الإثنين، 31 مارس 2025

11:34 م

المشاط تؤكد ضرورة إصلاح الحوكمة المالية العالمية لتحقيق التوازن بين الشمال والجنوب

السبت، 29 مارس 2025 01:58 م

 رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية

رانيا المشاط وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية

دانا هاني

شاركت الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي في الحوار رفيع المستوى الذي نظمته مؤسسة Africa Political Outlook، حول (إعادة تعريف التعاون متعدد الأطراف في نظام عالمي شامل ودفع التعاون جنوب جنوب).

يأتي ذلك بمشاركة كاميلا بروكنر، مدير مكتب الأمم المتحدة الإنمائي في بروكسل، وممثلة الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأوروبي، والدكتور مامادو تنجارا، وزير الخارجية والتعاون الدولي بجمهورية جامبيا،  وألبرت باهميمي باداكي، رئيس وزراء تشاد الأسبق، أحمدو ولد عبد اللّه، الممثل الخاص السابق للأمين العام للأمم المتحدة في غرب إفريقيا.

 

أهمية الحوار الذي يأتي في ظل التغيرات في موازين القوى العالمية

وخلال كلمتها، أكدت المشاط، أهمية الحوار الذي يأتي في ظل التغيرات في موازين القوى العالمية، موضحة أن الهياكل التقليدية للحوكمة العالمية، لم تعد تعكس حقائق عالم اليوم، وأن صعود دول الجنوب، ليس مجرد ظاهرة عابرة، بل هو تحول هيكلي، مشيرة الى أنه بحلول عام 2025م، ستشكل هذه الاقتصادات الناشئة 44% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، ومع ذلك، لم يواكب هذا التحول تغييرٌ متناسب في هياكل الحوكمة العالمية.

وأشارت المشاط، إلى أن الدول النامية تشكل 75% من الأعضاء بالبنك الدولي للإنشاء والتعمير، لكنها لا تملك سوى حوالي 40% من حقوق التصويت، أما في صندوق النقد الدولي، فرغم أنها تشكل 75% من العضوية، فإنها لا تمتلك سوى 37% من حقوق التصويت، لافتةً إلى أنه بالنسبة للدول النامية، فإن هذه المسألة، ليست مجرد قضية نظرية أو إحصائية، بل هي واقع ملموس يؤثر على قدرتها على التأثير في القرارات العالمية.

 

تقدم هائلٌ في اقتصادات الدول النامية

وقالت، إننا نعيش في عصر يشهد تقدمًا هائلًا في اقتصادات الدول النامية، خصوصًا في إفريقيا، حيث تنمو اقتصاداتنا بسرعة، حيث تتسم شعوب الدول النامية بانخفاض الأعمار والطاقات الكامنة، بما يعد محركًا رئيسيًا للابتكار والتنمية.

علاوة على ذلك، تمتلك العديد من الدول النامية موارد طبيعية، تعتبر ضرورية للنمو الاقتصادي على مستوى العالم؛ ومع ذلك، لا تزال هذه الدول تواجه تحديات اقتصادية هائلة بسبب الفجوات الهيكلية في النظام المالي الدولي، حيث لا يزال هناك انعدام للتوازن في آليات التمويل والاستثمار، الأمر الذي يعوق تنميتنا المستدامة، ويزيد من تعميق فجوة الفقر وعدم المساواة.

وأوضحت أن تكلفة رأس المال للدول الإفريقية أعلى عدة مرات من تلك التي تتحملها الدول المتقدمة، ما يحد من قدرة تلك الدول على تنفيذ مشروعات كبيرة للتنمية الاقتصادية، ويحقق أهدافنا التنموية، ملفتةً إلى قيام العديد من المؤسسات المالية الدولية (IFIs) مؤخرًا، بالإعلان عن مجموعة من التعديلات في هياكل تصويتها.

جاء ذلك بهدف إعادة توازن النظام المالي العالمي، وضمان أن يكون للدول النامية - بما في ذلك الدول الإفريقية - صوتًا أقوى وأكثر تأثيرًا في صياغة السياسات الاقتصادية الدولية، مؤكدةً أن هذه التعديلات، تمثل خطوةً مهمة نحو معالجة القضايا الهيكلية، لكنّها ما زالت غير كافية لتحقيق التوازن المنشود.

 

مؤسسات مالية دولية تعمل على خدمة جميع الدول بشكل عادل ومتساوٍ

وأكدت المشاط أننا بحاجة إلى مؤسسات مالية دولية، تعمل على خدمة جميع الدول بشكل عادلٍ ومتساوٍ، وليس فقط دول الشمال العالمي، كما تم التأكيد عليه في ميثاق المستقبل، لكن يتعين على المؤسسات مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، أن تقوم بإصلاح هياكلها الحاكمة، لتمنح الجنوب العالمي، صوتًا حقيقيًا في اتخاذ القرارات الضرورية.

واستعرضت المشاط، دور مصر في المساهمة بشكل فعّال في المحادثات العالمية حول “التمويل العادل” وبناء “المؤسسات المالية العادلة” من خلال تقديم “دليل شرم الشيخ للتمويل العادل” خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف COP27.

ويمثل هذا الدليل، خطوة محورية في رسم ملامح النظام المالي، والذي يعكس احتياجات الدول النامية، ويشمل حلولًا عملية للتغلب على الحواجز التي تحد من تدفق الاستثمارات الخاصة إلى هذه الدول، موضحةً أن الدليل يسهم في سد فجوة المعلومات بين الحكومات الوطنية والمستثمرين، كما يعمل على تقليل المخاطر والشكوك المرتبطة بالاستثمارات في مجالات حيوية، مثل التغير المناخي، ما يساهم في تعزيز الثقة بين الأطراف المعنية.

Short Url

search