الثلاثاء، 15 أبريل 2025

05:47 ص

"ماسك" يعزز تقاربه مع السعودية بافتتاح أول معارض «تسلا» في الرياض

الجمعة، 11 أبريل 2025 09:33 ص

صورة أرشيفية لمعرض شركة تسلا

صورة أرشيفية لمعرض شركة تسلا

تستعد شركة "تسلا" لافتتاح معرضٍ في السعودية، في أحدث علامةٍ على طي صفحة خلافٍ سابق بين الرئيس التنفيذي لصانعة السيارات الكهربائية إيلون ماسك ومحافظ صندوق الاستثمارات العامة ياسر الرميان.

يُنتظر أن تكشف "تسلا" عن تشكيلة طرزها، إلى جانب نماذج أولية من سيارة الأجرة ذاتية القيادة "سايبركاب" (Cybercab) والروبوت شبه البشري "أوبتيموس" (Optimus)، خلال فعالية رسمية تُقام في العاصمة السعودية مساء اليوم الخميس. ولم تكشف الشركة تفاصيل بشأن خططها في المملكة، بينما تأكد تطويرها لصالة عرض واحدة على الأقل في الرياض.

يمثل دخول "تسلا" إلى السوق السعودية دلالة على أن ماسك رمم علاقته بمحافظ الصندوق السيادي، الذي تُقدّر الأصول تحت إدارته بنحو 925 مليار دولار، ويعود الخلاف إلى أغسطس 2018، حين غرّد تغريدة بأنه أمّن تمويلاً لتحويل "تسلا" إلى كيان خاص، استناداً إلى محادثات أولية أجراها مع الرميان.

إلا أن هذه المحادثات انهارت بعد تبادل رسائل نصية اتسمت بالتوتر، كُشف عنها لاحقاً في سياق دعوى قضائية اُتهم فيها رئيس "تسلا" بتضليل المستثمرين. ورغم تبرئة ماسك بنهاية المطاف، باع صندوق الاستثمارات العامة حصته في "تسلا" وضخ مليارات الدولارات في شركة "لوسيد غروب" (Lucid Group) المنافسة في عالم صناعة السيارات الكهربائية.

شركة تسلا

أولى الدلائل على تجاوز الخلاف بين الطرفين في أكتوبر الماضي

برزت أولى الدلائل على تجاوز الخلاف بين الطرفين في أكتوبر الماضي، عندما شارك ماسك بشكل مفاجئ عبر مداخلة افتراضية في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار" البارز الذي تعقده المملكة، حيث كان الرميان حاضراً في الصف الأمامي. وبعد ذلك، ظهر ماسك في نوفمبر إلى جانب الرميان والرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال نزال تابع لاتحاد "يو إف سي" (UFC) في نيويورك، قبل أن يشارك في قمة سعودية عُقدت بمدينة ميامي في فبراير.

بالنسبة للسعودية، فإن استقطاب شركة أميركية جديدة لصناعة السيارات بمثابة بادرة إضافية تجاه أجندة ترمب "أميركا أولاً". أما بالنسبة لـ"تسلا"، فإن دخولها السوق السعودية يعكس قناعتها بإمكانات النمو الواعدة في هذه السوق، في وقت تواجه فيه أزمة تتعلق بعلامتها التجارية وتراجعاً في المبيعات بأسواق أخرى.

في هذا السياق، صرح سيث غولدستين، استراتيجي الأسهم لدى شركة "مورنينغستار" (Morningstar)، قائلاً: "مع تراجع مبيعات تسلا بنسبة 13% على أساس سنوي خلال الربع الأول، فإن دخول الشركة أي سوق جديدة سيكون عاملاً إيجابياً لها".

وقدّر جين مونستر، الشريك الإداري في شركة "ديب ووتر أسيت مانجمنت" (Deepwater Asset Management)، أن "تسلا" قد تنجح في تسليم نحو 30 ألف سيارة سنوياً لسوق المملكة بعد مرور عام أو عامين على بدء العمليات. لكنه أشار إلى أن آفاق نمو الشركة على المدى الطويل ستظل تعتمد على أسواق مثل الولايات المتحدة والصين وأوروبا.

منافسة قوية في السوق السعودية من شركات صناعة السيارات الصينية

ستواجه "تسلا" منافسة قوية في السوق السعودية من شركات صناعة السيارات الصينية، التي تحظى طرزها بشعبية كبيرة بين المستهلكين المحليين، بالإضافة إلى شركة "لوسيد" التي دشنت مصنعاً للتجميع النهائي للسيارات في المملكة خلال سبتمبر 2023. ويُعدُّ صندوق الاستثمارات العامة السعودي المساهم الأكبر في الشركة التي تتخذ من نيو آرك بولاية كاليفورنيا مقراً لها، وشارك مؤخراً في إصدار سندات قابلة للتحويل بقيمة مليار دولار لصالح الشركة.

ضخ صندوق الاستثمارات العامة استثمارات متكررة في "لوسيد"، ضمن خطط المملكة الرامية إلى تأسيس قاعدة تصنيع وطنية لقطاع السيارات، وجعل السيارات الكهربائية تُشكل نحو ثلث إجمالي السيارات التي تسير على طرقها بحلول عام 2030.

ويثير دخول "تسلا" تساؤلات حول ما إذا كانت ستشكل تحدياً مباشراً لنجاح "لوسيد" المحتمل في المملكة، وفقًا لديميان دوهاميل، الشريك الإداري لشركة "يوروغروب كونسلتينج" (Eurogroup Consulting) في الشرق الأوسط.

عقبات تتمثل في ارتفاع التكاليف

رغم كل الجهود المبذولة، لا تزال مبيعات السيارات الكهربائية تُشكل نسبة تزيد قليلاً عن 1% من إجمالي مبيعات السيارات في السوق السعودية، بحسب تقديرات شركة "برايس ووترهاوس كوبرز" (PwC).

وبينما أعرب أكثر من 40% من المستهلكين في المملكة عن نيتهم التفكير في اقتناء سيارة كهربائية مستقبلاً، إلا أن انتشار هذه الفئة من السيارات لا يزال يواجه عقبات تتمثل في ارتفاع التكاليف، ومحدودية البنية التحتية، والمخاطر المتعلقة بارتفاع درجات الحرارة، وفقاً لما أوضحته الشركة الاستشارية.

ويتوقع دوهاميل أن تقوم "تسلا" في نهاية المطاف بتوفير شبكة شحن فائقة في السعودية، والتي قد تساعد في حل بعض مشكلات البنية التحتية، وتكون متاحة لجميع السيارات الكهربائية في السوق.

كان صندوق الاستثمارات العامة ضمن الداعمين لشركة "إكس إيه آي" (xAI)، التي أسسها إيلون ماسك، ضمن جولة تمويل لم يُكشف عنها علناً، بحسب ما نقلته "بلومبرغ".

كما يملك الصندوق حصة في شركة "المملكة القابضة" التي يديرها الملياردير السعودي الأمير الوليد بن طلال، والتي كانت أيضاً من الداعمين لماسك خلال عملية استحواذه على شركة "تويتر" وتحويلها إلى شركة خاصة. واستمر دعم "المملكة القابضة" لاحقاً لشركة "إكس إيه آي"، الذي يعمل ماسك حالياً على دمجها مع شركته المعروفة حالياً باسم "إكس" (X).

Short Url

showcase
showcase
search