جيتس: الذكاء الاصطناعي سيغير العالم خلال 10 سنوات، والبشر لن يكونوا ضروريين!

الجمعة، 28 مارس 2025 11:37 ص

بيل جيتس المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت

كشف بيل جيتس، المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت، عن رؤيته لمستقبل يهيمن فيه الذكاء الاصطناعي على العديد من المجالات التي كانت تتطلب مهارات بشرية متخصصة.

وأوضح خلال مقابلة أجراها مؤخراً مع الممثل الكوميدي جيمي فالون في برنامج The Tonight Show على قناة NBC، أن الذكاء الاصطناعي سيصبح قادراً على تنفيذ معظم المهام التقليدية التي يؤديها البشر اليوم، مما قد يجعلهم غير ضروريين في العديد من المجالات.

الذكاء الاصطناعي يهدد الطب والتعليم

أكد جيتس أن المجالات التي تعتمد حالياً على كفاءات بشرية نادرة، مثل الطب والتعليم، ستشهد تحولاً كبيراً خلال العقد القادم. فاليوم، يعتمد الحصول على نصيحة طبية دقيقة أو دروس تعليمية متميزة على وجود أطباء ومعلمين ذوي خبرة، لكن هذا الوضع سيتغير قريباً. وأوضح جيتس أن "المشورة الطبية العظيمة والدروس الخصوصية العظيمة" ستصبح متاحة مجاناً للجميع، بفضل التطورات السريعة في الذكاء الاصطناعي.

وسبق أن تطرق جيتس إلى هذا الموضوع في حوار أجراه الشهر الماضي مع آرثر بروكس، أستاذ جامعة هارفارد والمتخصص في دراسات السعادة، حيث ناقش ما أسماه بعصر "الذكاء الحر"، الذي سيجعل المعرفة والخدمات عالية الجودة متاحة على نطاق واسع دون الحاجة إلى تدخل بشري كبير.

مستقبل مرعب أم ثورة إنتاجية؟

يرى جيتس أن الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في حياتنا اليومية، متغلغلاً في مجالات متعددة مثل الرعاية الصحية، التشخيص الطبي، والتعليم، مما قد يغير شكل سوق العمل والمجتمع بأسره. وقال جيتس في حديثه مع بروكس: "إنه أمر عميق للغاية ومخيف بعض الشيء لأنه يحدث بسرعة كبيرة، وليس هناك حد أقصى لهذا التطور."

هذا التحول يثير جدلاً واسعاً حول دور البشر في المستقبل. فبينما يرى بعض الخبراء أن الذكاء الاصطناعي سيزيد من إنتاجية البشرية ويخلق فرصاً اقتصادية جديدة، هناك مخاوف من أن يؤدي إلى زعزعة استقرار سوق العمل. مصطفى سليمان، الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت للذكاء الاصطناعي، يرى أن هذا التحول سيكون "مزعزعاً للاستقرار بشكل كبير". وفي كتابه "الموجة القادمة" الصادر عام 2023، كتب سليمان أن هذه الأدوات ستعزز الذكاء البشري لفترة قصيرة، لكنها في النهاية ستحل محل الكثير من الوظائف البشرية.

التفاؤل رغم المخاوف

على الرغم من هذه المخاوف، يظل جيتس متفائلاً بشأن الفوائد التي سيجلبها الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير العلاجات الطبية، إيجاد حلول لمشاكل المناخ، وتحسين جودة التعليم على نطاق واسع. لكنه في الوقت نفسه يعترف بأن بعض الأنشطة ستظل دائماً خاصة بالبشر، قائلاً: “سوف نحتفظ ببعض الأشياء لأنفسنا، مثل الأنشطة الترفيهية.”

وأشار إلى أن القطاعات المتعلقة بالإنتاج الصناعي، الزراعة، والخدمات اللوجستية، ستشهد تحولاً كبيراً مع مرور الوقت، حيث سيتم حل معظم التحديات في هذه المجالات باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، فهو يدرك المخاوف المحيطة بهذا التقدم السريع، مثل ميل الذكاء الاصطناعي إلى ارتكاب الأخطاء أو نشر معلومات مضللة، وهو ما سبق أن حذر منه في منشور على مدونته عام 2023.

ورغم هذه التحديات، صرح جيتس أنه إذا قرر إطلاق شركة ناشئة اليوم، فستكون في مجال الذكاء الاصطناعي، نظراً للإمكانات الهائلة التي يحملها هذا المجال. وقال في مقابلة مع CNBC عربية : "اليوم، يمكن لأي شخص جمع مليارات الدولارات لشركة ذكاء اصطناعي جديدة، حتى لو كانت مجرد أفكار أولية."

إمكانات ثورية تفوق التوقعات

لطالما كان جيتس من أشد المؤمنين بالإمكانات الثورية للذكاء الاصطناعي. ففي عام 2017، أشاد بتكنولوجيا DeepMind التابعة لشركة Google، معبّراً عن إعجابه بقدرتها على التفوق على البشر في لعبة Go الاستراتيجية المعقدة. لكن حتى جيتس نفسه يعترف بأن التطورات الأخيرة في هذا المجال قد تجاوزت توقعاته.

مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي بوتيرة متسارعة، يبقى السؤال: هل سيؤدي هذا التحول إلى مستقبل أكثر إنتاجية وازدهاراً للبشرية، أم أنه سيجعلنا جميعاً غير ضروريين كما يحذر البعض؟

Short Url

أخبار متعلقة