الثلاثاء، 15 أبريل 2025

06:02 م

7 سلع رئيسية في مرمى النار، كيف ضربت الحرب التجارية الأسواق الأمريكية؟

السبت، 12 أبريل 2025 11:45 ص

الولايات المتحدة الامريكية

الولايات المتحدة الامريكية

تحليل/ ميرنا البكري

في زمن العولمة، أصبحت الحدود الاقتصادية غير ظاهرة، وكل الصناعات ارتبطت ببعضها البعض، من المصانع في الصين إلى المحلات في نيويورك، ومن أسعار البطاريات في بكين إلى تكلفة الهواتف المحمولة في القاهرة، في ظل هذا التقارب العالمي، عندما يدخل اثنان من عمالقة الاقتصاد مثل الولايات المتحدة والصين في صدام تجاري، فالمعركة لم تقتصر عليهم فقط، بل تتحول إلى حرب عالمية بصيغة جديدة ليس بالرصاص، بل بالرسوم الجمركية، والتعريفات، والقرارات التي تقلب حال السوق العالمي في لحظة.

الصراع بين أمريكا والصين ليس وليد اللحظة، لكنه انفجر بالفعل مع وصول ترامب للحكم، ورفعه شعار "أمريكا أولًا"، والذي استخدمه كذريعة لفرض جمارك ضخمة على الواردات الصينية

في المقابل، الصين لن تقف وقامت بفرض إجراءات مماثلة، وبدأت لعبة شد الحبل.

Picture background

والذي يغفل عنه كثير من الناس، إن الحرب لم تكن أرقام على ورق فقط، أو جمارك تُحسب على البضائع فقط، بل كانت بمثابة زلزال اقتصادي رج أركان التجارة العالمية، وأثر على كل دولة، سواء شاركت في الحرب أو لا.

بدءًا من الفلاح الذي يزرع فول الصويا في أمريكا، للتاجر الذي يقوم باستيراد لعب أطفال من الصين، للمستهلك الذي يدفع أكثر على كل منتج، هذه الحرب تؤثر على الكل، سنوضح في هذا التحليل رسالة الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، ونرى مدى قدرة حرب  "جمارك" بين عملاقين أن تكون حرب على مستقبل الاقتصاد العالمي كله.

بدأت القصة عندما قرر ترامب فرض رسوم جمركية بنسبة 34% على البضائع القادمة من الصين، وقال إنها خطوة لحماية الصناعة الأمريكية من الغزو الصيني. الصين لم تقف، وردت أيضًا برسوم، وبالتالي جعل بعض المنتجات يصل عليها الجمارك لـ125%، ومن الممكن أن نشاهد مرحلة جديدة تسمى "حرب الرسوم الجمركية".

هذه الأزمة تُعتبر زلزال اقتصادي، نظرً لأن أمريكا والصين هما أكبر اقتصادين في العالم، ويمثلوا مجتعيمن 43% من الاقتصاد العالمي، بمعنى إن أي هزة طفيفة بينهم تصل إلى العالم بأكمله.

أبرز الأساسيات التي تستوردها الولايات المتحدة من الصين

الهواتف المحمولة، البطاريات، فول الصويا، أجهزة الكمبيوتر، الألعاب، قطع غيار السيارات، وأيضًا الأدوية، والأحداث  هناك تؤثر على الأسعار والمخزون وجودة السلع، هذا بخلاف إن ولايات أمريكية مثل كاليفورنيا، واشنطن، ونيو مكسيكو تعتمد اعتماد كبير على البضائع الصينية، وأي تغيير في الأسعار يؤثر على الشركات، والمصانع، وفرص العمل.

التداعيات على الاقتصاد العالمي

أولًا، سجلت الصين فائض ضخم من السلع بسبب التباطؤ في التصدير، وقيمة هذا المخزون تريليون دولار

ثانيًا، عطلت هذه الحرب  النمو الاقتصادي العالمي، وجعلت الأسواق تتوتر، والاستثمارات تقل، وبالتالي تتباطئ التجارة العالمية.

ثالثًا، اضطرت المصانع في العديد من الدول إلى إعادة حسابتها، لأن بعض مكونات الإنتاج ارتفعت أسعارها، والبعض الآخر غير متاح.

هذه الحرب جعلت العالم بأكمله يكتشف مدى ترابط الاقتصاد العالمي، وإنه لا يوجد دولة مهما كانت كبيرة، ان تعيش بمعزل عن الأخرى، مما يزود المخاوف من حدوث أي تصعيد آخر قد يسبب ركود عالمي، أو أزمة مثل 2008 لكن بنكهة تجارية.

ختامًا، الحرب الاقتصادية بين أمريكا والصين أوضحت أن الاقتصاد والتجارة ليس مجرد أرقام، بل هو شبكة مترابطة إذا انقطع جزء منها تهتز كلها، وهذه الرسوم الجمركية ليس مجرد ضريبة على البضائع، بل ضريبة على الاستقرار والنمو والتكامل العالمي. لذلك، العالم كله يترقب انتهاء هذه الحرب، وهل الانتهاء سيكون لصالحه، أم يكون نار تحت الرماد تهدد الاقتصاد العالمي في أي لحظة.

Short Url

showcase
showcase
search