الثلاثاء، 11 مارس 2025

12:07 ص

الحبوب الأمريكية في خطر، إقبال على الذهب وتراجع النفط في أسواق السلع العالمية

الإثنين، 10 مارس 2025 09:18 م

النفط الأميركي

النفط الأميركي

تحليل/كريم قنديل

يشهد الأسبوع الحالي تحولات كبيرة في أسواق السلع العالمية، حيث تتجه الأنظار نحو النفط الذي يواجه ضغوطًا كبيرة مع زيادة الإنتاج، بينما يواصل الذهب جذب المستثمرين وسط تقلبات الأسواق، وفي الوقت ذاته، تتزايد المخاوف بشأن مستقبل الحبوب الأميركية، وتستمر المنافسة في قطاع الطاقة الشمسية.

إنتاج النفط.. الهيمنة الأميركية تحت الاختبار

وضحت بيانات صادرة عن وزارة الطاقة الأميركية ومنصة بلومبرغ، تواصل الولايات المتحدة تصدرها قائمة منتجي النفط عالميًا، حيث تحقق مستويات إنتاج غير مسبوقة، متجاوزة أي دولة أخرى في التاريخ، لكن هذه الهيمنة تواجه تحديات كبيرة، خاصة مع قرار تحالف "أوبك+" بزيادة الإنتاج اعتبارًا من الشهر المقبل، مما أدى إلى تراجع الأسعار إلى أقل من 70 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى خلال العام الحالي.

في ظل هذه الظروف، تقل حوافز شركات الحفر الأميركية لزيادة إنتاج النفط الصخري، مما قد يؤدي إلى استقرار الإنتاج عند المستويات الحالية، بدلاً من التوسع في عمليات التنقيب.

رهانات النفط.. ثقة المستثمرين تتراجع

كشفت بيانات صادرة عن بلومبرغ، تعرض سوق النفط الخام لواحدة من أدنى مستويات ثقة المستثمرين في التاريخ الحديث، فقد قلص مديرو الأموال مراكز الشراء في خام غرب تكساس الوسيط إلى 172,576 عقدًا، وهو مستوى يقترب من أدنى المستويات منذ عام 2010، وفقًا لبيانات لجنة تداول السلع المستقبلية الأميركية.

كما شهدت العقود الآجلة لخام برنت أكبر تراجع منذ يوليو الماضي، حيث جرى تقليص المراكز الشرائية بمقدار 41,583 عقدًا، ويعود هذا التراجع إلى مجموعة من العوامل، أبرزها الحروب التجارية، والزيادة غير المتوقعة في إمدادات "أوبك+"، مما خلق بيئة غير مستقرة للمستثمرين.

أسواق الحبوب.. عدم اليقين يهدد الصادرات الأميركية

كشفت بيانات صادرة عن وزارة الزراعة الأمريكية، مراقبة التجار عن كثب لتطورات التجارة الأميركية، حيث تواجه 11 مليون طن من الحبوب مصيرًا غير مؤكد بسبب تصاعد التوترات التجارية مع المكسيك وكندا والصين.

وتكشف بيانات وزارة الزراعة الأميركية أن المكسيك، التي تعد أكبر مستورد للذرة الأميركية، قد تلغي جزءًا من شحناتها المتعاقد عليها والبالغة 7.6 مليون طن. كما تمتلك الصين مبيعات معلقة تصل إلى 1.4 مليون طن من فول الصويا، في حين أن كندا لديها كميات صغيرة من الحبوب غير المشحونة.

الذهب.. سباق الهيمنة في سوق المعدن النفيس

يواصل قطاع تعدين الذهب تسجيل تحولات كبيرة، حيث عززت شركة "نيومونت" مكانتها كأكبر منتج عالمي بفضل استحواذها على "نيوكرست ماينينغ" خلال عام 2023، مما منحها ميزة تنافسية في السوق.

في المقابل، شهدت "باريك غولد" انخفاضًا في إنتاجها بسبب عقبات تشغيلية، ما جعل الفارق بينها وبين "أغنيكو إيغل ماينز" ينحسر بشكل كبير. وإذا استمر الإغلاق في مجمع مناجم "باريك" في مالي، فقد تتمكن "أغنيكو إيغل" من تجاوزها في التصنيف العالمي.

الطاقة الشمسية.. انخفاض حاد في الأسعار

بيّن بلومبرغ إن إي إف، قطاع الطاقة النظيفة، وتراجع أسعار ألواح الطاقة الشمسية إلى 40% فقط من قيمتها في نهاية عام 2022، وهو انخفاض ملحوظ يتوقع أن يستمر خارج الأسواق التي تفرض رسومًا جمركية مرتفعة، وفقًا لتقديرات "بلومبرغ إن إي إف".

ورغم أن الألواح الشمسية تشكل جزءًا صغيرًا من التكلفة الإجمالية للأنظمة الشمسية، فإن تحسين كفاءتها يسهم في خفض التكلفة الكلية لمشروعات الطاقة المتجددة، ومن المتوقع أن تكون التكاليف الإجمالية لمشروعات الطاقة الشمسية أقل بنسبة 27% بحلول عام 2035 مقارنة بعام 2024، مما يعزز من جاذبية الطاقة الشمسية كمصدر مستدام للطاقة.

الألواح الشمسية

بينما تتجه الأسواق العالمية نحو تقلبات جديدة، يبرز النفط كمصدر رئيسي للجدل مع استمرار تراجع الثقة لدى المستثمرين، في المقابل، يبقى الذهب ملاذًا آمنًا، مع احتدام المنافسة بين كبرى شركات التعدين، أما في قطاع الزراعة، فإن الغموض المحيط بالتجارة قد ينعكس سلبًا على صادرات الحبوب الأميركية، في حين تستمر الابتكارات في الطاقة الشمسية في دفع تكاليفها نحو الانخفاض.

تبقى هذه التحولات محط اهتمام الأسواق والمستثمرين، حيث تتحدد اتجاهاتها وفقًا للمتغيرات الاقتصادية والسياسية المستمرة.

Short Url

search