«غاز المغرب يغري المستثمرين» إدراج مرتقب لشركات بريطانية في البورصة
الأحد، 16 مارس 2025 12:37 م

شركة ساوند إنرجي
تحليل/ عبد الرحمن عيسى
تسعى شركتان بريطانيتان تعملان في مجال استكشاف وإنتاج الغاز الطبيعي في المغرب إلى إدراج أسهمهما في بورصة الدار البيضاء، وسط توقعات بأن يشهد قطاع الغاز في المغرب نموًا ملحوظًا خلال السنوات القادمة.
تتعلق هذه الشركتين بشركة "ساوند إنرجي" (Sound Energy) وشركة "بريداتور أويل أند غاز" (Predator Oil & Gas)، اللتين تعملان على مشروعات واعدة في مجال الغاز الطبيعي في المملكة.
رغم إدراجهما في بورصة لندن، تدرس الشركتان الآن خيارات الإدراج في السوق المغربي في ظل ضعف الحماية التي توفرها البورصات الكبرى وتحديات السيولة.
في هذا السياق، يستعرض هذا التحليل العوامل المحفزة والمخاطر المرتبطة بهذا الخيار، بالإضافة إلى تأثيرات هذا التحول على قطاع الغاز في المغرب.

أسباب التفكير في الإدراج في بورصة المغرب
يعود التفكير في خيار الإدراج في بورصة الدار البيضاء إلى عدة عوامل أساسية، أبرزها ضعف الحماية التي توفرها بورصة لندن للشركات المتوسطة والصغيرة، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الأصول وصعوبات السيولة التي تواجهها هذه الشركات في الأسواق العالمية.
ومن المعروف أن السوق البريطانية شهدت في الآونة الأخيرة انسحاب عدد كبير من الشركات، مما يعكس صعوبة الحصول على التقييم المناسب وضغوط السوق التي تؤثر على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم.
في هذا السياق، يعتبر الإدراج في بورصة المغرب خيارًا جذابًا بالنسبة للشركات التي تسعى لتوسيع حضورها في أسواق جديدة، خاصة مع التطور الكبير الذي تشهده البورصة المغربية منذ العام الماضي.
الزخم الحالي في بورصة المغرب
منذ العام الماضي، شهدت بورصة الدار البيضاء نشاطًا ملحوظًا، حيث سجل مؤشر "مازي" مستويات قياسية، مما يعكس اهتمام المستثمرين المتزايد في السوق المغربية.
تدعم هذه الزيادة في النشاط الاقتصادي والتجاري في البلاد توجهات الحكومة المغربية لزيادة عدد الشركات المدرجة في السوق لتصل إلى أكثر من 300 شركة بحلول عام 2035.
ولتحقيق هذا الهدف، تسعى الحكومة أيضًا إلى طرح شركات حكومية في السوق لدعم القطاع الخاص وتحفيز الاقتصاد المحلي.

إدراج شركة “ساوند إنرجي”
تدرس شركة "ساوند إنرجي" البريطانية إمكانية إدراج أسهمها في بورصة الدار البيضاء مع اقترابها من إنتاج الغاز الطبيعي المسال لأول مرة في تاريخ المملكة.
وتشير المعلومات المتوفرة إلى أن قرار الإدراج قد يتم في نهاية العام الجاري أو بداية العام المقبل، وهو يتزامن مع بدء إنتاج الغاز الطبيعي المسال من حقل "تندرارا" في الشرق المغربي.
هذا الحدث يمثل خطوة هامة في تطوير قطاع الغاز في المغرب، حيث يُعدُّ هذا الإنتاج أول إنتاج من نوعه في المملكة.
وفي هذا السياق، أكد جراهام ليون، الرئيس التنفيذي لشركة "ساوند إنرجي"، أن الشركة تفكر جديًا في خيار الإدراج في بورصة المغرب.
بينما لم يتم اتخاذ القرار النهائي بعد، فإن الشركة تتطلع إلى تسخير الفرص المتاحة في السوق المغربي للاستفادة من تطور قطاع الغاز في المملكة.
وتعتبر هذه الخطوة خطوة استراتيجية يمكن أن تساهم في زيادة رأس المال الذي تحتاجه الشركة لتنفيذ مشروعاتها المستقبلية.
إدراج شركة “بريداتور أويل أند غاز”
من جانب آخر، تخطط شركة "بريداتور أويل أند غاز" البريطانية للتوسع في منطقة "جرسيف" شمال شرق المغرب، حيث تشرع في حفر آبار جديدة ضمن ترخيصها في هذه المنطقة.
تهدف الشركة إلى إنتاج 400 مليون قدم مكعب يوميًا من الغاز الطبيعي، ومن المتوقع أن يسهم هذا الإنتاج في تقوية موقف الشركة وزيادة فرصها في السوق المغربي.
وتبحث شركة "بريداتور" حاليًا عن مصادر لتمويل استثماراتها المستقبلية، وتسعى لتوقيع اتفاقيات مع مشترين محليين للغاز الذي ستنتجه.
كما تشير هذه الخطط إلى إمكانات كبيرة لنمو الشركة في السوق المغربي، مما يعزز من فرص إدراجها في بورصة الدار البيضاء، حيث يمكنها جذب المستثمرين المحليين والدوليين في ظل النمو المستمر لقطاع الطاقة في المملكة.

الآفاق المستقبلية للغاز في المغرب
يُعتبر قطاع الغاز الطبيعي في المغرب من القطاعات الاستراتيجية التي تحظى بأهمية كبيرة في خطط التنمية الوطنية. على الرغم من أن إنتاج المغرب من الغاز الطبيعي لا يتجاوز 100 مليون متر مكعب سنويًا، فإن المملكة تسعى لتوسيع بنيتها التحتية وزيادة حجم الإنتاج المحلي لتقليل الاعتماد على استيراد الغاز من الخارج.
هذا التوجه يواكب استراتيجية المملكة لتنويع مصادر الطاقة، حيث من المتوقع أن تشهد السنوات المقبلة زيادة في مشاريع الغاز الطبيعي المسال، مما يعزز من دور الشركات العاملة في هذا القطاع.
من ناحية أخرى، فإن المغرب يخطط لإطلاق مناقصة ضخمة للاستثمار في بنية تحتية لاستيراد الغاز الطبيعي، حيث تُقدّر الاستثمارات المتوقعة بحوالي 6 مليارات دولار.
كما إن هذه المشاريع ستسهم في تعزيز دور الغاز الطبيعي كمصدر طاقة انتقالي، وتكملة للجهود المبذولة في تعزيز الطاقة النظيفة.
التحديات والمخاطر
رغم الفرص الواعدة التي توفرها السوق المغربية، فإن هناك عدة تحديات ومخاطر قد تواجه الشركات البريطانية في حال قررت الإدراج في بورصة الدار البيضاء.
من أبرز هذه المخاطر هو عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في بعض مناطق المنطقة، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالإجراءات البيروقراطية والتنظيمية التي قد تواجهها الشركات الأجنبية عند دخول السوق المغربي.
كما إن التحديات المتعلقة بالتمويل والاستثمار قد تؤثر على قدرة الشركات على تحقيق أهدافها المستقبلية في هذه السوق.
ختامًا: إن قرار إدراج شركات الغاز البريطانية في بورصة المغرب يُعد خطوة استراتيجية قد تؤتي ثمارها في حال تم التوفيق بين العوامل الاقتصادية والسياسية التي تؤثر في السوق المغربية.
ومن خلال إدراج هذه الشركات في السوق المغربي، يمكن لهذه الشركات أن تستفيد من الفرص الكبيرة التي يقدمها هذا السوق الناشئ في قطاع الغاز الطبيعي.
كما سيسهم هذا الإدراج في تعزيز مكانة بورصة الدار البيضاء كوجهة استثمارية مرموقة في منطقة شمال أفريقيا، ويؤكد على الدور المتزايد للمغرب كمركز رئيسي في صناعة الطاقة في المنطقة.
Short Url
الصناعات الإبداعية في عصر الذكاء الاصطناعي، بين الفرص والتحديات
16 مارس 2025 04:38 م
من الركود إلى الازدهار، هل تنجح خطة الصين في تحويل دفة الاقتصاد؟
16 مارس 2025 03:43 م
«2% تضخم» السعودية تنجح في كبح جماح الأسعار في فبراير رغم التحديات
16 مارس 2025 02:51 م


أكثر الكلمات انتشاراً