هل تعيد اكتشافات الغاز الجديدة في الكينج مريوط تشكيل مستقبل الاقتصاد المصري؟

السبت، 08 مارس 2025 01:50 م

الغاز الطبيعي

تواصل مصر جهودها لتعزيز قطاع الطاقة من خلال الاستكشاف والبحث المستمر، في هذا السياق، يسلط موقع "إيجي إن" الضوء على أبرز الاكتشافات في منطقة الكينج مريوط، التي تلبي احتياجات البلاد من الغاز الطبيعي.

وأعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، خلال مؤتمر صحفي الأسبوع الماضي، عن اكتشاف جديد في منطقة الكينج مريوط وهو حقل "الفيوم 5".

النتائج الأولية للبئر الاستكشافي “الفيوم 5”

وفقًا لبيان وزارة البترول، أظهرت النتائج الأولية للبئر الاستكشافي "الفيوم 5" في منطقة شمال الإسكندرية، غرب البحر المتوسط، والذي يقع على عمق 346 مترًا، باستخدام جهاز الحفر "فالاريس دي إس - 12"، وجود طبقة حاملة للغاز، وتجري حاليًا عمليات تسجيل كهربائية ستستمر في الأيام المقبلة.

ويُعتبر هذا البئر الاكتشاف الثاني لشركة BP في المنطقة الغربية بعد بئر "كينج 2"، والثالث في هذه المنطقة بعد بئر "إكسون". ستعمل الشركة على ربط هذه الآبار للإنتاج في أقرب وقت ممكن كجزء من مشروع متكامل مع منطقة "كينج" الواعدة، نظرًا لقربها من تسهيلات الإنتاج الغربية، ومن المتوقع أن تسهم إنتاجية هذه الآبار في توفير حوالي مليار دولار من الفاتورة الاستيرادية سنويًا بعد بدء الإنتاج.

نجاح شركة بي بي في استكشاف بئر "الكينج 2" في منطقة كينج مريوط

وفي وقت لاحقًا، أعلنت شركة بي بي البريطانية نجاح عمليات استكشاف الحفر في بئر "الكينج 2" الواقع في امتياز شمال كينج مريوط البحرية، وهو ما كشف عنه رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي في مؤتمر صحفي.

منطقة واعدة للإنتاج

وتُعتبر منطقة كينج مريوط، التي تمتد على مساحة تُقدّر بنحو 2200 كيلومتر مربع، واحدة من أهم مناطق الامتياز في البحر المتوسط، تتميز المنطقة بعمق مياه يتراوح بين 500 إلى 2000 متر، مما يجعلها من بين أكثر المواقع الواعدة في مجال اكتشافات الطاقة.

ويحتوي الاكتشاف الجديد على مزيج من النفط والغاز، ما يعزز القيمة الاقتصادية لهذه المنطقة ويزيد من أهميتها في قطاع الطاقة.

التزام الحكومة المصرية

وتتجلى أهمية اكتشاف كينج مريوط في التزام الحكومة المصرية بتسديد مستحقات الشركات الأجنبية، مما يمكّنها من استئناف أنشطتها الاستكشافية وزيادة استثماراتها، ويعكس هذا الالتزام قدرة البلاد على جذب الاستثمارات الأجنبية وتحقيق شراكات مربحة في مجال النفط والغاز.

تلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة

ومن المتوقع أن يعزز هذا الاكتشاف قدرة مصر على تلبية احتياجاتها المتزايدة من الطاقة، خاصة في ظل ارتفاع الطلب المحلي على الغاز الطبيعي والنفط، يرى العديد من الخبراء أن اكتشاف النفط والغاز في شمال كينج مريوط يمثل فرصة كبيرة لزيادة إنتاج مصر من الطاقة، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد.

تعزيز القدرات الاستكشافية في منطقة كينج مريوط

ويساعد التوسع في عمليات التنقيب والاكتشافات النفطية في منطقة كينج مريوط بتلبية الاحتياجات المحلية المتزايدة، خصوصًا في قطاعات الكهرباء والصناعة، وتُعتبر هذه المنطقة واحدة من المواقع المهمة التي قد تعزز مكانة مصر في سوق الطاقة العالمية، مما يساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

مصر كمركز رئيسي لتصدير الطاقة

ومع تزايد الاهتمام الاستثماري في منطقة شمال كينج مريوط، يزداد التفاؤل بأن تصبح مصر مركزًا رئيسيًا لتصدير الطاقة في منطقة البحر المتوسط، ويُتوقع أن يسهم هذا التطور في تعزيز الروابط الاقتصادية بين مصر والدول الأوروبية والآسيوية، مما يعزز القدرة التنافسية لمصر في السوق العالمية.

دور السفينة “فالاريس دي إس-12”

وتواصل سفينة الحفر "فالاريس دي إس-12" (VALARIS DS-12) أداء دور كبير في الاستكشافات البحرية بمنطقة شمال كينج مريوط، تعتبر السفينة، التي دخلت حيز الخدمة في 2013، من بين الأكثر تطورًا في عمليات الحفر في المياه العميقة.

وفي يناير 2025، بدأت السفينة حفر بئر استكشافية جديدة في المنطقة، مستهدفةً تحديد احتياطيات الغاز الطبيعي في طبقة الميوسين السفلى.

وفي العام الماضي، حفرت السفينة بئرين في حقل ريفين للغاز، بهدف زيادة الإنتاج المحلي لتلبية احتياجات السوق المتزايدة.

مواصفات السفينة “فالاريس دي إس-12”

التصميم: DSME 12000 Double Hull DP Drillship.
الطول الكلي: 238 مترًا (780 قدمًا).
العرض: 42.04 مترًا.
عمق المياه التشغيلي: قادرة على العمل في أعماق تصل إلى 7500 قدم، مع أقصى عمق يصل إلى 12 ألف قدم.
قدرة الحفر: يمكنها الحفر حتى عمق 40 ألف قدم.
العلم: جزر مارشال.

استثمارات شركة بي بي في شمال كينج مريوط

وتسعى شركة بي بي، التي فازت بحقوق التنقيب في منطقة شمال كينج مريوط في عام 2022، إلى تعزيز وجودها في هذه المنطقة الواعدة، وقد جرت الموافقة على التعاقد مع الشركة لتوسيع أعمال الاستكشاف والإنتاج، وذلك بعد صدور قانون رقم 155 لعام 2023، الذي يتيح لوزارة البترول والثروة المعدنية التعاون مع الشركات العالمية لاستكشاف الغاز والنفط.

وتُعكس استثمارات شركة بي بي في منطقة شمال كينج مريوط استراتيجيتها الطموحة لتعزيز وجودها في منطقة دلتا النيل البحرية، ومن المتوقع أن تُسهم هذه الاستثمارات في تطوير الاكتشافات الغازية المستقبلية، حيث تملك الشركة البريطانية حقوق التنقيب بنسبة 100% في المنطقة.

Short Url

أخبار متعلقة