«شق الثعبان» أهم مدينة لصناعة الرخام في العالم.. شاهدة على مسلسل فهد البطل

مسلسل "فهد البطل" بطولة الفنان أحمد العوضي، الذي تدور أحداثه في قلب منطقة شق الثعبان، أحد أبرز مراكز تصنيع الرخام في العالم، وفي هذا العمل، يجسد العوضي شخصية "فهد"، صنايعي رخام يعمل في أحد المصانع بالمنطقة، وذلك بعد هروبه من عائلته في الصعيد بسبب تعرضه للظلم.

منطقة شق الثعبان، التي تقع في قلب العاصمة المصرية القاهرة، تعد واحدة من أبرز مناطق تصنيع الرخام في العالم، حيث تمتاز بتاريخ طويل في هذا المجال وتعتبر من القلاع الصناعية التي أمدّت العديد من الدول بالرخام والجرانيت المصري. 

تلك المنطقة التي لطالما كانت مسرحًا لصناعات متنوعة، تعرضت خلال عقود طويلة للإهمال والتهميش، ولكنها سرعان ما أصبحت نقطة محورية في صناعة الرخام العالمية، رغم التحديات التي مرت بها، لنتعرف على تلك المنطقة التي تدور حولها قصة مسلسل “فهد البطل”

شق الثعبان من الإهمال إلى النمو

تقع منطقة شق الثعبان في شرق طريق الأتوستراد بمدينة المعادي، وتحتضن العديد من المحاجر والمصانع التي تصنع وتصدر الرخام والجرانيت. تبلغ مساحة المنطقة نحو 1608 أفدنة، وهي تتكون من ثلاثة مناطق رئيسية: كوتسيكا، بدر الليثي، وشق الثعبان، التي تضم ما يقارب 1858 مصنعًا وورشة. 

وتعتبر هذه المنطقة موطنًا لما يقارب 45 ألف عامل يعملون في مصانع ومعامل تصنيع الرخام، بالإضافة إلى العمالة غير المباشرة التي تقدر بعدد مماثل.

يعدّ الرخام المصري مصدرًا رئيسيًا في العديد من دول العالم، حيث يتم تصدير منتجات شق الثعبان إلى نحو 118 دولة حول العالم. لكن المنطقة لم تكن دائمًا على هذا النحو من التميز. 

في البداية، كانت منطقة شق الثعبان تعاني من تدهور كبير، حيث لم يكن هناك أي تخطيط أو مرافق تدعم هذه الصناعة، بل كانت تسودها العشوائية التي لم تكن تتواكب مع متطلبات العصر الحديث. 

لكن في السنوات الأخيرة، بدأت المنطقة في التحول إلى مركز عالمي لتصنيع الرخام والجرانيت بفضل الدعم الكبير من الدولة.

تحولات شق الثعبان

في الثمانينات، بدأت مصانع الرخام والجرانيت في المنطقة تنمو بشكل عشوائي وبدون أي إشراف حكومي أو تراخيص صناعية، وهو ما أثر على جودة العمل والإنتاج في تلك الفترة. 

إلا أن الاهتمام الحكومي المتزايد بالمنطقة خلال السنوات الماضية كان له دور بارز في تحسين الوضع، حيث قررت الحكومة وضع خطة شاملة لتطوير شق الثعبان.

أصدرت الحكومة توجيهات واضحة لتنمية المنطقة وحل مشاكلها، من بينها تطوير البنية التحتية، وتحسين أوضاع العمال، وتنظيم الصناعة، وهو ما كان له أثر إيجابي على استقرار الوضع الاقتصادي للمنطقة. 

قامت محافظة القاهرة بالتعاون مع بعض الهيئات الحكومية بتنفيذ مشروعات لتحسين الطرق وتوفير الخدمات الأساسية، وهو ما ساهم في تحويل المنطقة إلى واحدة من أكثر مناطق صناعة الرخام تطورًا في العالم.

الارتفاع الكبير في الإنتاج والتصدير

يُذكر أن محاجر شق الثعبان تُعتبر مركزًا رئيسيًا في استخراج وتوريد الرخام من مناطق مختلفة في مصر، مثل أسوان والمنيا والعين السخنة والجلالة، كما يتم استخراج الكتل الكبيرة من الصخور والجرانيت، ثم تُنقل إلى المصانع، حيث يتم تشكيلها وصقلها لتصبح جاهزة للاستخدام في المشاريع العالمية.

ويشهد قطاع الرخام والجرانيت في شق الثعبان نموًا كبيرًا، حيث تواصل المنطقة تزويد السوق المحلي والدولي بكميات ضخمة من الرخام، مما يعزز من قدرة مصر على التنافس في أسواق الرخام العالمية. 

وتحقيقًا لهذه الأهداف، تعمل المنطقة بشكل متواصل على رفع كفاءة الإنتاج، وتوسيع عملياتها بما يتماشى مع أحدث التطورات التكنولوجية في الصناعة.

مستقبل صناعة الرخام في شق الثعبان

في إطار التطوير المستمر للمنطقة، تسعى الحكومة المصرية إلى استكمال الجهود الرامية إلى تحويل منطقة شق الثعبان إلى واحدة من أكبر مراكز تصنيع الرخام والجرانيت في العالم، ويُتوقع أن يشهد القطاع مزيدًا من النمو، خصوصًا في ظل تزايد الطلب العالمي على منتجات الرخام المصري.

ويحظى مشروع تطوير شق الثعبان بدعم كبير من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وجه بتوجيهات حكومية لدعم صناعة الرخام والجرانيت في المنطقة، مما سيساهم في تحسين أوضاع العمالة وزيادة الإنتاج المحلي والصادرات.

ختامًا: منطقة شق الثعبان، والتي تدور فيها أحداث مسلسل “فهد البطل” بطولة أحمد العوضي، لا تمثل فقط ركيزة أساسية لصناعة الرخام في مصر، بل تعتبر أيضًا نموذجًا حيًا للتحول من العشوائية إلى التخطيط المدروس والتنمية المستدامة.

وبفضل جهود الحكومة المصرية، استطاعت المنطقة أن تخرج من دائرة الإهمال إلى قمة الريادة في صناعة الرخام عالميًا، لتستمر في تزويد أسواق العالم بأفضل أنواع الرخام المصري.