«من المتاجر إلى تيك توك» تجار الذهب يقتحمون السوشيال ميديا (تقرير)
الثلاثاء، 08 أبريل 2025 04:50 م

شراء الذهب
"دهب بدون مصنعية".. عبارة براقة تتكرر في عروض صفحات وتطبيقات التيك توك والفيسبوك والانستجرام، ويظن كثيرون أنهم يعقدون صفقة رابحة. لكن خلف الشاشات، هناك حسابات مختلفة تمامًا، وحقائق قد تضع المستهلك في مرمى الغش التجاري، وخلال السطور التالية "إيجي إن" تحقق في القصة من الداخل، وتكشف خفايا عالم الذهب الأونلاين.

منصات التواصل الاجتماعي سوقاً موازية وأحياناً بديلة لسوق الذهب التقليدي
"ذهب بدون مصنعية"، “مصنعية بـ15 جنيه فقط"، "الحق قبل فوات الأوان"، "العرض ساري حتى إنتهاء الكمية"، كلها عبارات قصيرة تتردد يومياً من خلال فيديوهات قصيرة يتداولها آلاف الأفراد ويتفاعل معها الملايين، لتصبح منصات التواصل الاجتماعي سوقاً موازية وأحياناً بديلة لسوق الذهب التقليدي بمحلات الصاغة، ولكن هل هذا الأمر حقيقة أم مجرد خدعة تسويقية؟
بدأت ظاهرة تسويق الذهب عبر الانترنت ببطء، ولكنها سرعان ما تحولت إلى تريند يومي على منصات التواصل الاجتماعي، فقد يظهر سيدات ورجال يعرضون الذهب المتمثل في المشغولات الذهبية أمام الكاميرا بأسعار بسيطة وبعروض مختلفة لا تُقاوم.
نماذج بيع الذهب عبر منصات التواصل الاجتماعي
ومن ضمن أحد أشهر النماذج في هذا المجال، سيدة مالكة لمتاجر ذهب والتي تدعى «أميرة الذهب»، تعرض بضائعها يومياً على المنصات المختلفة بأسعار مغرية، مؤكدة أن العروض لفترة محدودة أو حتى إنتهاء الكمية، وبسؤالها أوضحت أن العروض تكون على قطع معينة في المحل يتم عرضها بمصنعية منخفضة جداً، مشيرة إلى أنها تشتري كمية كبيرة من المشغولات عيارين 18 و21، وتبيعها بالشكل الطبيعي وبالأسعار الطبيعية محققة ربحاً، حتى تصل لقرب إنتهاء الكمية والتي يتبقى منها حوالي من 3 إلى 5 قطع، فتعرضهم بأسعار مغرية لتبيعهم وتتخلص منهم وتشتري البضاعة الجديدة وفي نفس الوقت تعزز ثقة متابعيها وزبائنها بها، بالإضافة إلى جذب متابعين جدد على مختلف المنصات، مشيرة إلى أن أكبر عدد من المشتريين الذين يقبلون على الشراء من متجرها يعرفوها من التيك توك.
وأكدت أنها قد تخسر جزءاً من الربح المادي، ولكنها تكتسب ثقة زبائنها وعدد متابعيها، مما يعوض حجم الخسارة الكلي، وهنا تبرز قوة وسائل التواصل الاجتامعي كأداة تسويق ذات تأثير نفسي قوي على المتابعين، خاصة مع استخدام البث المباشر والتفاعل اللحظي، مما يشعر المواطن بضرورة التعجل وشراء الذهب قبل نفاذ الكمية وقبل أن ترتفع الأسعار بشكل أكبر من الحالي.
وعلى الجانب الآخر، عرضت إحدى منصات بيع الذهب عبر منصات التواصل الاجتماعي على الإنترنت، عرضاً خاصاً بمناسبة عيد الفطر، وهو بيع الذهب بدون مصنعية لفترة محدودة، وعند التحقق من الأمر، تبين أنه يلغى سعر المصنعية في مقابل أنه يرفع من سعر جرام الذهب، مما يعطي المشتري الشعور بالمكسب والتعجل لكي يلحق شراء الذهب قبل انتهاء المدة الزمنية المحددة للعرض.

بدون مصنعية.. بين الحقيقة والوهم والشعبة توضح
وعلى الرغم من بريق ىهذه العروض، إلا أن الواقع القانوني في مصر يقول عكس ذلك، فقد أكد المهندس هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب والمجوهرات باتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات خاصة لموقع «إيجي إن»، أنه لا يوجد ما يسمى بيع ذهب بدون مصنعية، فكل قطعة ذهب يتم تصنيعها لها مصنعية، وهي أجر الصانع الذي قام بتشكيل قطعة الذهب وصقلها.
فيما أشار رأي آخر لأحد التجار بأن بيع الذهب بدون مصنعية وبأسعار منخفضة هو دليل على الغش التجاري، وأن هذا التاجر صاحب العرض قد يغش في عيارات الذهب ويبيع عيارات منخضة بأسعار أعلى من الطبيعي.
وأضاف رئيس شعبة الذهب أن ما يحدث فعلياً هو أن بعض التجار يقومون بدمج المصنعية ضمن السعر النهائي للجرام، ويعلنون أنهم يبيعون "ذهب بدون مصنعية" كنوع من أنواع الترويج الذكي لبيع البضاعة بشكل سريع ورفع الإقبال على الذهب وخاصة بعد ركود مبيعات الذهب خلال الفترة الماضية.
وفي هذا السياق، شدد إيهاب واصف، رئيس شعبة الذهب والمعادن الثمينة باتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات لموقع «إيجي إن»، على عدم وجود أي نوع ذهب بدون مصنعية سواء مشغولات أو سبائك أو جنيهات، مؤكداً أن فكرة "دهب بدون مصنعية" هي فكرة شائعة وتتكرر باستمرار ولكن لا أساس لها من الصحة.
فيما أشار الدكتور وصفي واصف، مستشار شعبة الذهب والتعدين باتحاد الصناعات المصرية، في تصريحات لموقع «إيجي إن»، أنه لا يوجد ما يسمى بـ "زيرو مصنعية"، قائلاً: “هل الصانع الذي يصنع الذهب لا يحصل على عائد مقابل مجهوده؟، وهل الدمغة وضريبة القيمة المضافة لا يتم تحصيلها في سعر الذهب؟”.
وأضاف أنه لا حقيقة لما يتم تداوله بشأن وجود مشغولات ذهبية بدون مصنعية، موضحاً أن المصنعية هي أجرة تصنيع قطعة الذهب وبالتالي فكل قطعة ذهب يتم تصنيعها يتم تحصيل عائد مادي للمصنعية مقابل المجهود المبذول في تصنيعها.

لا يمكن طرح مشغولات ذهبية أو سبائك بدون مصنعية
وفي هذا السياق، أكد سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة آي صاغة، أنه لا يمكن طرح مشغولات ذهبية أو سبائك بدون مصنعية، أو حتى بيعها بمصنعية أقل، وذلك نظراً لارتفاع تكاليف الإنتاج والتسويق، مشيراً إلى ان وجود ذهب بدون مصنعية قد يكون إشارة على وجود تلاعب في العيارات أو استغلال للأحجار الكريمة لتعويض فرق المصنعية.
كيف تحمي نفسك من الغش؟
وسط انتشار عمليات البيع والتسويق عبر الانترنت، يصبح وعي المستهلك هو خط دفاعه الأول، ويقدم إلكم موقع "إيجي إن" خلال السطور التالية أبرز النصائح التي يقدمها خبراء الشعبة لتجنب الغش وحمايتك كمشتري.
كيف يمكن التعرف على عيار الذهب بصريًا؟
يمكنك التعرف على عيار الذهب ذلك من خلال فحصه بصريًا عن طريق لون السبيكة، فكلما كانت مائلة للشحوب، كان ذلك دليل على أن نسبة الذهب فيها أقل، وبالتالي يكون العيار منخفض، أما إذا كان لونه أصفر ناصع، فهو دليل على علو العيار.
كما يمكن معرفة نوع عيار الذهب، من خلال النظر إلى الدمغة المختوم بها الذهب، سواءًا السبائك الذهبية أو المجوهرات، فالذهب عيار 24، ويوجد به ختم مربع فيه الرقم 1000، أو 24، أما عيار 21 يحمل ختمًا بالرقم 875، أو 21، وعيار 18، يحمل ختمًا بالرقم 750، أو 18.
وأكد خبراء الشعبة أنه في حالة شراء الذهب من محلات الصاغة، فمن المهم أن تشتري من تجار ومحلات موثوقة ومعتمدة، أما في حالة الشراء أونلاين فيجب التأكد من وجود الرقم التسلسلي على الغلاف، والتأكد من وجود ختم الدمغة.
كما يجب أن تتحقق من أن القطعة التي تشتريها تحتوى على المواطفات الفنية من لون الذهب ونوع العيار وكذلك ختم الدمغة، بغض النظر عن العرض الترويجي.

وعي المستهلك هو الأهم
أصبحت منصات التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا)، بالفعل سوقًا رقمية مؤثرة في قطاع الذهب، ونجحت في تغيير طريقة الترويج والشراء. لكنها في المقابل، تتطلب وعيًا كبيرًا من المواطنين، وتدخلًا رقابيًا أقوى من الجهات المعنية لضمان الشفافية وحماية المستهلك من الإعلانات المضللة أو العروض غير الواقعية. كما أن الذهب يظل مخزنًا للقيمة، لكن بريقه الحقيقي لا يجب أن يبهرك عن تفاصيله الدقيقة.
Short Url
مواعيد وأسعار قطار تالجو على خطوط السكة الحديد
12 أبريل 2025 11:23 م
مواعيد قطارات السكة الحديد من القاهرة لـ أسوان والعكس
12 أبريل 2025 11:25 م
المرور يطرح لوحة سيارة «س.ر.ه 666» داخل مزاد لأعلى سعر
12 أبريل 2025 11:19 م


أكثر الكلمات انتشاراً