مشروع «بيوهيت»، كيف يحول مخلفات الزيتون إلى بديل للحطب؟
السبت، 29 مارس 2025 11:18 ص

زيتون
قدّر المجلس الدولي للزيتون، أن تونس ستكون ثالث أكبر منتج لزيت الزيتون في العالم خلال موسم 2024-2025م، مع إنتاج متوقع يبلغ 340 ألف طن، حيث تسعى الدولة الواقعة في أوسط شمال إفريقيا، إلى تطوير استغلالها لهذا الموارد.
وقال ياسين خليفي، الذي نشأ في عائلة من المزارعين، وهو يحمل في يده عجينه سميكة تبقت من استخراج الزيت من الزيتون، إن هذا ما نحتاج إليه اليوم، مشيرًا إلى كيف يُمكننا تحويل شيء لا قيمة له إلى ثروة، بحسب ما نشرت شبكة CNN.

النفايات الناتجة عن استخراج الزيت
وأسس خليفي شركة بيوهيت عام 2022م لمعالجة هذه المشكلة، كما يتذكر مشاهدته لعمال معاصر الزيتون الذين يستخدمون بقايا الزيتون كوقود، وقال «لطالما تساءلت كيف يُمكن لهذه المادة أن تحترق لفترة طويلة دون أن تنطفئ، وعندها سألت نفسي لماذا لا أحوّله إلى طاقة؟ ».
ويأمل خليفي، أن تُسهم شركته الناشئة في تقليل استخدام الحطب "الفحم"، في ظلّ ما تواجهه البلاد من إزالة للغابات وتغيّر في المناخ، وينقل الموظفون في ورشته حمولات شاحنات من مخلفات الزيتون، ويُكدّسونها عاليًا قبل إدخالها إلى آلات المعالجة، ثم تُضغط المادة في قوالب أسطوانية، وتُترك لتجفّ لمدة شهر تحت أشعة الشمس، وفي البيوت البلاستيكية قبل تعبئتها وبيعها.

معجون الزيتون إلى وقود طويل الاحتراق
وبدأ خليفي، تطوير فكرته عام 2018م بعد أن سافر عبر أوروبا بحثًا عن آلة لتحويل معجون الزيتون إلى وقود طويل الاحتراق، وبحلول عام 2021م، طوّر آلة تنتج قوالب فحم حجري، بنسبة رطوبة لا تتجاوز 8 في المئة.
وقال إن هذه النسبة، تُقلل بشكل كبير من انبعاثات الكربون مقارنةً بحطب الوقود، الذي يتطلب شهورًا من التجفيف، وغالبًا ما يحتفظ بأكثر من ضعف كمية الرطوبة، ووجدت شركة بيوهيت سوقًا لها بين المطاعم ودور الضيافة والمدارس التونسية في المناطق النائية، حيث تنخفض درجات الحرارة في الشتاء أحيانًا إلى ما دون الصفر.
فيما أضاف خليفي، إن غالبية إنتاجها نحو 60% مُعدّة للتصدير إلى فرنسا وكندا، مشيرًا إلى أن الشركة توظف الآن 10 أشخاص، وتستهدف إنتاج 600 طنًا من قوالب الفحم بحلول عام 2025م.
600 ألف طن من مخلفات الزيتون سنويًا
وأكد خبير التنمية الزراعية والريفية، نور الدين نصر، إنه ينتج نحو 600 ألف طن من مخلفات الزيتون سنويًا، مشيرًا إلى أن استغلال هذه المخلفات، يمكن أن يحمي البيئة، ويخلق فرص عمل، ويولد الثروة، حيث يعتقد نصر أن إعادة استخدام مخلفات الزيتون، يمكن أن يساعد أيضًا في تخفيف اعتماد تونس الشديد على الوقود المستورد.

وتستورد تونس أكثر من 60 في المئة من احتياجاتها من الطاقة، وهو اعتماد يزيد من عجزها التجاري، ويثقل كاهل الدعم الحكومي، وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي عام 2023م، كما يُعد نقص الوقود والغاز أمرًا شائعًا خلال فصل الشتاء، لا سيما في المحافظات الشمالية الغربية لتونس، حيث تكافح الأسر للتدفئة، حيث يمكن أن يخفف تحويل النفايات الزراعية إلى مصادر طاقة بديلة من هذا العبء.
Short Url
ترامب: هناك خططًا متعددة لمحاولة الترشح لولاية ثالثة غير دستورية
31 مارس 2025 05:11 م
تجاوز أسعار الذهب حاجز 3100 دولار بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية
31 مارس 2025 05:10 م
سندات الخزانة خيار الاستثمار الآمن مع تصاعد الحرب التجارية
31 مارس 2025 05:09 م


أكثر الكلمات انتشاراً