«اقتراب حروب الفضاء»، الولايات المتحدة تطلب أفكار عن صواريخ اعتراضية فضائية

الجمعة، 04 أبريل 2025 08:53 م

اقتراب حروب الفضاء

أمة الله عمرو

شهدت الفترة الأخيرة الكثير من التطورات المثيرة والخطيرة التي تنتاب العالم، وبدات تتداول أحاديث عن حروب الفضاء التي باتت تقترب يوما وراء الآخر، وكأن حروب البر والبحر والجو لم تكن تكفي، ليواجه البشر بعضهم البعض.

هل ظهرت فكرة حروب الفضاء في تلك الفترة أم كانت متواجدة من البداية

وذلك يأخذنا للتساؤل بـ" هل توجد فكرة حروب الفضاء"، التي لم تظهر من قبل على التفكير الإنساني، “أم كانت متواجدة بالفعل لكن حان وقتها من جديد؟”.

ونجد أن الشاهد الأول هنا هو الفضاء الخارجي، لأنه بدأ بالظهور عند ارتياد الفضاء من قبل السوفيات، ثم صعود الأمريكيين إلى القمر، ومن هنا بات الطريق مفتوحا ومعبدا للتفكير في استغلال الفضاء كمنصات عسكرية في مواجهة الدول.

كما ظهرت أول حرب في الفضاء عام 1983م، حين اطلق الرئيس رونالد ريجان «مبادرة الدفاع الاستراتيجي»، أو ما سميت بـ «حرب النجوم»، وهي عبارة عن برنامج لتطوير النظم الدفاعية الصاروخية، التي تعتمد على احدث التقنيات لإحباط أي هجوم قد تتعرض له الولايات المتحدة بالصواريخ الباليستية.

كانت فكرتها عبارة عن شبكة من أسلحة الليزر فوق سماوات أمريكا، لم تهدف للدفاع المطلق فقط ولكنها كانت هجومية، الهدف الرئيسي منها حماية سماء الولايات المتحدة الأمريكية من أي صواريخ يمكن أن توجه لها من ناحية الاتحاد السوفيتي، وعملها هو القضاء على تلك الصواريخ، والتصدي لأي مغامرات عسكرية تجاه الاتحاد السوفيتي.

ووضعت تلك المخططات لكي ترى السماء صافية، للفضاء المحيط بمدار الأرض، لكن مع الاقتراب تكتشف أمامك صراع وسباق تسلح لا ينقصه سوى اسم الولايات المتحدة، بالنسبة للجيوش التي تعتمد على بعض الأقمار الصناعية في طرق الحرب الحديثة، واصبح الفضاء بمنزلة التل المرتفع في نهاية الطريق، حيث الولايات المتحدة هي الملك المتوج عليها بلا منازع.

انفراد المشهد الأمريكي بالتتويج في الفضاء لمدة 4 عهود

وظهر هنا الانفراد الأمريكي بالمشهد، وهذا لم يحدث من 4 عقود من الزمن، وبدأت تسعى الصين وروسيا بقوة إلى تحدي التفوق الأمريكي في الفضاء عبر برامجها الفضائية العسكرية الطموحة، بعد أن كان لا يوجد احد يسابق الولايات المتحدة، لكن يستوقفنا هنا سؤال وهو من الذي أعاد إشعال هذا السباق مرة أخرى؟، ليأتي بتلك المخاوف لجميع سكان الأرض.

ونجد أن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أوائل تسعينات القرن الماضي، ظنت واشنطن ان لا فائدة من الإنفاق العسكري الهائل مرة أخرى، خاصة مع اضمحلال خطر المواجهة العسكرية مع الاتحاد السوفيتي، واستمر الأمر على هذا النحو حتى مجيء الرئيس دونالد ترامب إلى الحكم العام 2016م.

وهنا رأى من حوله صحوة روسية مثيرة يقودها القيصر بوتين، غيرت الأوضاع وبدلت الطباع، وأصبحت دهشة الشعب الأمريكي في تلك اللحظة، ولا تزال غير طبيعية في مواجهة أسلحة روسيا الفضائية الجديدة، مما اجبر الأمريكيين على استخراج مخططات برنامج حرب الكواكب من الأدراج ثانية، ووضعها على عرش الفضاء.

تدشين نظام سبيس كوم الخاص بمصطلح “حرب النجوم في الفضاء”

وفي أواخر شهر أغسطس من العام الماضي 2019، دشن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشكل رسمي نظام «سبيس كوم»، ما يعرف بالقيادة الأمريكية للفضاء، وهو عبارة عن وحدة جديدة بوزارة الدفاع ستتولى توحيد عمليات الأمن القومي الأمريكي في الفضاء، وبتدشين هذه القيادة تكون الولايات المتحدة قد أقدمت على تشكيل قوة عسكرية في الفضاء، وبدأت في تحضير الساحة للمعركة المقبلة، حيث يمكن ردع هزيمة جيل جديد من التهديدات التي ستواجه أمريكا مستقبلا، والمبدأ الذي تستند عليه بالقوة الجددة في طبيعة عملها يؤكد أن من يملك الفضاء يملك الأرض، وهي وان كانت منفصلة عن باقي القوى التي تشكل الجيش النظامي الأمريكي إلا أنها مساوية لها ولا تتعارض معها.

لم يدار أو يوار الرئيس الأمريكي الهدف من هذه القوة، فخلال مراسم التدشين في البيت الأبيض قال الرئيس الأمريكي أن قيادة الفضاء هي الحرب الأحدث من نوعها، وان الوحدة الجديدة ستتولى مهمة الدفاع عن المصلحة الحيوية لأمريكا في الفضاء « مجال الحرب القادمة»، مضيفا: إن «سبيس كوم» ستردع بقوة أي عدوان وتتفوق على منافسي أمريكا أي الصين وروسيا إلى حد بعيد.

هنا يمكن القطع بأن القوة الفضائية العسكرية الأمريكية الجديدة، تكون على كافة الاستعداد وتحضير الساحة لمعركة «حرب النجوم»، المقبلة، فعلى غرار الأرض والبحر والجو، بات الفضاء ساحة للتنافس والسباق والقتال بين القوى العالمية، لأن من وجهة نظر الدول العظمى أن التواجد في الفضاء يلزم حين يتعلق الأمر بالدفاع.

Short Url

أخبار متعلقة