الذهب أم الأسهم؟، مقارنة بين أفضل استثمار منذ بداية العام

الخميس، 27 مارس 2025 08:23 م

الذهب أم الأسهم

مصعب فرج

مع بداية العام الحالي، شهدت الأسواق المالية تقلبات ملحوظة، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم استراتيجياتهم الاستثمارية بين أسواق الأسهم والذهب.

وبينما كان الذهب يُعتبر تقليديًا ملاذًا آمنًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي، تقدم الأسهم فرصًا لتحقيق عوائد مرتفعة، لكنها تنطوي على درجة أعلى من المخاطرة.

الأسواق المالية في الربع الأول من 2025

خلال الربع الأول من العام الجاري، تأثرت الأسواق المالية العالمية والمحلية بعدد من العوامل الاقتصادية والسياسية، ما أسفر عن تغييرات كبيرة في أداء الأصول المالية.

من أبرز العوامل التي أثرت على السوق، تحركات أسعار الفائدة، مستويات التضخم، وأداء الاقتصاد الكلي، بالإضافة إلى الحرب التجارية المستمرة بين الصين وأمريكا، وكذلك التوترات السياسية الناتجة عن سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

الذهب: الملاذ الآمن في الأوقات العصيبة

في ظل هذه التقلبات، استطاع الذهب أن يحقق استفادة كبيرة مقارنةً بأسواق الأسهم، ومع تزايد التوترات الجيوسياسية والقلق المالي، حقق الذهب نموًا ملحوظًا بلغ 15% منذ بداية العام، ليشهد زيادة تقدر بحوالي 575 جنيهًا، حيث وصل سعر عيار 21 إلى 4305 جنيهات للجرام مقارنة بـ 3730 جنيهًا في بداية العام.

أداء البورصة المصرية والأسهم

على الرغم من نمو الذهب، شهدت البورصة المصرية أيضًا بعض التحسن في أداء مؤشر EGX 30، فقد سجل المؤشر الرئيسي للبورصة نموًا بنسبة 7.68% منذ بداية العام حتى إغلاقات آخر جلسات شهر مارس، ليستقر عند مستوى 32026 نقطة مقابل 29740 نقطة في نهاية العام الماضي.

وفي المقابل، تفوق الذهب على أسهم المضاربات، حيث سجل مؤشر EGX 70 - الذي يركز على أسهم المضاربات - نموًا بنسبة 11.10% منذ بداية العام حتى إغلاقات مارس، ليصل إلى 9046 نقطة.

العوامل المحركة لأسعار الذهب والأسهم

وقالت رشا محسب، مدير عام شركة "سفير لتداول الأوراق المالية"، إن النمو الذي يشهده الذهب في هذه الفترة يعود إلى الأحداث العالمية الأخيرة، التي دفعت المستثمرين إلى تكثيف شراء الذهب كوسيلة للحفاظ على القيمة.

وأكدت "محسب" أن البورصة لن تتمكن في الوقت الحالي من تجاوز قممها التاريخية التي سجلها المؤشر الرئيسي في مارس 2024 عند مستوى 24 ألف نقطة، بالمقارنة مع الارتفاعات القياسية التي شهدها الذهب في العام الحالي مقارنة بالعام الماضي.

التوقعات المستقبلية للأسواق المالية

أشارت محسب إلى أن زيادة حدة التوترات السياسية وارتفاع الأحداث الجيوسياسية من شأنه أن يدفع الذهب لمزيد من الارتفاع، في وقت قد يشهد فيه المستثمرون تراجعًا في تواجدهم في أسواق الأسهم.

ومن جهة أخرى، في حال استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية، من المتوقع أن تعود الأسهم والسندات وأذون الخزانة إلى الريادة في النمو، مما سيؤدي إلى عودة اهتمام المستثمرين بالأسواق المالية بعد تحقيقهم دورة ربح من الذهب.

ويبدو أن الأسواق المالية ستظل تشهد تقلبات في ظل التوترات السياسية والاقتصادية العالمية، ورغم الأداء المتميز للذهب في الوقت الحالي، إلا أن الأسهم قد تستعيد بريقها في حال استقرار الأوضاع.

يبقى السؤال مفتوحًا حول الاختيار الأمثل بين الاستثمار في الذهب أو الأسهم وفقًا للظروف الاقتصادية العالمية والمحلية.

Short Url

أخبار متعلقة