إبداع أم سخرية، الإعلانات والحرب على المنافسين من بيبسي وكوكاكولا لـ العبد وبـ لبن

بعد أيام من إعلان شركة “العبد” تقديمها شكوى ضد “بلبن”، بسبب الإعلان الذي تم بثه خلال شهر رمضان الكريم، وما جاء فيه ضد “العبد” ومالكه الأصلي، قررت لجنة الشكاوى برئاسة عصام الأمير، وكيل المجلس، منع عرض الإعلان مؤقتًا واستدعاء الممثل القانوني لشركة بـ لبن، وذلك بناءً على ما رصدته الإدارة العامة للرصد في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، من إعلان لشركة "بلبن" للمنتجات الغذائية والحلويات، يتضمن إساءة لشركة "العبد".

حملة "بلبن" الإعلانية أثارت جدلا كبيرا بين المشاهدين، هناك من يعتقدون أن الإعلان يحمل تجاوزا وإساءة لـ"العبد" ومالكه الأصلي، وآخرون يرون أن هذا يحدث دائما بين الشركات المتنافسة، بل أن هذا النوع من الحملات الإعلانية يكون أكثر إثارة من الإعلانات التقليدية.

في هذا التقرير، نستعرض أشهر المنافسات الإعلانية بين الشركات، مع أمثلة واقعية على المعارك التسويقية التي لا تُنسى.

كوكاكولا ضد بيبسي: صراع العمالقة

إذا كنت تعتقد أن المنافسة بين كوكاكولا وبيبسي تقتصر على المبيعات، فأنت مخطئ! فالشركتان تخوضان "حربًا تسويقية" منذ عقود، حيث تستخدم كل واحدة منهما الإعلانات الذكية والسخرية من الأخرى.

أشهر الحملات الإعلانية:

• في عام 2013، أطلقت بيبسي إعلانًا يظهر فيه شخص يرتدي زي "بيبسي" وهو يتخفى لشراء كوكاكولا سرًا، وكأنه يرتكب خطيئة!
• ردت كوكاكولا بإعلان يظهر نفس الشخص وهو يأخذ كوكاكولا لكنه يحتفل بها في النهاية، مشيرة إلى أنها المشروب المفضل حتى لمن يفضلون بيبسي.

ماكدونالدز ضد برجر كينج: معركة البرجر الساخنة

تعتبر المنافسة بين ماكدونالدز وبرجر كينج واحدة من أكثر الحروب الإعلانية سخونة، حيث لا تفوت برجر كينج أي فرصة للسخرية من منافسها الأكبر ماكدونالدز.

أشهر الإعلانات:

• في حملة بعنوان "Scary Clown Night"، سخرت برجر كينج من ماكدونالدز عبر إعلان يظهر فيه أشخاص يرتدون أزياء مهرجين مخيفة، في إشارة إلى شخصية "رونالد ماكدونالد"، مع رسالة: "تعالوا إلى برجر كينج إذا كنتم تريدون الهروب من المهرجين!"
• ماكدونالدز من جهتها لم ترد بشكل مباشر، لكنها أطلقت إعلانات تُبرز سرعة تقديم الطعام وجودته، مع رسائل غير مباشرة تستهدف برجر كينج.
• برجر كينج قامت بحملة دعائية أخرى بنشر صورة لساندوتش من ماكدونالدز وبجواره ساندوتش من مطعمهم ويصغر الساندوتش الأول أصغر كثيرا من الثاني

دوريتوس ضد برينجلز: معركة رقائق البطاطس

حتى في عالم الوجبات الخفيفة، نشبت معركة إعلانية بين دوريتوس وبرينجلز حول من يملك أفضل رقائق بطاطس.

أشهر الحملات:

• أطلقت دوريتوس إعلانًا يُظهر أشخاصًا يحاولون إخراج آخر شريحة من علبة برينجلز الأسطوانية لكنهم يفشلون، في إشارة إلى أن تصميم العلبة ليس عمليًا!
• برينجلز ردت بإعلان يُظهر أشخاصًا يأكلون دوريتوس ثم يعلق بقايا الجبنة على أصابعهم، بينما يعلق صوت في الخلفية: "هل تحب الجبنة أم تحب أن تأكل رقائق فعلًا؟"

الحروب الإعلانية بين الشركات تضيف الكثير من الإثارة إلى عالم التسويق، فهي ليست مجرد وسيلة للترويج، بل أيضًا وسيلة للترفيه وإظهار الإبداع. من شركات التكنولوجيا إلى شركات الأغذية، تبقى هذه المعارك التسويقية واحدة من أكثر الأمور التي تثير اهتمام الجمهور وتساهم في زيادة الوعي بالعلامات التجارية.

سامسونج ضد أبل: معركة الهواتف الذكية

منذ إطلاق أول هاتف آيفون، دخلت أبل وسامسونج في منافسة شرسة على زعامة سوق الهواتف الذكية، ولم تتوقف الحرب الإعلانية بينهما على مدار السنوات.

أشهر الإعلانات الساخرة:

• أطلقت سامسونج إعلانًا شهيرًا عام 2017 يسخر من مستخدمي آيفون، حيث يظهر شخص يستخدم أجهزة أبل لسنوات لكنه يواجه مشكلات مثل عدم وجود منفذ للسماعات، وأخيرًا يقرر شراء هاتف سامسونج.
• أيضا قامت سامسونج حملة أخرى تهاجم خلالها هواتف آيفون بعنوان “لا يتطلب الأمر عبقرية، لا ترض بالبلاستيك الرخيص”.
• أبل نادرًا ما ترد بشكل مباشر، لكنها تستخدم أسلوب التركيز على مزاياها الفريدة، مثل الخصوصية، وسلاسة تجربة الاستخدام.

أودي ضد بي إم دبليو: معركة الفخامة والأناقة

المنافسة بين أودي وبي إم دبليو لم تكن فقط في السيارات، بل وصلت إلى لوحات الإعلانات الضخمة في الشوارع!

أشهر الحملات الإعلانية:

•  تشتهر الشركتان الألمانيتان "بي إم دبليو" و"أودي" بالحروب الإعلانية ضد بعضهما البعض على مدار سنوات، ومن أشهر الحروب الإعلانية بينهما إطلاق "أودي" لوحة إعلانية عليها إعلان لإحدى سياراتها، وكتبت عليها: "دورك يا بي إم دبليو"، فردت عليها "بي إم دبليو" بلوحة إعلانية أكبر حجمًا بجوارها عليها إعلان لسيارة لها، وكتبت عليها: "كش ملك"، وكأن الأخيرة فازت على الأولى في لعبة "شطرنج"، لكن "أودي" ردت مباشرة بإعلان جديد في مكان قريب من إعلان "بي إم دبليو":"جنديكم لا يُقارن بملكنا"، فردت "بي إم دبليو" بوضع منطاد هوائي عليه سيارة "فورمولا 1" ومكتوب فوقها "انتهت اللعبة".

مرسيدس ضد بي إم دبليو ضد أودي: حرب السيارات الفاخرة

إلى جانب المعركة بين بي إم دبليو وأودي، هناك أيضًا منافسة محتدمة بينهما وبين مرسيدس بنز.

أشهر الحملات الإعلانية الساخرة:

• نشرت بي إم دبليو إعلانًا في أحد الصحف الألمانية بعد تقاعد رئيس شركة مرسيدس، جاء فيه: "شكرًا لك على 30 عامًا من المنافسة الملهمة"، مع صورة سيارة بي إم دبليو من طراز M4 وكأنها تحتفل بالمغادرة.
• مرسيدس ردت بإعلان لسيارة نقل كبيرة من نوع مرسيدس، تحمل مجموعة من سيارات بي إم دبليو وكتبت عليها “يمكن لمرسيدس أيضا أن توفر متعة القيادة”.

نايكي ضد أديداس: سباق الهيمنة في عالم الرياضة

المنافسة بين نايكي وأديداس ليست فقط في جودة الأحذية الرياضية، بل تمتد إلى الحملات الإعلانية التي تسعى كل منهما من خلالها إلى كسب ولاء الرياضيين والجماهير.

أبرز المعارك الإعلانية:

• في إحدى حملاتها، استخدمت نايكي شعار "Just Do It" وركزت على استقطاب الرياضيين الكبار مثل مايكل جوردان وكريستيانو رونالدو، مما جعلها العلامة التجارية الأكثر شهرة في الرياضة.

• أديداس لم تقف مكتوفة الأيدي، حيث ركزت على أصالة التصميم والأداء، واستخدمت شعار "Impossible is Nothing"، إلى جانب التعاقد مع نجوم كرة القدم مثل ليونيل ميسي ومحمد صلاح.
• في إحدى الدعايات، سخرت نايكي من أديداس عبر إعلان يظهر لاعبًا يرتدي حذاءً لا يحمل علامة تجارية لكنه يشبه تصميم أديداس، بينما اللاعبون الحقيقيون يستخدمون نايكي!

فيديكس ضد UPS: معركة خدمات التوصيل

قطاع الشحن والتوصيل شهد منافسة شرسة بين عملاقي المجال، فيديكس وUPS، حيث استغلت كل شركة نقاط ضعف الأخرى في حملاتها الإعلانية.

أبرز الإعلانات الساخرة:

• في إعلان شهير، نشرت فيديكس صورة لشاحنة UPS تحمل طردًا مكتوبًا عليه "فيديكس"، وكأن UPS نفسها تعتمد على فيديكس في توصيل الطرود بشكل أسرع!
• ردت UPS بإعلان يظهر شخصًا ينتظر طردًا من فيديكس ولكنه يتأخر، في إشارة إلى أن خدمات UPS أكثر موثوقية.

آبل ضد مايكروسوفت: صراع التكنولوجيا

لطالما كانت المنافسة بين مايكروسوفت وآبل واحدة من أقوى الحروب الإعلانية في مجال التكنولوجيا، خاصة بين ويندوز وماك.

أشهر الإعلانات الساخرة:

• أطلقت آبل سلسلة إعلانات بعنوان "Get a Mac"، يظهر فيها شخص يمثل "ماك" كشاب عصري وأنيق، بينما يظهر "ويندوز" كرجل ممل يواجه مشاكل تقنية باستمرار.

• مايكروسوفت ردت بحملة "I’m a PC"، حيث ظهرت شخصيات متنوعة تؤكد أن ويندوز هو الاختيار الأفضل للجميع، وليس فقط للنخبة.
• لاحقًا، ركزت مايكروسوفت على السخرية من أسعار أجهزة آبل المرتفعة، وأطلقت إعلانات تبرز أن حواسيب ويندوز تقدم أداءً مماثلًا أو أفضل بسعر أقل.