مؤشر السعادة 2025، فنلندا تحافظ على القمة وأفغانستان في أسفل القائمة

كشف تقرير السعادة العالمي لعام 2025، عن تصنيف 147 دولة بناءً على تقييمات الحياة الذاتية التي تم حساب متوسطها بين عامي 2022 و2024. وكما في الأعوام السابقة، واصلت الدول الإسكندنافية هيمنتها على المراكز الأولى، حيث احتلت فنلندا المركز الأول للعام الثامن على التوالي.

العوامل المؤثرة في السعادة

استند التقرير إلى دراسة أجرتها شبكة حلول التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة بالتعاون مع شركة جالوب الأمريكية للتحليلات، حيث تم تصنيف الدول وفقًا لعوامل مختلفة، منها: الناتج المحلي الإجمالي للفرد ، متوسط العمر الصحي المتوقع ، الدعم الاجتماعي “وجود شخص يمكن الاعتماد عليه” ، الشعور بالحرية ، الكرم ، إدراك مستوى الفساد.

ووفقًا لـجون كليفتون، الرئيس التنفيذي لجالوب، فإن السعادة لا تعتمد فقط على الثروة والنمو الاقتصادي، بل تشمل أيضًا الثقة، والتواصل الاجتماعي، والشعور بالدعم، وهي العوامل التي تعزز قوة المجتمعات والاقتصادات.

فنلندا: أسعد دولة في العالم

تواصل فنلندا تصدر قائمة الدول الأكثر سعادة عالميًا، حيث احتلت المركز الأول للعام الثامن على التوالي، ويرجع ذلك إلى مستوى الدعم الاجتماعي القوي، والاستقرار الاقتصادي، وارتفاع جودة الحياة، والشفافية في المؤسسات الحكومية. وقد حصل الفنلنديون على متوسط 7.736 من 10 عند تقييم حياتهم، مما يعكس رضاهم عن مستوى المعيشة والخدمات في بلادهم.

أكثر الدول العربية سعادة في 2025

احتلت الإمارات العربية المتحدة المركز 21 عالميًا، لتصبح الدولة العربية الأكثر سعادة، تليها الكويت في المركز 30 عالميًا، ثم السعودية في المركز 32 عالميًا. وجاءت سلطنة عمان في المركز 52 عالميًا، تليها البحرين في المركز 59 عالميًا. أما ليبيا فحلت في المركز 79 عالميًا، بينما جاءت الجزائر في المركز 84 عالميًا، والعراق في المركز 101 عالميًا. في المقابل، حصلت فلسطين على المركز 108 عالميًا، والمغرب في المركز 112 عالميًا، ثم تونس في المركز 113 عالميًا، بينما جاءت الصومال في المركز 122 عالميًا، والأردن في المركز 128 عالميًا. أما مصر فقد جاءت في المركز 135 عالميًا، تليها اليمن في المركز 140 عالميًا، ولبنان الذي جاء في المركز 145 عالميًا، وأخيرًا أفغانستان الذى جاء فى المركز 147 عالميا ليكون الأكثر تعاسة فى العالم.

الولايات المتحدة: أسوأ ترتيب في تاريخها

شهدت الولايات المتحدة تراجعًا في تصنيف السعادة العالمي، حيث احتلت المركز 24 عالميًا، وهو أسوأ ترتيب لها على الإطلاق منذ بدء التقرير. تعود أسباب هذا التراجع إلى تزايد الشعور بعدم الاستقرار الاقتصادي، وارتفاع معدلات القلق والتوتر، وتراجع الثقة المجتمعية. ويُذكر أن أمريكا كانت قد بلغت ذروتها في المركز 11 عام 2012، لكنها تراجعت بشكل مستمر في السنوات الأخيرة.

المكسيك وكوستاريكا: صعود لافت في التصنيف

حققت كل من المكسيك وكوستاريكا إنجازًا غير مسبوق بدخولهما قائمة أكثر 10 دول سعادة في العالم لأول مرة، حيث جاءت كوستاريكا في المركز 6 عالميًا، بينما احتلت المكسيك المركز 10 عالميًا. يعزو الخبراء هذه القفزة إلى ارتفاع مستويات التفاعل الاجتماعي، والترابط الأسري، والشعور العام بالرضا عن الحياة، حيث كشفت الدراسة أن حجم الأسرة من 4 إلى 5 أفراد يسهم في زيادة السعادة في هذه الدول.

أفغانستان: الدولة الأكثر تعاسة في العالم

تذيلت أفغانستان القائمة بحصولها على المركز 147 عالميًا، لتكون أتعس دولة في العالم للعام الثاني على التوالي. يعزو التقرير هذا التصنيف إلى تدهور الوضع الاقتصادي، وانعدام الأمن، وانخفاض حقوق النساء، وتراجع الحريات العامة، حيث أفادت النساء الأفغانيات بأن حياتهن أصبحت أكثر صعوبة من أي وقت مضى.

لبنان: الأكثر تعاسة عربيًا

جاء لبنان في المركز 145 عالميًا، ليكون الأقل سعادة بين الدول العربية، والثالث عالميًا من حيث التعاسة بعد أفغانستان وسيراليون. يعود هذا الترتيب إلى الأزمات الاقتصادية المتلاحقة، والانهيار المالي، والتدهور المستمر في الخدمات العامة، وفقدان الثقة في الحكومة، مما أدى إلى ارتفاع معدلات القلق وعدم الرضا بين اللبنانيين.

لماذا تتفوق الدول الأوروبية في السعادة؟

هيمنت الدول الأوروبية على المراكز العشرين الأولى، ويرجع ذلك إلى ارتفاع معدلات الثقة والتعاون الاجتماعي. وأوضح الباحثون أن عوامل مثل مشاركة الطعام مع الآخرين، والدعم الاجتماعي، وحجم الأسرة تلعب دورًا مهمًا في تحقيق مستويات عالية من السعادة. على سبيل المثال، في المكسيك وأوروبا، يُنبئ حجم الأسرة المكون من 4 إلى 5 أفراد بأعلى مستويات السعادة.

فى النهاية ، يؤكد تقرير السعادة العالمي أن السعادة لا تعتمد فقط على الاقتصاد، بل تتأثر أيضًا بالثقة والتفاعل الاجتماعي والشعور بالدعم. وبينما تستمر الدول الإسكندنافية في الهيمنة على القمة، تشهد بعض الدول العربية تحسنًا في التصنيف، مثل الإمارات والكويت والسعودية، في حين لا تزال دول أخرى تعاني من تدني معدلات السعادة، مثل لبنان واليمن ومصر.