أسعار النفط ترتفع مع خفض أمريكا لتوقعات فائض المعروض العالمي

واصلت أسعار النفط تحقيق المكاسب بعد أن خفضت الولايات المتحدة توقعاتها لفائض المعروض العالمي، في خطوة تتماشى مع تقديرات جهات رقابية أخرى، مثل وكالة الطاقة الدولية، وجاء هذا الارتفاع في ظل تراجع التوقعات بشأن الإمدادات من دول مثل إيران ، إلى جانب استمرار التوترات الجيوسياسية التي تؤثر على أسواق النفط العالمية،وفقا لما نشرته الشرق بلومبرج.   

ارتفاع خام "برنت" و"غرب تكساس"

سجل خام "برنت" ارتفاعًا ليصل إلى نحو 70 دولارًا للبرميل، بعد مكاسب محدودة خلال تعاملات أمس اليوم، بينما اقترب خام "غرب تكساس الوسيط" من 67 دولارًا للبرميل، وجاء هذا الصعود بعد أن خفضت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية توقعاتها لفائض المعروض خلال عام 2026 إلى النصف، ما عزز من ثقة المستثمرين في السوق.

تأثير المخزونات الأمريكية على الأسعار

على الرغم من ارتفاع أسعار النفط، شهدت الولايات المتحدة زيادة في المخزونات التجارية، حيث أفاد "معهد البترول الأميركي" بأن المخزونات ارتفعت بمقدار 4.2 مليون برميل خلال الأسبوع الماضي. ومع ذلك، شهد مركز التخزين في كوشينغ بولاية أوكلاهوما انخفاضًا كبيرًا في المخزون، وهو ما قد يكون أول انخفاض عند نقطة التسليم لخام "غرب تكساس الوسيط" منذ خمسة أسابيع، في انتظار تأكيد البيانات الرسمية اليوم الأربعاء.

عوامل الضغط على الأسواق

ورغم المكاسب الحالية، فإن الأسواق لا تزال تواجه ضغوطًا بسبب السياسات الاقتصادية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، والتي تهدد بتمديد فترة انخفاض الأصول الخطرة، وكما أثرت حالة عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية على حركة العقود الآجلة، خصوصا مع استمرار منظمة "أوبك+" في زيادة الإنتاج، في وقت يعاني فيه الطلب الصيني من بعض الضعف.

التوترات الجيوسياسية وتأثيرها على النفط

تظل العوامل الجيوسياسية عنصرًا أساسيًا في تحركات أسعار النفط، حيث وافقت أوكرانيا على اقتراح أميركي لوقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا مع روسيا، مما يثير احتمال تهدئة مؤقتة للحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات. وفي المقابل، أعلن الحوثيون في اليمن، المدعومون من إيران، عن استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية لأول مرة منذ نحو شهرين، ما قد يزيد من المخاطر في سوق الطاقة العالمية.

في ظل هذه التطورات، تبقى أسعار النفط تحت تأثير عوامل متشابكة، تتراوح بين تقلبات المعروض، والمخاوف الجيوسياسية، والتغيرات في سياسات الطاقة العالمية، ويبقى السؤال مفتوحًا حول مدى استمرارية هذا الارتفاع، خصوصا مع استمرار حالة عدم اليقين بشأن الطلب العالمي والتطورات السياسية.