الأحد، 13 أبريل 2025

09:44 ص

بعد تراجع 13% عالميًا، الفضة تستعيد بريقها محليًا مع تصاعد التوترات بين واشنطن وبكين

الخميس، 10 أبريل 2025 10:33 ص

الفضة

الفضة

شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا ملحوظًا في الأسواق المحلية خلال تعاملات أمس الأربعاء، مدعومة بمكاسب طفيفة في أسعار الأوقية بالبورصة العالمية، وذلك نتيجة لتراجع قيمة الدولار الأمريكي، بالتزامن مع تفاقم التوترات التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين. جاء ذلك وفقًا لتقرير صادر عن مركز "الملاذ الآمن" Safe Haven Hub، المتخصص في تحليل الأسواق المالية والمعادن الثمينة.

سعر الفضة

ووفقًا للتقرير، ارتفع سعر جرام الفضة عيار 800 بقيمة جنيه واحد مقارنة بإغلاق تعاملات أمس، ليصل إلى مستوى 46 جنيهًا للجرام، بينما سجلت الأوقية ارتفاعًا بنحو 0.13 دولار، لتصل إلى 30.39 دولار.

كما أشار التقرير إلى أن سعر جرام الفضة عيار 999 بلغ نحو 57 جنيهًا، في حين سجل سعر جرام الفضة عيار 925 حوالي 53 جنيهًا. أما الجنيه الفضة (عيار 925) فقد ارتفع إلى مستوى 424 جنيهًا بدون إضافة قيمة المصنعية.

تلاعب في تسعير الذهب في الأسواق المحلية

كشف التقرير أيضًا أن تسعير الذهب في الأسواق المحلية يتم على أساس سعر صرف مبالغ فيه للدولار، حيث يتم احتساب الجرام على سعر صرف يبلغ نحو 57.36 جنيه للدولار، وهو ما اعتبره التقرير تلاعبًا واضحًا في عملية التسعير يساهم في زيادة الأسعار بشكل مصطنع.

تزايد الإقبال على الاستثمار في سبائك الفضة

وأوضح مركز "الملاذ الآمن" أن الأسواق المحلية شهدت مؤخرًا ارتفاعًا ملحوظًا في الإقبال على شراء سبائك الفضة بأنواعها المختلفة بغرض الاستثمار، خاصة في ظل القفزات القياسية التي حققتها أسعار الذهب، وضعف القوة الشرائية لدى المواطنين، ما يجعل الفضة خيارًا استثماريًا بديلًا وأكثر قابلية للشراء.

انخفاض سابق خلال الأسبوع الماضي

وأشار التقرير إلى أن أسعار الفضة كانت قد سجلت انخفاضًا خلال تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة 2.2%، حيث فقد جرام الفضة عيار 800 نحو جنيه واحد، لينخفض من 46 جنيهًا عند بداية الأسبوع إلى 45 جنيهًا في نهايته. كما تراجعت الأوقية في البورصة العالمية بنسبة 13%، أي بقيمة 4.44 دولار، حيث هبطت من 34 دولارًا إلى 29.56 دولارًا.

التصعيد التجاري بين أمريكا والصين وتأثيره على الأسواق

وفي سياق متصل، أرجع التقرير الارتفاع الأخير في أسعار الفضة إلى مخاوف متزايدة من تصاعد الحرب التجارية بين واشنطن وبكين، والتي قد تقود الاقتصاد الأمريكي إلى حالة من الركود.

وكانت وزارة المالية الصينية قد أعلنت، وفقًا لوكالة رويترز، عن فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 84% على الواردات الأمريكية بدءًا من 10 أبريل، مقارنة بـ 34% كانت مُعلنة مسبقًا. جاء هذا القرار عقب اجتماع لمجلس الدولة الصيني وعدد من الهيئات الحكومية لمناقشة الرد على قرارات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي فرض رسومًا جمركية بنسبة 104% على بعض السلع الصينية.

تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد الأمريكي وتوقعات الفيدرالي

تتوقع الأسواق أن تؤدي هذه الإجراءات إلى تراجع مشتريات الشركات الأمريكية من السلع الصينية، وهو ما قد ينتج عنه تضخم اقتصادي وتباطؤ في نمو الاقتصاد الأمريكي، في ظل غياب بدائل محلية أو إقليمية للمنتجات الصينية.

وفي ضوء هذه التطورات، زادت التوقعات بأن يتخذ مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي خطوات أكثر حذرًا، من خلال تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة، بهدف الحد من اضطرابات الأسواق وحماية الاقتصاد من الصدمات المحتملة.

الفضة تواجه تحديات رغم توجهات الملاذ الآمن

ورغم اتجاه العديد من المستثمرين إلى المعادن الثمينة كملاذ آمن، فإن الفضة لا تزال تواجه تحديات بسبب عدم اليقين في التوقعات الاقتصادية العالمية، وتأثير ذلك على الطلب الصناعي، إذ تُعتبر الفضة معدنًا صناعيًا إلى جانب كونها معدنًا ثمينًا، مما يجعلها أكثر عرضة لتقلبات الاقتصاد الكلي.

وتُشير مؤشرات الأسواق إلى ترقب ضعف الطلب من الصين، التي تُعد أكبر مستهلك للمعادن الصناعية في العالم، الأمر الذي قد يؤثر سلبًا على أداء الفضة في حال تباطأ نشاط المصانع أو جاءت بيانات الصادرات الصينية دون التوقعات.

الذهب يتفوق على الفضة في سباق التحوط

وعلى الرغم من أن الذهب سجل ارتفاعات قياسية خلال الشهر الجاري، متجاوزًا مستوى 31,687 دولارًا للأوقية الأسبوع الماضي، بدعم من ضعف الدولار، وتقلبات سوق السندات الأمريكية، وزيادة تدفقات صناديق الاستثمار، فإن الفضة لم تشهد نفس الزخم في الارتفاع.

ويرجع ذلك إلى اعتبار الذهب أداة تحوط رئيسية ضد المخاطر السياسية والجيوسياسية، فيما تبقى الفضة في موقع متأخر دون دافع أساسي قوي لدعم الصعود بنفس الوتيرة، رغم توجه تدفقات الملاذ الآمن نحو المعادن.

Short Url

showcase
showcase
search