الأحد، 16 مارس 2025

06:14 م

«أحلام مُحطمة» هل يواجه جيل «زد» الأميركي مستقبلًا اقتصاديًا أسوأ من أسلافه؟

الأحد، 16 مارس 2025 10:24 ص

جيل زد

جيل زد

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

تشير التقارير الأخيرة إلى أن جيل "زد"، المولود بعد عام 1995، في الولايات المتحدة يواجه تحديات اقتصادية هامة، أبرزها ضعف المدخرات وعدم وجود احتياطي مالي يكفي لتغطية نفقات شهر واحد. 

يُعتبر هذا الأمر دلالة على هشاشة الوضع المالي لهذا الجيل، مما يثير القلق بشأن قدرتهم على التكيف مع الأزمات الاقتصادية أو الركود المستقبلي. 

في هذا التحليل، سنسلط الضوء على أسباب ضعف المدخرات لدى جيل "زد"، وآثار ذلك على سلوكهم الاستهلاكي، وأثره المحتمل على الاقتصاد الأمريكي.

الإنفاق مقابل المدخرات

أحد أهم الجوانب التي تكشف عن الوضع المالي لجيل "زد" هو نمط إنفاقهم، ووفقًا للتحليل الذي أجراه معهد "بنك أوف أميركا"، يظهر أن أفراد هذا الجيل يميلون إلى إنفاق ضعف ما يملكونه من مدخرات في المتوسط. 

ففي فبراير من هذا العام، كانت نسبة الإنفاق لديهم مرتفعة بشكل ملحوظ مقارنة بالأجيال الأخرى، حيث ارتفعت هذه النسبة بشكل مستمر في السنتين الأخيرتين.

هذا النمط من الإنفاق يعكس الواقع الاقتصادي لأفراد الجيل "زد"، الذين يعانون من أجور أقل مقارنة بالأجيال الأكبر، بالإضافة إلى ذلك، يتجه هؤلاء الأفراد إلى تخصيص جزء كبير من دخولهم لتغطية النفقات الضرورية مثل الإيجار والمرافق، وهي التكاليف التي ارتفعت بشكل كبير في السنوات الأخيرة. 

على الرغم من هذه النفقات الأساسية، يظهر أنهم يواصلون إنفاق مبالغ إضافية على الفئات التقديرية مثل السفر والترفيه، مما يعكس تفضيلات استهلاكية أعلى.

التحديات الاقتصادية وتأثير التضخم

يلعب التضخم المستمر وارتفاع تكاليف المعيشة دورًا رئيسيًا في خلق هذا الوضع المالي المتأزم لدى جيل “زد”، فقد شهدت الأسر الأمريكية خلال السنوات الماضية زيادة كبيرة في تكاليف المعيشة، مما أثر بشكل سلبي على قدرتهم على الادخار. 

علاوةً على ذلك، أدى ارتفاع أسعار الفائدة وتكاليف الاقتراض إلى تقليص فرص الاستثمار وادخار المال.

ورغم الزيادات في الأجور التي حققها أفراد الجيل "زد" مقارنة بالأجيال الأكبر سنًا، إلا أن هذه الزيادة لم تكن كافية لمواجهة التضخم المرتفع، وهو ما يبرز بشكل جلي التحديات التي يواجهها هذا الجيل في الحفاظ على استقرار مالي طويل الأمد.

ضعف الثقة الاقتصادية

إلى جانب الضغوط المالية المباشرة، يعاني جيل "زد" من انخفاض حاد في الثقة في الاقتصاد الأمريكي، ووفقًا لتقرير صادر عن جامعة ميشيغان، تراجعت توقعات الأسر الأمريكية بشأن أوضاعها المالية خلال العام المقبل إلى أدنى مستوى لها على الإطلاق.

هذه المخاوف الاقتصادية تجعل الأفراد أكثر حذرًا في قراراتهم الاستهلاكية، مما قد يؤثر على استهلاكهم في المستقبل، وهو ما يشكل تهديدًا لنمو الاقتصاد الأمريكي.

تدهور سوق العمل وأثره على الشباب

من أبرز ما يميز الوضع المالي لجيل "زد" هو تدهور سوق العمل بالنسبة لهم، وشهدت نسبة الأسر من هذا الجيل التي تتلقى إعانات البطالة ارتفاعًا بنسبة تقارب الثلث خلال العام الماضي، وهو ما يعتبر المعدل الأعلى مقارنة بأي جيل آخر. 

إضافة إلى ذلك، يواجه أفراد الجيل "زد" مشاكل تتعلق بالبطالة المقنعة، حيث يعمل العديد منهم في وظائف ذات أجر منخفض أو غير مستقرة.

تُعد هذه التطورات مؤشرًا خطيرًا على مستقبل هذا الجيل في سوق العمل، حيث قد يواجهون صعوبة في بناء مسارات مهنية مستقرة، هذا الوضع قد يؤدي إلى تأخير تطورهم المالي والمهني، مما يعزز من التحديات التي سيواجهونها في المستقبل.

ختامًا: إن ضعف المدخرات لدى جيل "زد" في الولايات المتحدة يعكس واقعًا اقتصاديًا معقدًا، حيث يتعامل هؤلاء الأفراد مع ضغوط مالية تتراوح بين انخفاض الأجور وارتفاع تكاليف المعيشة. 

ورغم الزيادات في الأجور، فإن هذه الزيادات لم تكن كافية لمواكبة التضخم المتزايد. إضافة إلى ذلك، تشير البيانات إلى تدهور سوق العمل بشكل خاص بالنسبة لهذا الجيل، مما يزيد من التحديات التي سيواجهها في المستقبل.

إذا استمر الوضع الاقتصادي في هذا الاتجاه، فإن جيل "زد" قد يواجه مستقبلًا اقتصاديًا غير مستقر، مما يتطلب استراتيجيات دعم مالي وتدابير اقتصادية لتخفيف هذه الضغوط.

Short Url

showcase
showcase
search