الفيوم-5، اكتشاف حقل غاز جديد في الإسكندرية باحتياطيات واعدة

أعلنت شركة بي بي البريطانية عن نجاح عمليات الحفر في بئر «الفيوم-5» الاستكشافي، الواقع في منطقة امتياز شمال الإسكندرية البحرية، ضمن مشروع غرب دلتا النيل.

ويأتي هذا الاكتشاف ليعزز جهود الاستكشاف والإنتاج في قطاع الغاز الطبيعي بمصر، ويساهم في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الطاقة.

تفاصيل الاكتشاف ونتائج الحفر

بدأت أعمال الحفر في بئر «الفيوم-5» بتاريخ 14 فبراير 2025، باستخدام الحفار «فالاريس DS-12».

وأسفرت العمليات عن اكتشاف 4 خزانات غازية محتملة تعود للعصر الميسيني، على عمق يبلغ نحو 2860 متراً، بإجمالي سماكة رملية تصل إلى 50 متراً.
 

أهمية الاكتشاف وربطه بالبنية التحتية

يُعد «الفيوم-5» ثاني اكتشاف لشركة بي بي في المنطقة، بعد اكتشاف بئر الغاز «الكينج-2» في امتياز شمال كينج مريوط البحرية، ومن المخطط ربط هذا الاكتشاف بالتسهيلات البرية التابعة لمشروع غرب دلتا النيل، مما سيساهم في تسريع عمليات الإنتاج والاستفادة من البنية التحتية القائمة.

من جانبه أكد نادر زكي، الرئيس الإقليمي لشركة بي بي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، أن هذا الاكتشاف يعكس التزام الشركة المتواصل بالاستثمار في قطاع الطاقة المصري، مشيراً إلى دور بي بي كشريك استراتيجي لمصر في تلبية الطلب المحلي المتزايد على الغاز الطبيعي.

كما أوضح وائل شاهين، نائب الرئيس الإقليمي لشركة بي بي مصر، أن قرب الاكتشاف من البنية التحتية القائمة في غرب دلتا النيل سيمكن من تسريع عمليات الإنتاج في المستقبل القريب، مما يعزز كفاءة استغلال الموارد المكتشفة.

مشروع غرب دلتا النيل ودوره 

يعد مشروع غرب دلتا النيل من أهم مشروعات الغاز في مصر، حيث يضم عدة حقول بحرية ضمن امتيازات شمال الإسكندرية وغرب المتوسط ، ويُشار إلى أن حقل «ريفين» هو المرحلة الأخيرة من المشروع، وتمتلك شركة بي بي 82.75% من المشروع، بينما تمتلك هاربور إنيرجي 17.25%.

يمثل اكتشاف بئر «الفيوم-5» إضافة نوعية لقطاع الغاز الطبيعي في مصر، ويؤكد استمرار جهود شركة بي بي في دعم البنية التحتية للطاقة، كما يعزز المشروع قدرة مصر على تلبية احتياجاتها من الغاز الطبيعي، ويدعم استراتيجيتها في تطوير مواردها الطبيعية لتحقيق الأمن الطاقي.

تفاصيل الاكتشاف في البحر المتوسط

وكان الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء، قد أعلن يوم الأربعاء الماضي، عن الاكتشاف الجديد الذي يحتوي على احتياطيات كبيرة من الزيت والغاز، مؤكدًا أن هذا الاكتشاف يعكس المؤشرات الإيجابية لنشاط البحث والاستكشاف في مصر.

وأوضح مدبولي، خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي للحكومي، أن عمليات البحث والتنقيب في البحر المتوسط أسفرت عن اكتشاف بئر نفطي جديد يحمل اسم "الفيوم 5"، وذلك ضمن منطقة حقل كينج مريوط (شمال مصر).

 وأكد أن البيانات الأولية تشير إلى احتياطيات واعدة من الموارد الطبيعية، ما يعزز فرص تعزيز إنتاج مصر من النفط والغاز.

مدبولي: اكتشاف إيجابي يعكس التحرك الصحيح للقطاع

وصف رئيس الوزراء الاكتشاف بأنه "إيجابي ومطمئن"، مشيرًا إلى أنه يعكس التحرك الصحيح في قطاع البترول والغاز الطبيعي، مع توقعات بظهور آثار التعافي السريع بحلول نهاية 2025 ومطلع 2026. 

وأكد أن هذه الاكتشافات تتزامن مع جهود الحكومة لسداد مستحقات شركات البترول الأجنبية، ما يعزز ثقة المستثمرين الأجانب في السوق المصرية.

كينج مريوط.. أحد أكبر الاكتشافات في البحر المتوسط

وكان مدبولي قد أعلن في فبراير الماضي عن اكتشاف حقل كينج مريوط في البحر المتوسط، باحتياطيات تتراوح بين 3 و4 تريليونات قدم مكعب من الغاز الطبيعي، وهو ما يمثل أحد أكبر الاكتشافات في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

وفي إطار تعزيز عمليات البحث، بدأت شركة "بي بي" البريطانية في يناير الماضي حفر بئرين استكشافيين في منطقتي امتياز كينج مريوط والفيوم بغرب الدلتا، باستثمارات تبلغ 160 مليون دولار.

تعافي قطاع البترول وزيادة الإنتاج

أكد مدبولي أن قطاع البترول والغاز الطبيعي يشهد تعافيًا ملحوظًا بعد فترة من التراجع الحاد في الإنتاج، ما دفع الحكومة إلى استئناف استيراد الغاز لأول مرة منذ 2018.

وأشار إلى أن سداد مستحقات الشركاء الأجانب، إلى جانب اعتماد الحكومة سياسات تحفيزية، أسهم في تشجيع الشركات على حفر آبار جديدة وزيادة الإنتاج المحلي.

وأوضح أن النصف الثاني من العام الماضي شهد حفر 105 آبار، منها 10 آبار غاز طبيعي، ما ساهم في زيادة إنتاج الزيت الخام بمقدار 64 ألف برميل يوميًا، وإنتاج الغاز الطبيعي بـ271 مليون قدم مكعب يوميًا.

وأضاف أن هذه الطفرة في الإنتاج أسهمت في توفير 1.5 مليار دولار كانت مخصصة للاستيراد خلال 6 أشهر، مؤكدًا أن مصر تقترب من استئناف تصدير الغاز للأسواق الخارجية.

مزايدة جديدة لجذب الاستثمارات في قطاع البترول

في سياق متصل، أعلنت وزارة البترول المصرية، يوم الاثنين الماضي، عن طرح مزايدة جديدة للبحث عن النفط والغاز، تشمل 7 حقول غير منماة في البحر المتوسط، بالإضافة إلى 6 مناطق استكشافية في خليج السويس والصحراء الغربية.

وتهدف هذه المزايدة إلى جذب استثمارات جديدة في مجالات البحث والاستكشاف والإنتاج، في إطار خطة الحكومة لتعزيز إنتاج الغاز الطبيعي، خاصة بعد التحديات التي واجهتها مصر نتيجة انخفاض الإنتاج بنسبة تتراوح بين 20% و25% خلال العامين الماضيين بسبب تقلبات سعر الصرف وتأثيرها على عمليات الاستيراد والتصدير.