السبت، 22 مارس 2025

03:44 ص

«غرامة 300 دولار» الجمارك الأمريكية تحذر من تهريب البيض من المكسيك

الجمعة، 21 مارس 2025 02:47 م

أزمة البيض في الولايات المتحدة

أزمة البيض في الولايات المتحدة

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

تواجه الولايات المتحدة في الآونة الأخيرة أزمة غير مسبوقة في سوق البيض، حيث ارتفعت الأسعار بشكل حاد وتفشى النقص بسبب تفشي إنفلونزا الطيور في البلاد. 

هذه الأزمة دفعت الكثير من الأميركيين للبحث عن مصادر بديلة للحصول على البيض، ومن أبرز هذه المصادر كانت المكسيك. 

لكن هذا التوجه عبر الحدود الجنوبية جاء مع مخاطر قانونية، حيث واجه المتسوقون في بعض الأحيان غرامات مالية بسبب انتهاك قوانين استيراد البيض.

Picture background

أزمة البيض في الولايات المتحدة

تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة في تأمين البيض بسبب أزمة تفشي إنفلونزا الطيور، ففي يناير 2025، تعرض نحو 19 مليون طائر للنفوق بسبب هذا الفيروس، مما أدى إلى نقص حاد في مخزون البيض. 

ومع ارتفاع أسعار البيض بنسبة 41% هذا العام، أصبحت رفوف البيض في المتاجر شبه فارغة، في حين لا يمكن للمستهلكين شراء الكميات التي يحتاجونها بسبب القيود المفروضة على المبيعات.

في بعض المطاعم التي تعتمد على البيض في قوائمها، مثل "وافل هاوس" و "ديني"، تم فرض رسوم إضافية على الأطباق التي تحتوي على البيض، فعلى سبيل المثال، تم إضافة 0.50 دولار أمريكي لكل بيضة على الأطباق الشهيرة لتغطية تكلفة الارتفاع الكبير في الأسعار.

الاتجاه نحو المكسيك للحصول على البيض

مع ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة، بدأ بعض الأميركيين في التوجه نحو المكسيك للحصول على البيض بسعر أرخص بكثير. 

في المكسيك، يمكن شراء كرتونة البيض التي تحتوي على 12 بيضة بحوالي 2 دولار أمريكي، بينما يصل سعر نفس الكمية في الولايات المتحدة إلى حوالي 10 دولارات في بعض المناطق مثل كاليفورنيا، وفقًا لوزارة الزراعة الأمريكية. 

هذا الفارق الكبير في الأسعار جعل المكسيك وجهة مفضلة للعديد من الأمريكيين الذين يحاولون التخفيف من آثار التضخم في أسعار البيض.

Picture background

غرامات الجمارك على البيض المستورد

رغم إن التجارة عبر الحدود تعد وسيلة لتلبية احتياجات البيض، فإن القوانين الأمريكية تفرض قيودًا صارمة على استيراد المواد الغذائية من الخارج، وخاصة المنتجات الطازجة مثل البيض. 

تُحظر الولايات المتحدة استيراد البيض النيء أو الطازج، وذلك بسبب المخاوف من نقل الأمراض، مثل إنفلونزا الطيور ومرض نيوكاسل، وهي أمراض يمكن أن تؤثر على صناعة الدواجن الأميركية.

تشير التقارير إلى زيادة كبيرة في عمليات ضبط البيض في موانئ الدخول الأميركية، فقد سجلت هيئة الجمارك وحماية الحدود زيادة بنسبة 48% في حالات اعتراض البيض في السنة المالية الحالية مقارنة بالعام الماضي. 

وفي مدينة سان دييغو على وجه الخصوص، بلغت الزيادة في حالات "اعتراض البيض" نسبة 158%، وهو ما يعكس تزايد محاولات استيراد البيض من المكسيك.

قوانين الجمارك والأضرار المترتبة على مخالفتها

تفرض الجمارك الأمريكية قوانين صارمة على استيراد البيض، ويجب على المسافرين التصريح عن أي منتجات زراعية بحوزتهم عند عبور الحدود. 

فعدم التصريح عن البيض يمكن أن يؤدي إلى غرامات مالية تصل إلى 300 دولار أميركي، بالإضافة إلى مصادرة البيض. 

في حالات المخالفات المتكررة، يمكن أن تصل الغرامات إلى 10,000 دولار، كما يتم تدمير البيض الذي يتم مصادرته عن طريق حرقه في محارق خاصة.

رغم إن معظم المسافرين لا يتعمدون التهرب من القوانين، إلا أن البعض قد يجهل المتطلبات القانونية المتعلقة بالمنتجات الزراعية. 

لذلك، ينصح خبراء الجمارك بإبلاغ المسؤولين في حال حمل أي مواد غذائية طازجة، إذ أن هذه الإجراءات تهدف إلى حماية القطاع الزراعي الأميركي من الأمراض المعدية.

الحلول والاتفاقيات الدولية للتعامل مع النقص

نظرًا للأزمة المستمرة في قطاع البيض، بدأت الولايات المتحدة في البحث عن حلول خارجية لسد الفجوة، فقد وافقت تركيا على تصدير 15 ألف طن من البيض إلى الولايات المتحدة حتى يوليو 2025. 

كما وافقت كوريا الجنوبية على بيع البيض للأميركيين، على الرغم من أن العملية معقدة بسبب قوانين الاستيراد التي تفرضها كل دولة. 

هذا التعاون بين الدول يعتبر خطوة مهمة في معالجة نقص البيض في السوق الأميركية، إلا أن العديد من القوانين واللوائح المتعلقة بالبيض في كل دولة تجعل الأمر معقدًا.

Picture background

تدابير الحكومة الأميركية في مواجهة الأزمة

تسعى الحكومة الأمريكية إلى إيجاد حلول قصيرة وطويلة المدى لمعالجة مشكلة نقص البيض وارتفاع الأسعار، أما وزارة الزراعة الأميركية، فتواصل العمل على تسهيل استيراد البيض من دول أخرى، بهدف خفض الأسعار وتوفير البيض للمستهلكين

ووفقًا لوزيرة الزراعة الأميركية، بروك رولينز، يتم بذل جهد كبير في هذا الاتجاه، لكن التحديات لا تزال قائمة.

تأثير التضخم على المستهلكين وسلوكيات الشراء

أدى التضخم الحاد في أسعار البيض إلى تغيرات في سلوكيات المستهلكين الأميركيين. العديد من الأسر أصبحوا يتحولون إلى بدائل أخرى للبيض، مثل البيض النباتي أو الأطعمة التي لا تتطلب البيض في تحضيرها.

كما شهدت بعض المتاجر نموا في مبيعات البيض البديل، حيث يزداد الطلب على المنتجات التي توفر حلولاً ميسورة التكلفة.

ختامًا: أزمة البيض في الولايات المتحدة تعد واحدة من أكبر القضايا الاقتصادية في العام الحالي، حيث تفشي إنفلونزا الطيور أدى إلى نقص حاد في المخزون وارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق. 

ومع التوجه نحو المكسيك للحصول على البيض بأسعار أرخص، تفرض الجمارك الأميركية قوانين صارمة على استيراد البيض من الخارج، مما يترتب عليه غرامات مالية للمخالفين. 

وفي الوقت نفسه، تسعى الحكومة الأمريكية لحل الأزمة من خلال الاستيراد من دول أخرى مثل تركيا وكوريا الجنوبية، بالإضافة إلى تشجيع السلوكيات الاستهلاكية البديلة.

Short Url

search