوالي مليار يورو (1.1 مليار دولار) لصندوق "كارلايل يوروب بارتنرز السادس"(Carlyle Europe Partners VI) -والذي يعد جزءًا ضئيلًا من هدفها الأصلي.
وفي غضون ذلك، أرجأت "أرديان" (Ardian)، إحدى أكبر شركات الاستثمار في أوروبا، عملية جمع التمويل المخطط لها لصندوقها الرئيسي، والذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات، في ظل إعادة هيكلة فريق الملكية الخاصة لديها في سوق تزداد صعوبةً للأسهم الخاصة، وفقًا لما ذكرته "بلومبرغ" الأسبوع الماضي.
فيما أدت أنباء الرسوم الجمركية وتحرك "أوبك+"، لتعزيز إمدادات النفط إلى انخفاضٍ حادٍ في سعر النفط الخام، وهو تراجع قد يُجبر بعض الدول في جميع أنحاء المنطقة، على خفض الإنفاق، ومع ذلك، تشتهر صناديق الثروة السيادية الخليجية، بتدخلها خلال فترات الركود، فعندما تبخرت السيولة من الأسواق العالمية في عام 2008م، تدخلت واشترت كل شيء من حصص في بنوك غربية مثل "سيتي غروب"، وصولًا إلى أصول قيّمة مثل نادي "مانشستر سيتي" لكرة القدم و"هارودز".
Short Url
التضخم في السعودية يرتفع إلى 2.3% خلال مارس 2025
15 أبريل 2025 08:28 ص
النفط يستقر في الأسواق العالمية مع تصاعد الحرب التجارية
14 أبريل 2025 11:53 م
تعرف على أسعار الذهب في السعودية خلال تعاملات الاثنين 14-4-2025
14 أبريل 2025 09:55 م


أكثر الكلمات انتشاراً