"مؤشر الأداء الصناعي التنافسي CIP"، بوابة الدول نحو الريادة الاقتصادي

الإثنين، 17 مارس 2025 12:10 م

القطاع الصناعي

ميرنا البكري

أصدرت منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية UNIDO لـ 153 دولة، “مؤشر الأداء الصناعي التنافسي CIB”، ويهدف إلى تقييم القدرة التنافسية الصناعية لاقتصادات الدول، وهو يتكون من ثلاثة محاور رئيسية، وهي: القدرة على إنتاج وتصدير السلع الصناعية، التعميق التكنولوجي والتحديث، التأثير العالمي.

ومن خلال قياس هذه المحاور يمكن تقييم الميزة التنافسية للصناعات، توضيح ونقاط القوة والضعف في الصناعات الوطنية، مما يقدم معلومات دقيقة ومدروسة لصناع القرارات.

القدرة على إنتاج وتصدير السلع الصناعية

يمكن من خلال هذا المؤشر إجراء مقارنات للإنتاج الصناعي بين الدول المختلفة، بغض النظر عن حجم الإنتاج الموجه للاستهلاك المحلي أو الخارجي، ويشمل مؤشرين هما: متوسط نصيب الفرد من القيمة المضافة الصناعية، ومتوسط نصيب الفرد من الصادرات الصناعية.

ويعكس هذا المؤشر مرحلة التنمية التي يمر بها اقتصاد أي دولة. في ظل الاندماج العالمي، من الضروري أن تكون القدرة الإنتاجية للدولة مدعومة بالقدرة على تصدير السلع الصناعية. بمعنى آخر، المنتجات الصناعية التي لم تتمكن من المنافسة في سلاسل الإمداد العالمية، ستواجه قيودًا من حيث الطلب المحلي والعالمي.

التعميق التكنولوجي والتحديث

يقيس هذا المؤشر مدى تعقيد عمليات الإنتاج، كما يركز على أنواع السلع التي ينتجها قطاع الصناعة، فإذا كانت السلع المنتجة أكثر كثافة في استخدام التكنولوجيا، كلما أدى ذلك إلى زيادة قيمة الناتج المحلي الإجمالي.

لذلك من الضروري التحول من الأنشطة ذات التكنولوجيا المنخفضة وكثيفة العمالة، إلى أنشطة عالية التقنية ومتوسطة العمالة.

التأثير في الأسواق العالمية

يركز مؤشر CIP على مكانة الدول في السوق العالمي، ويتم ذلك من خلال هذا المحور الذي يتكون من مؤشر النصيب النسبي للقيمة المضافة الصناعية للدولة في القيمة المضافة الصناعية للعالم، ومؤشر النصيب النسبي للدولة في تجارة السلع الصناعية العالمية.

كلما ارتفعت نسبة مساهمة الدولة، كلما زاد توجه الاستثمارات الأجنبية بها، وبالتالي تعظيم الاستفادة من التكتلات والإتفاقيات التجارية.

أهمية مؤشر الأداء الصناعي التنافسي CIP

يتم استخدام هذا المؤشر للتعرف على مدى مساهمة القطاع الصناعي للدولة في تحقيق التنمية الاقتصادية، ودرجة نجاح الصناعات في إنتاج وبيع المنتجات محليًا وخارجيًا، ومدى مساهمة القطاع الصناعي في إحداث التغيير الهيكلي.

ختامًا

يتضح أن مؤشر الأداء الصناعي التنافسي أداة مهمة لقياس قدرة الدول على تطوير قطاعها الصناعي وتعزيز قدرتها التنافسية عالميًا. فهو يعكس كفاءة القطاع الصناعي، ومدى مساهمته في الأسواق الدولية، وقدرته على الابتكار والإنتاج المستدام.

وبالنظر إلى التحولات الاقتصادية والتكنولوجية المتسارعة، يصبح تحسين الأداء الصناعي لابد منه لدعم النمو الاقتصادي وتعزيز مكانة الدول في سلاسل القيمة العالمية.

لذا، فإن الاستثمار في التكنولوجيا، والبحث والتطوير، والسياسات الصناعية الفعالة، يُعتبر مفتاحًا لتحقيق تقدم مستدام في المؤشر وتعزيز القدرة التنافسية للدول.

Short Url

أخبار متعلقة