الحرب التجارية تشتعل، تحركات دولية لمواجهة تداعيات رسوم ترامب الجمركية

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 09:00 ص

تحركات دولية لمواجهة تداعيات رسوم ترامب الجمركية

تشهد الساحة العالمية تصاعدا غير مسبوق في التوترات الاقتصادية، بعدما أشعلت الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فتيل أزمة تجارية تهدد بتقويض النظام التجاري العالمي القائم.

هذه الإجراءات التي وصفت بــ"الأحادية والصارمة" دفعت عددا من القوى الكبري من الاتحاد الأوروبي إلى اليابان وكندا وبريطانيا للدخول في تحركات سريعة ومكثفة للدفاع عن مصالحها الاقتصادية وإعادة رسم قواعد التعامل التجاري مع واشنطن.

في الوقت الذي تصر فيه الإدارة الأمريكية على أن هذه الرسوم تهدف إلى حماية الاقتصاد الوطني، ترى أطراف دولية أن السياسات الجديدة تمثل ضربة مباشرة للعلاقات التجارية متعددة الأطراف، وتفتح الباب أمام حرب تجارية شاملة قد تكون عواقبها كارثية على الاقتصاد العالمي.

ومن هذا المنطلق، بدأت عواصم القرار الكبرى بالتحرك على المستويين الدبلوماسي والتجاري في محاولة لاحتواء تداعيات هذه الأزمة وتفادي صدام اقتصادي واسع النطاق.

تصعيد أوروبي حازم

أكدت رئيسة المفوضية الأوروبية أن الاتحاد الأوروبي مستعد للتفاوض مع الولايات المتحدة بشأن الرسوم الجمركية، لكنه جاهز أيضا لاتخاذ إجراءات مضادة لحماية مصالحه الاقتصادية.

واعتبرت أن الرد الأوروبي سيشمل تعزيز السوق الموحدة في خطوة تهدف إلى تقوية التكتل داخليا وتحسين قدرته على مواجهة الأزمات الخارجية.

وفي سياق متصل، اقترحت المفوضية الأوروبية فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على مجموعة من السلع الأمريكية، اعتبارا من 16 مايو المقبل.

من جانبه، كشف مفوض الشؤون الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي أن صادرات دول الاتحاد تأثرت بالفعل مسجلا خسائر تقدر بـ380 مليار يورو نتيجة الرسوم الأمريكية، ما دفع بروكسل إلى التحذير من أن جميع الخيارات متاحة في الرد.

تحرك ياباني مباشر

أعلن رئيس الوزراء الياباني عن اتصاله بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث تم الاتفاق على تكثيف المشاورات بين الجانبين بشأن الرسوم، وأكد أن بلاده ستواصل الضغوط لمراجعة السياسات الجمركية الأمريكية، مشيرا إلى أن وفدا يابانيا رفيع المستوى سيتوجه إلى واشنطن للتفاوض المباشر في محاولة لتفادي المزيد من التصعيد الذي قد يضر بالاقتصاد العالمي.

غضب كندي وتحذير بريطاني

لجأت كندا إلى المسار القانوني حيث رفعت شكوى رسمية إلى منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الجمركية الأمريكية المفروضة على واردات السيارات.

الخطوة الكندية تعكس قلقا عميقا من التوجهات الاقتصادية الأمريكية وحرصا على حماية الصناعة الوطنية.

كما صرح رئيس الوزراء البريطاني بأن الرسوم الأمريكية تمثل تحديا كبيرا لمستقبل بلاده محذرا من عواقب اقتصادية مؤثرة على الصعيد العالمي.

وأكد أن حكومته ستدعم قطاع صناعة السيارات بكل قوة، مشددا على أن "لا أحد ينتصر في الحرب التجارية"، ومعلنا أن لندن لن تبرم أي صفقة مع الولايات المتحدة إلا إذا كانت في مصلحتها.

إصرار أمريكي على الرسوم

في المقابل، يواصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الدفاع عن سياسته التجارية مؤكدا أن بلاده تتلقى اتصالات من مختلف أنحاء العالم بشأن الرسوم الجمركية.

وقال إن الولايات المتحدة "تضع معايير صارمة لكنها عادلة"، في إشارة إلى رغبة واشنطن في إعادة التوازن إلى علاقاتها التجارية.

لكن هذه التصريحات لم تخفف من حدة التوتر بل زادت من الإصرار الدولي على مقاومة السياسات الأمريكية وسط تحذيرات من أن استمرار التصعيد قد يدخل الاقتصاد العالمي في دوامة من الركود والخسائر المتبادلة.

وفى النهاية، يبدو أن العالم يقف على مقدمة مرحلة حرجة من الصراع التجاري مع تصاعد الأصوات الدولية الرافضة للرسوم الأمريكية واستعداد القوى الاقتصادية الكبرى لاتخاذ خطوات مضادة قد تعيد رسم خريطة التجارة الدولية لعقود قادمة.

Short Url

أخبار متعلقة