الجمعة، 21 مارس 2025

10:43 م

«سقوط حر» أسهم "نايكي" تسجل أدنى مستوى في 5 سنوات

الجمعة، 21 مارس 2025 05:50 م

نايكي

نايكي

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

هبطت أسهم نايكي بنسبة تزيد عن 9% في يوم واحد، مسجلةً أدنى مستوى لها في خمس سنوات، وذلك في ظل تحذيرات من استمرار تراجع المبيعات في الربع المقبل. 

يشير هذا الانخفاض إلى ضعف وتيرة التعافي في عملاق الملابس الرياضية رغم قيادة الرئيس التنفيذي الجديد إليوت هيل. 

يأتي هذا الهبوط وسط تزايد المخاوف بشأن قدرة نايكي على استعادة مكانتها في السوق، خاصة بعد تقريرها الأخير عن تراجع الإيرادات، مما يضع الإدارة تحت ضغوط ضخمة.

Picture background

التراجع الكبير في المبيعات

توقعات نايكي لضعف الإيرادات المستقبلية تكشف عن تراجع مبيعاتها في الصين بنسبة 17% خلال الربع الأخير، ويعكس ذلك ضعف الاستهلاك في السوق الصينية، والتي كانت في السابق أحد المحركات الرئيسية لنمو الشركة.

يواجه المستهلكون في الصين تحديات اقتصادية تسببت في تقليل الإنفاق التقديري، مما أدى إلى تراجع مبيعات نايكي في هذا السوق الاستراتيجي.

الإستراتيجية الجديدة تحت قيادة إليوت هيل

تسلم إليوت هيل منصب الرئيس التنفيذي في أكتوبر الماضي، وقام بوضع استراتيجية جديدة تسمى “الفوز الآن”، وتستهدف هذه الاستراتيجية زيادة الوجود الفعلي لعلامة نايكي في مدن رئيسية مثل شنغهاي وبكين، وهي خطوة تهدف إلى تعزيز العلاقة مع السوق الصيني وجذب المستهلكين المحليين. 

لكن، حتى الآن، لم تحقق هذه الاستراتيجية النتائج المتوقعة، مما يعزز من قلق المستثمرين بشأن استمرارية التعافي.

الأثر على القيم السوقية والمالية

انخفضت أسهم نايكي بشكل حاد، ووصلت إلى 65.17 دولار أمريكي في التعاملات المبكرة يوم الجمعة، وهو أقل مستوى لها منذ مارس 2020 أثناء أزمة كورونا. 

كما هبطت القيمة السوقية للشركة إلى أقل من 100 مليار دولار لأول مرة منذ ثلاث سنوات، ويترجم هذا الانخفاض إلى خسارة كبيرة في السوق، حيث فقدت نايكي 5% من قيمتها منذ بداية العام الحالي، مع تراجع أسهمها بنسبة 30% في عام 2024.
تمثل هذه الأرقام نقطة فارقة في تاريخ نايكي، إذ تكشف عن تحديات كبيرة تواجهها الشركة في تجاوز أزمات مالية واستراتيجية.

Picture background

تحديات التخزين والتخفيضات

قال ماتيو فريند، المدير المالي لنيكي، إن الشركة تواجه تحديًا ضخمًا في تصفية المخزون القديم، ما يتطلب تسوية المبيعات عبر تقديم خصومات تؤثر في هوامش الربح. 

هذه السياسة قد تساعد في تحفيز المبيعات، لكنها في الوقت ذاته قد تؤدي إلى تقليص الأرباح بشكل ملحوظ، مما يعمق الضغوط المالية على الشركة.

محاولات استعادة الحصة السوقية

منذ تولي إليوت هيل القيادة، تركز نايكي على معالجة أخطاء الاستراتيجية السابقة، التي تسببت في نقص الابتكار في بعض خطوط منتجاتها. 

تسعى الإدارة الجديدة إلى استعادة حصة نايكي في الأسواق العالمية، مع التركيز على التعاون مع تجار التجزئة الذين تأثرت علاقاتهم مع نايكي بسبب تركز الشركة على بيع المنتجات مباشرة من خلال متاجرها الخاصة.

مستقبل نايكي وتوقعات المحللين

المستثمرون على المدى الطويل يتوقعون أن عملية التحول داخل الشركة ستستغرق وقتًا طويلًا، ووفقًا لمحللي باركليز، من المرجح أن يظهر التحول الإيجابي في النصف الثاني من السنة المالية 2026. 

يبقى الأمر مشكوكًا في قدرة الإدارة على تحقيق هذا التحول في فترة زمنية قصيرة، خاصة في ظل الضغوط المستمرة على الإيرادات.

Picture background

تحديات التقييم السوقي

سجلت نايكي مقياسًا مرتفعًا لنسبة السعر إلى الأرباح (P/E) بمقدار 30.08 للأشهر الـ12 القادمة، مقارنةً بشركات مثل ديكرز وأديداس، التي سجلت نسبًا أقل بكثير، يعكس هذا التقييم المرتفع تحدياً آخر للشركة في ظل تراجع الأداء المالي وتوقعات المستثمرين السلبية.

الاستجابة من شركات الوساطة

خفضت العديد من شركات الوساطة توقعاتها السعرية لأسهم نايكي، حيث توقعت شركة تي دي كوين انخفاضًا قدره 10 دولارات لتصبح التوقعات عند مستوى 65 دولارًا للسهم، وهذا يعكس حالة من التشاؤم بين المحللين والمستثمرين تجاه قدرة نايكي على التعافي سريعًا.

ختامًا: تواجه نايكي أزمة كبيرة على مختلف الأصعدة، بدءًا من انخفاض الإيرادات وتراجع المبيعات في الأسواق الكبرى مثل الصين، وصولًا إلى تحديات استراتيجيتها الجديدة في استعادة حصتها السوقية. 

ويبدو أن الشركة ستكون بحاجة إلى عدة أرباع مالية لتصفية مخزونها القديم واستعادة ثقة المستثمرين والعملاء، مما يعكس تحديات كبيرة في المرحلة المقبلة.

Short Url

search