10 مليارات يورو ، مجموعة «ليغو» تحقق أداءً قياسيًا في عام 2024

تمكنت مجموعة "ليغو" الدنماركية، أكبر شركة لصناعة الألعاب في العالم، من تحقيق أداء مالي قياسي في عام 2024، رغم حالة الركود التي يشهدها قطاع الألعاب عالميًا، فقد سجلت الشركة زيادة بنسبة 13% في حجم مبيعاتها، ليصل إلى ما يقارب 10 مليارات يورو، بينما ارتفع صافي الأرباح بنسبة 5% ليبلغ 1.8 مليار يورو، ويعود هذا النجاح إلى قدرتها على استقطاب شرائح متنوعة من المستهلكين، إلى جانب استراتيجياتها التوسعية وشراكاتها المتميزة.

نمو قياسي رغم الركود 

في وقت شهد فيه سوق الألعاب العالمية ركودًا، تمكنت "ليغو" من تحقيق نمو استثنائي في مبيعاتها المباشرة للمستهلكين بنسبة 12%، متفوقةً بشكل ملحوظ على أداء السوق الذي شهد انكماشًا بنسبة 1%.

وعلّق الرئيس التنفيذي للمجموعة، نيلز كريستيانسن، على هذا النجاح قائلًا: "في سوق شهدت نموًا ضئيلًا أو حتى جمودًا على مدى السنوات الخمس الأخيرة، استطعنا تحقيق نمو بنسبة 12% إلى 14% سنويًا، وهو أمر استثنائي."

منتجات وشراكات ناجحة 

حققت "ليغو" هذا النمو عبر إطلاق 840 منتجًا جديدًا في عام 2024، ما يمثل 46% من مجموع منتجاتها، كما استفادت من امتيازات ناجحة مثل "ليغو حرب النجوم" و"ليغو هاري بوتر"، إلى جانب شراكات مع شركات ألعاب الفيديو مثل "فورتنايت" ومؤسسات رياضية مثل "الفورمولا واحد".

ويوضح كريستيانسن أن نجاح "ليغو" يعود إلى حرصها على مواكبة اهتمامات مختلف الفئات العمرية، قائلًا:
“نريد أن تبقى ألعابنا مناسبة للأطفال والكبار على حد سواء، ولهذا نسعى للانخراط في المجالات التي تثير اهتمامهم، سواء كانت الرياضة أو ألعاب الفيديو.”

توسع في الأسواق العالمية

تمكنت "ليغو" من تعزيز وجودها في الأسواق الغربية، حيث شهدت زيادة في الطلب على منتجاتها في أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وأوروبا والشرق الأوسط. وعلى الرغم من استثماراتها الضخمة في الصين خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الأداء هناك كان أقل من المتوقع.

وقال كريستيانسن: "في الولايات المتحدة، حصلنا على المزيد من مساحة الرفوف في المتاجر، ولدينا مستهلكون أكثر حماسًا لمنتجات ليغو. لذا، يمكننا أن نتحمل قضاء بضع سنوات لإعادة الصين إلى مسار النمو."

تحديات ورسوم جمركية 

مع تزايد التحديات الاقتصادية والجيوسياسية، بما في ذلك مخاوف الرسوم الجمركية، تبقى "ليغو" واثقة من قدرتها على تجاوز العقبات، ورغم عدم وجود رسوم جمركية في الوقت الحالي، أكدت الشركة أنها ستجد حلولًا مناسبة في حال فرضها.

وأشار كريستيانسن إلى أن التركيز الأساسي للشركة يظل منصبًا على الحفاظ على زخم النمو، مؤكدًا:
“الأهم بالنسبة لنا هو زيادة حصتنا في السوق، وهذا أكثر أهمية بكثير من مسألة الرسوم الجمركية.”

تعزيز الإنتاج والتصنبع 

تواصل "ليغو" تعزيز قدراتها الإنتاجية، حيث تمتلك مصنعًا في المكسيك مخصصًا لتلبية احتياجات السوق الأمريكية، وتعمل حاليًا على بناء مصنع جديد في الولايات المتحدة من المقرر أن يبدأ العمل به بحلول عام 2027.

استدامة والتزام البيئي

في إطار جهودها للحفاظ على البيئة، أعلنت "ليغو" أن نصف المواد التي تستخدمها في صناعة مكعباتها تأتي من مصادر مستدامة، وقد زادت استثماراتها في هذا المجال بنسبة 68% مقارنة بعام 2023، على الرغم من أنها لم تكشف عن القيمة المالية لهذه الاستثمارات.

وأكدت الشركة التزامها بمواصلة البحث عن بدائل صديقة للبيئة، مشددة على أن هدفها هو تحقيق توازن بين جودة المنتجات والاستدامة البيئية.

رغم التحديات التي تواجه صناعة الألعاب، نجحت "ليغو" في تحقيق أداء مالي متميز خلال عام 2024، بفضل تنوع منتجاتها، واستراتيجياتها التوسعية، وتحالفاتها القوية مع العلامات التجارية الرائدة. ومع استمرارها في الابتكار والتوسع، تبدو الشركة مستعدة للحفاظ على زخم نموها خلال السنوات القادمة، وسط مشهد اقتصادي متغير.