انتعاش مبيعات التجزئة في الصين، هل يكفي لدعم الاقتصاد في مواجهة التحديات؟
الأربعاء، 02 أبريل 2025 02:48 م

جمهورية الصين الشعبية
تحليل/ كريم قنديل
سجّلت مبيعات التجزئة في الصين انتعاشًا ملحوظًا خلال شهري يناير وفبراير 2025، في خطوة قد تعكس نجاح الحكومة في تحفيز الاستهلاك المحلي رغم التحديات الاقتصادية المتزايدة. ووفقًا لبيانات المكتب الوطني للإحصاء، ارتفعت مبيعات التجزئة بنسبة 4.0%، متجاوزة النمو المسجّل في ديسمبر والبالغ 3.7%، ما يمثل أسرع وتيرة منذ نوفمبر 2024.
جاء هذا الانتعاش مدعومًا بزيادة إنفاق الأسر خلال عطلة رأس السنة القمرية الجديدة، وهو ما عزز الطلب على الأجهزة المنزلية والإلكترونيات، التي شهدت نموًا بنسبة 10.9%. كما ارتفعت إيرادات المطاعم بنسبة 4.3%، مدفوعة بزيادة أسعار الأعياد، ما يشير إلى تحسن مزاج المستهلكين في ظل الأوضاع الاقتصادية الحالية.

ضغوط خارجية تهدد الاقتصاد
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، تظل الصورة الاقتصادية العامة للصين تحت الضغط، مع تباطؤ الإنتاج الصناعي، وارتفاع معدلات البطالة، إلى جانب تصاعد التوترات التجارية مع الولايات المتحدة، التي تفرض مزيدًا من الرسوم الجمركية على الصادرات الصينية.
ويرى الخبراء أن التأثير الكامل لهذه الرسوم قد يظهر في بيانات التجارة خلال الأشهر المقبلة، مما يزيد من الضغوط على ثاني أكبر اقتصاد في العالم. ويرى تشيوي تشانغ، كبير الاقتصاديين في شركة "بينبوينت" لإدارة الأصول، أن الحكومة الصينية لن تتسرع في اتخاذ تدابير نقدية مثل خفض أسعار الفائدة أو نسبة الاحتياطي الإلزامي، مشيرًا إلى إمكانية انتظار المزيد من البيانات الاقتصادية قبل اتخاذ أي خطوات جديدة.
تجارة التجزئة، رهان بكين على تحفيز الإنفاق
تعد تجارة التجزئة أحد المحركات الرئيسية للاقتصاد الصيني، حيث تمثل جزءًا كبيرًا من النشاط الاقتصادي المحلي. ومع تراجع النمو في قطاعات مثل العقارات والتصنيع، تسعى الحكومة إلى تحفيز إنفاق الأسر لتعويض التباطؤ في المجالات الأخرى.
ويأتي الدعم الحكومي على شكل حوافز للمستهلكين، مثل التخفيضات على الأجهزة المنزلية والهواتف الذكية، إضافة إلى تشجيع برامج التمويل الميسر. ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذا التحفيز قد يكون قصير الأجل، حيث تظهر البيانات بالفعل تراجع مبيعات السيارات، ما يعكس الحذر المستمر لدى المستهلكين بشأن الإنفاق طويل الأجل.
هل تستطيع الصين تحقيق هدف النمو؟
ورغم تحديد الحكومة الصينية هدفًا طموحًا للنمو الاقتصادي عند 5% خلال 2025، يشكك المحللون في إمكانية تحقيقه بسهولة، خاصة مع استمرار أزمة العقارات وضعف الطلب الاستهلاكي. ويرى تيانشن شو، كبير الاقتصاديين في وحدة الاستخبارات الاقتصادية، أن التحفيز الحكومي كان له دور مهم في دعم مبيعات بعض القطاعات، لكنه حذر من أن تأثير هذه البرامج قد يتلاشى بمرور الوقت.
في المجمل، يعكس نمو مبيعات التجزئة بعض الإشارات الإيجابية، لكنه لا يخفي التحديات الجوهرية التي يواجهها الاقتصاد الصيني، في ظل تصاعد التوترات التجارية العالمية وتباطؤ القطاعات الحيوية. ويبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن بكين من الحفاظ على هذا الزخم ودفع الاقتصاد نحو تعافٍ مستدام، أم أن هذا الانتعاش مجرد نقطة ضوء في نفق التحديات الطويل.
Short Url
في ظل التقلبات الاقتصادية، تعرف على الاستثمار الأذكى في 2025
16 أبريل 2025 05:28 م
انهيار الدولار يلوح في الأفق، خبير عالمي يدق ناقوس الخطر ويكشف البدائل الآمنة
16 أبريل 2025 03:47 م
الدولار تحت الضغط، الرسوم الجمركية تشعل التوتر في الأسواق العالمية (تفاصيل)
16 أبريل 2025 01:59 م


أكثر الكلمات انتشاراً