الأربعاء، 26 مارس 2025

12:13 م

البنك المركزي الروسي يحذر: أسعار النفط تهدد اقتصاد موسكو

الإثنين، 24 مارس 2025 03:59 م

النفط يشكل خطرا على الاقتصاد الروسي

النفط يشكل خطرا على الاقتصاد الروسي

حذر البنك المركزي الروسي من أن هناك احتمالاً كبيراً بأن تقوم الولايات المتحدة ومنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" بإغراق سوق النفط، مما قد يؤدي إلى انهيار طويل الأمد للأسعار، ويستذكر هذا السيناريو تأثيرات انهيار أسعار النفط في الثمانينيات الذي أسهم في تفكك الاتحاد السوفيتي.

جاء التحذير في وقت حرج، مع اقتراب محادثات إنهاء الحرب في أوكرانيا بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي دونالد ترامب.

زيادة التوترات مع تهديدات ترامب

 

مع اقتراب المفاوضات، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض عقوبات جديدة على روسيا في حال عدم التوصل إلى اتفاق سلام بشأن الحرب في أوكرانيا. 

كما تعهد بزيادة إنتاج النفط الأمريكي وأبدى دعمه للضغط على السعودية، أكبر منتج في أوبك، لزيادة إنتاجها من النفط من أجل دعم الاقتصاد العالمي.

التقرير يثير القلق في روسيا

 

أعد البنك المركزي الروسي تقريرًا في فبراير 2025، ذكر فيه أن أسعار النفط تشكل تهديدًا حقيقيًا للاقتصاد الروسي، وفي هذا التقرير، أشار البنك إلى إمكانية حدوث انخفاض طويل الأمد في أسعار النفط دون تقديم تفاصيل واضحة حول كيفية حدوث ذلك أو تأثيره. 

ورغم أن أوبك لا تخطط حاليًا لزيادة كبيرة في الإنتاج، فإن بعض التقارير تشير إلى أن دولًا أخرى خارج أوبك، مثل جيانا والبرازيل وكازاخستان، قد تساهم في زيادة الإنتاج النفطي العالمي.

النفط والغاز كعنصر حاسم في قوة وضعف روسيا

 

منذ اكتشاف الاتحاد السوفيتي لأحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في غرب سيبيريا بعد الحرب العالمية الثانية، كان النفط مصدر قوة وضعف في الاقتصاد الروسي. 

ولعقود، ساعدت أسعار النفط المرتفعة في دعم الاقتصاد الروسي وتمويل الحملات السياسية في دول مختلفة، مثل كوبا وأنجولا وفيتنام، وفقا لرويترز.

أزمة أسعار النفط في الثمانينيات وتأثيرها على الاتحاد السوفيتي

 

انخفضت أسعار النفط في الثمانينيات بشكل حاد، مما أثر بشكل كارثي على الاقتصاد السوفيتي، حيث لم يعد بالإمكان مواكبة الولايات المتحدة في سباق التسلح. 

وأدت الأزمة المالية إلى تفاقم الوضع الداخلي، مما ساهم في انهيار الاتحاد السوفيتي، وهو ما يصفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مأساة".

التحديات المالية التي تواجهها روسيا بسبب تقلبات أسعار النفط

 

منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، تعرضت موسكو لصدمات مالية متكررة بسبب تذبذب أسعار النفط، ففي عام 1998، واجهت روسيا أزمة كبيرة عندما انخفضت أسعار النفط إلى 10 دولارات للبرميل، مما دفعها للتخلف عن سداد ديونها الخارجية. 

وفي عام 2008، اضطرت الحكومة الروسية لاستخدام احتياطياتها المالية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي بعد انخفاض أسعار النفط بسبب الأزمة المالية العالمية.

روسيا والسعودية والتعاون في اتفاق "أوبك+"

 

في الشهر الجاري، أكد الرئيس الروسي أهمية اتفاق "أوبك+" في استقرار أسواق النفط العالمية خلال محادثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان. 

وذكر بيان الكرملين أن روسيا والسعودية ملتزمتان تمامًا بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في إطار "أوبك+"، وهو ما يعكس التعاون المتزايد بين البلدين في مجال النفط.

القدرة الإنتاجية الفائضة لدى أوبك

 

وفقا لوكالة الطاقة الدولية، تشير التقديرات إلى أن أوبك تمتلك طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى 5.3 مليون برميل يوميًا، وهو ما يعادل صادرات النفط الروسية. 

وأعلنت السعودية أنها قادرة على زيادة إنتاجها من 9 ملايين برميل يوميًا إلى 12 مليون برميل في غضون أشهر، مما يضيف ضغطًا إضافيًا على سوق النفط العالمية.

التأثيرات المحتملة على الاقتصاد الروسي

 

ويظل النفط والغاز عنصرين حاسمين في استقرار الاقتصاد الروسي، وعلى الرغم من التحذيرات بشأن انخفاض محتمل في أسعار النفط بسبب زيادة الإنتاج من الدول غير الأعضاء في أوبك، فإن التعاون بين روسيا والسعودية في إطار "أوبك+" يشكل عاملًا مهمًا في الحفاظ على استقرار السوق.

Short Url

search