الجمعة، 21 مارس 2025

08:19 م

«تباين في أسواق الإمارات» دبي تتراجع وأبوظبي ترتفع وسط سيولة قوية

الجمعة، 21 مارس 2025 04:04 م

الأسهم الإماراتية

الأسهم الإماراتية

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

أغلقت أسواق الأسهم الإماراتية تعاملات جلسة نهاية الأسبوع على تباين واضح، حيث شهد مؤشر سوق دبي المالي انخفاضًا طفيفًا، بينما سجل مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتفاعًا طفيفًا. 

من الملفت أن السيولة في السوقين كانت قوية، حيث سجلت إجماليًا بلغ نحو 2.45 مليار درهم، مدعومة بتحديثات مؤشرات فوتسي راسل التي دخلت حيز التنفيذ في ختام الجلسة. 

يُظهر هذا الأداء تفاعل الأسواق الإماراتية مع التحولات المستمرة في الاقتصاد المحلي والعالمي، وكذلك تأثير التحديثات المؤشرّية التي تدعم حركة السيولة في الأسواق.

تراجع سوق دبي المالي… أداء سلبي رغم السيولة المرتفعة

أنهى سوق دبي المالي تعاملات يوم الجمعة بتراجع طفيف بلغ 0.61%، ليغلق عند مستوى 5099.8 نقطة، وكان واضحًا أن السوق تأثر بعوامل عدة، أبرزها تذبذب أسعار بعض الأسهم الكبرى في السوق. 

ورغم إن السيولة كانت قوية ووصلت إلى 933.4 مليون درهم، إلا أن هذا التراجع يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين الذين يواجهون ضغوطًا اقتصادية وتحولات في الأسواق المالية العالمية.

أداء الأسهم في سوق دبي… حركة مختلطة بين الصعود والهبوط

تباينت أداء الأسهم في سوق دبي المالي بين الارتفاع والانخفاض، حيث شهدت بعض الأسهم ارتفاعًا ملحوظًا بينما تعرضت أخرى للضغط الهبوطي. 

تصدر سهم "مجموعة ديبا" قائمة الأسهم المرتفعة في السوق بزيادة بلغت 11.1%، يليه سهم "دريك آند سكل" الذي سجل ارتفاعًا بلغ 4.1%. 

كما حقق سهم "بنك الإمارات دبي الوطني" زيادة بلغت 2.1%، وفي الجهة المقابلة، كانت أسهم "الخليج للملاحة القابضة" و"ريم للاستثمار" من بين الأسهم التي شهدت تراجعًا، حيث انخفضت أسهم الأولى بنسبة 9.8%، بينما تراجعت أسهم الثانية بنسبة 4.7%.

سوق أبوظبي.. ارتفاع طفيف رغم تباين الأسهم

سجل سوق أبوظبي للأوراق المالية ارتفاعًا طفيفًا بلغ 0.04%، ليغلق عند مستوى 9368.4 نقطة، على الرغم من ارتفاع السوق بشكل عام، فإن الارتفاع كان ضئيلًا، مما يشير إلى أن السوق يظل في مرحلة من التحفظ والترقب.

سجلت تداولات سوق أبوظبي إجماليًا بلغ 1.56 مليار درهم، وهي كمية كبيرة من السيولة التي ساعدت في تحقيق هذا الارتفاع الطفيف، مع استجابة السوق لتحركات المستثمرين بعد تحديثات مؤشرات فوتسي راسل.

Picture background

أداء الأسهم في سوق أبوظبي… ارتفاعات متفاوتة وتراجع لبعض الشركات

حملت الأسهم في سوق أبوظبي أداء مختلطًا أيضًا، حيث سجلت بعض الأسهم ارتفاعًا ملحوظًا، بينما انخفضت أخرى. جاء سهم "أميركانا للمطاعم" في مقدمة الأسهم الرابحة، حيث ارتفع بنسبة 4.4%. 

يليه سهم "شيمرا" الذي سجل زيادة بنسبة 3.7%، وعلى الجانب الآخر، كان سهم "حياة للتأمين" من بين الأسهم التي تراجعت، حيث هبط بنسبة 5.8%. 

كذلك، سجل سهم "ريسبونس بلس القابضة" تراجعًا قدره 5.6%، مما يبرز التباين في أداء الشركات المدرجة في سوق أبوظبي.

تأثير تحديثات مؤشرات فوتسي راسل على السيولة السوقية

تمثل التحديثات التي دخلت حيز التنفيذ في ختام الجلسة جزءًا كبيرًا من سبب السيولة المرتفعة في أسواق الأسهم الإماراتية. 

تساهم هذه التحديثات في تعديل تصنيفات الشركات، مما يزيد من تداولاتها ويحفز الاستثمارات من قبل صناديق المؤشرات. 

تأتي هذه التحديثات في وقت حساس من السنة المالية، حيث يسعى المستثمرون إلى استغلال أي فرصة لتعزيز عوائدهم في فترات التقلبات السوقية، ويبدو أن تحديث مؤشرات فوتسي راسل قد ساهم بشكل واضح في دفع السيولة نحو السوقين الإماراتيين.

دور السيولة في دعم التحركات السعرية

رغم التباين في الأداء العام للأسواق الإماراتية، لا يمكن تجاهل دور السيولة في تحفيز حركة السوق، وتشير السيولة المرتفعة إلى وجود نشاط ملحوظ من قبل المستثمرين، ما يسهم في زيادة التداولات وبالتالي رفع أو خفض الأسعار حسب الحوافز الاقتصادية والمالية. 

يُظهر ارتفاع السيولة في كلا السوقين أن الأسواق الإماراتية تشهد بعض التحسن في جذب الاستثمارات، لكن هذا لا يعني استقرارًا كاملًا في الأداء السوقي، بل يعكس حالة من التقلبات التي تصاحب عادةً الأسواق المالية في فترات التحولات الكبرى.

Picture background

التوقعات المستقبلية للأسواق الإماراتية

توقعات المستقبلية لأسواق الأسهم الإماراتية تتسم بالحذر في ظل التحديات الاقتصادية الحالية، يعكس التباين في أداء سوق دبي وسوق أبوظبي مؤشرات على أن الأسواق قد تشهد مزيدًا من التقلبات في المستقبل القريب.

وفي حين تزداد فرص التعافي بفضل السيولة المرتفعة، يظل من المهم أن يتابع المستثمرون التحولات الاقتصادية العالمية والمحلية التي قد تؤثر على تحركات الأسعار في السوقين. 

سيستمر دور مؤشرات فوتسي راسل في توفير فرص استثمارية جديدة، خاصة أن السوق الإماراتي يعكس تحسنًا طفيفًا في أوقات الأزمات العالمية.

ختامًا: تباين أداء أسواق الأسهم الإماراتية في جلسة نهاية الأسبوع يعكس واقعًا اقتصاديًا متقلبًا، حيث تبقى أسواق دبي وأبوظبي في مرحلة اختبار حقيقية وسط تحديات داخلية وخارجية. 

رغم ارتفاع السيولة، يبقى التفاوت بين الأسواق مؤشرًا على الحاجة إلى مزيد من الاستقرار في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية.

Short Url

search