16.5% من رأس المال الاستثماري العالمي يُوجه للعلوم الصحية في 2024

شهد قطاع العلوم الصحية تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبح واحدًا من أكثر القطاعات جذبًا للاستثمارات العالمية، ويعود ذلك إلى التقدم المستمر في التكنولوجيا الطبية، وزيادة الحاجة إلى حلول مبتكرة في مجالات العلاج والرعاية الصحية. وفي عام 2024، استمر هذا التوجه، حيث أظهرت البيانات أن الاستثمارات في العلوم الصحية، بما في ذلك الرعاية الصحية والعلوم الحيوية، استحوذت على نسبة كبيرة من إجمالي رأس المال الاستثماري العالمي، وفقا لتقرير مركز المعلومات بمجلس الوزراء نقلا عن شركة بيتش بوك.

ارتفاع حصة العلوم الصحية في الاستثمار العالمي

كشفت أحدث البيانات عن استمرار نمو الاستثمارات في قطاع العلوم الصحية عالميًا، حيث بلغت حصة صفقات الرعاية الصحية من إجمالي رأس المال الاستثماري العالمي 16.5% خلال عام 2024، يعكس هذا الرقم مدى اهتمام المستثمرين بهذا القطاع الحيوي، الذي يواصل لعب دور رئيسي في تطوير الابتكارات الطبية والتكنولوجية، ما يعزز من جودة الرعاية الصحية ويوفر حلولًا فعالة لمختلف التحديات الطبية.

العلوم الحيوية تجذب استثمارات كبرى

من بين القطاعات الفرعية ضمن العلوم الصحية، حققت العلوم الحيوية مكانة بارزة في الاستثمارات، حيث بلغ إجمالي عدد صناديق رأس المال الاستثماري المتخصصة في هذا المجال 22 صندوقًا، بإجمالي استثمارات وصلت إلى 11.7 مليار دولار. ويمثل هذا الرقم مؤشرًا واضحًا على الثقة الكبيرة التي يوليها المستثمرون لمجالات التكنولوجيا الحيوية والبحث الطبي، حيث يتم توجيه الاستثمارات نحو تطوير أدوية جديدة، وتحسين تقنيات التشخيص والعلاج، مما يسهم في تحقيق تقدم كبير في المجال الصحي.

الاستثمار في شركات الرعاية الصحية

إلى جانب الاهتمام بالعلوم الحيوية، يركز المستثمرون أيضًا على تمويل الشركات العاملة في مجال الرعاية الصحية، فقد بلغ إجمالي عدد صناديق الاستثمار في شركات الأسهم الخاصة المتخصصة في هذا المجال 13 صندوقًا، باستثمارات إجمالية بلغت 10.7 مليارات دولار، يعكس هذا التوجه رغبة المستثمرين في تحسين البنية التحتية للرعاية الصحية، وتوسيع نطاق الخدمات الطبية، مما يساعد على تلبية الطلب المتزايد على خدمات الرعاية الصحية في مختلف أنحاء العالم.

النمو في الربع الثالث والربع الثاني من 2024

شهد الربع الثالث من عام 2024 استثمارات قوية في العلوم الحيوية، حيث بلغت حصتها 5.6% من إجمالي رأس المال الاستثماري خلال تلك الفترة. أما في الربع الثاني، فكانت نسبة صفقات العلوم الحيوية من إجمالي استثمارات الرعاية الصحية 34.2%، مما يعكس استدامة الاستثمارات في هذا المجال عبر فترات العام، فهذه الأرقام توضح أن قطاع العلوم الصحية لم يكن مجرد وجهة استثمارية مؤقتة، بل أصبح ركيزة أساسية في استراتيجيات المستثمرين الباحثين عن فرص واعدة في السوق العالمي.

في النهاية، تعكس هذه الأرقام التوجهات الاستثمارية المتزايدة نحو العلوم الصحية، سواء من خلال تمويل الأبحاث الحيوية أو دعم الشركات العاملة في القطاع، كما تؤكد البيانات أن الابتكار في المجال الصحي أصبح أولوية عالمية، مما يفتح المجال لمزيد من التطوير في التكنولوجيا الطبية وتحسين الخدمات الصحية، ومن المتوقع أن تستمر هذه الاستثمارات في النمو خلال السنوات المقبلة، مع تزايد الحاجة إلى حلول طبية مبتكرة لمواجهة التحديات الصحية العالمية.