الخميس، 06 مارس 2025

11:50 ص

«مفتاح الطاقة العالمي» أرامكو السعودية تتصدر الأرباح في ظل تقلبات السوق

الأربعاء، 05 مارس 2025 07:00 م

أرامكو السعودية

أرامكو السعودية

تحليل/ عبد الرحمن عيسى

تعتبر شركة أرامكو السعودية واحدة من أضخم شركات الطاقة والكيميائيات في العالم، فهي لا تقتصر على كونها أكبر شركة في مجالها فحسب، بل إنها تمتاز بنجاحاتها المستمرة على صعيد الإيرادات والأرباح مقارنة بالشركات الكبرى في قطاع النفط.

في العام 2024، حافظت أرامكو على مكانتها المتميزة في الأسواق العالمية رغم التحديات التي فرضتها تذبذبات أسعار النفط وتغيرات العرض والطلب على الطاقة.

يعرض هذا التحليل أداء شركة أرامكو خلال عام 2024، مع التركيز على الإيرادات والأرباح والعوامل المؤثرة فيها، مقارنة بأداء الشركات الكبرى الأخرى في نفس القطاع.

أعمال أرامكو التشغيلية حول العالم

الأداء المالي لشركة أرامكو السعودية

حققت شركة أرامكو السعودية في عام 2024 أداءً متميزًا على الرغم من انخفاض إيراداتها بنسبة طفيفة، حيث بلغت إيراداتها 436.6 مليار دولار.

هذا التراجع الطفيف الذي لم يتجاوز 1% يعكس قدرة الشركة على الحفاظ على استقرارها المالي مقارنة بشركات النفط الكبرى الأخرى التي سجلت تراجعات أكبر.

بينما كانت شركة أرامكو هي الأقل تراجعًا من بين جميع شركات النفط الكبرى، فإن باقي الشركات مثل إكسون موبيل وشيفرون شهدت تراجعًا في إيراداتها بلغ 1.4% و1.8% على التوالي، وفي المقابل، تراجعت إيرادات شركات أخرى أكثر من 10% في ذات الفترة.

الإيرادات والأرباح لشركات الطاقة الكبرى في العالم

مقارنةً بمجموع شركات النفط الكبرى الست، حققت أرامكو السعودية نصيبًا كبيرًا من إجمالي الإيرادات والأرباح، فقد تراجعت الإيرادات مجتمعة للشركات الست الكبرى بنسبة 4.6%، لتصل إلى نحو 1.64 تريليون ريال، فيما مثلت إيرادات أرامكو حوالي 27% من هذا المجموع.

بهذا الشكل، تظل أرامكو تتصدر السوق العالمي من حيث الإيرادات رغم التحديات الراهنة التي يواجهها قطاع الطاقة.

توزعت شركات النفط الكبرى الأخرى التي تقاسمت السوق مع أرامكو بين إكسون موبيل وشيفرون من الولايات المتحدة، وتوتال الفرنسية، و"شل" البريطانية الهولندية، و"بي بي" البريطانية.

هذه الشركات تعرضت جميعًا لتراجعات متفاوتة في إيراداتها، مما يبرز التفوق المستمر لأرامكو على مستوى الأداء المالي في ظل أوقات اقتصادية صعبة.

تأثير تراجع أسعار النفط على الإيرادات

عكست إيرادات أرامكو في 2024 تراجعًا طفيفًا بسبب عدة عوامل رئيسية أبرزها انخفاض أسعار النفط الخام، كما تراجعت أسعار النفط بشكل كبير في الفترة التي سبقت عام 2024، مما أدى إلى تأثير مباشر على الإيرادات الناتجة من بيع النفط.

بالإضافة إلى ذلك، فقد شهدت الكميات المباعة انخفاضًا نسبيًا بسبب التباطؤ في نمو الطلب العالمي، خاصة في الأسواق الرئيسية مثل الصين.

عوامل أخرى ساهمت في تراجع الإيرادات تشمل انخفاض أسعار المنتجات المكررة والكيميائية، وهي عناصر تشكل جزءًا أساسيًا من سلة منتجات أرامكو.

ومع ذلك، أظهرت الشركة قدرة لافتة على التكيف مع هذه التغيرات السلبية، حيث ارتفعت الكميات المباعة من المنتجات المكررة والكيميائية، مما ساعد على تقليل آثار التراجع في الإيرادات.

الأرباح الصافية لشركة أرامكو

أما على صعيد الأرباح، فقد شهدت شركة أرامكو تراجعًا في صافي أرباحها بنسبة 12.4% مقارنةً بعام 2023، ورغم هذا التراجع، تبقى أرامكو في المركز الثاني من حيث حجم الأرباح على مستوى شركات النفط الكبرى، بعد إكسون موبيل.

وصل صافي ربح أرامكو إلى 106.2 مليار دولار، وهو ما يمثل حصة كبيرة تصل إلى 56% من إجمالي أرباح الشركات الست الكبرى في القطاع.

من جهة أخرى، يتضح أن أرامكو قد نجحت في المحافظة على مكانتها القوية من خلال تكاليف التشغيل المنخفضة نسبياً، والتي ساعدت على تقليل تأثير التراجع في الإيرادات.

كما إن انخفاض الضرائب والزكاة ساهم في تقليل العبء المالي على الشركة، مما ساعد على دعم أرباحها في هذه الفترة.

العوامل المؤثرة في أرباح أرامكو

تتمثل أبرز العوامل التي أدت إلى تراجع الأرباح في انخفاض الإيرادات المرتبطة بانخفاض أسعار النفط الخام وكذلك أسعار المنتجات المكررة والكيميائية.

بالإضافة إلى ذلك، ساهمت الزيادة في تكاليف التشغيل في التأثير على صافي الأرباح، ويمكن تفسير ذلك جزئيًا بسبب ارتفاع تكلفة المواد الخام، وكذلك زيادة النفقات العامة التي تتعلق بتطوير المشاريع الكبرى في قطاع النفط والطاقة.

من جهة أخرى، عانت أرامكو من تراجع في دخل التمويل ودخل المبيعات الأخرى التي تعتمد عليها الشركة في دعم أرباحها، فهذه التحديات المالية تؤثر بشكل مباشر على القدرة التنافسية للشركة في الأسواق العالمية، لكنها لم تضعف مكانتها بشكل جوهري.

وفي المقابل، كان لانخفاض الضرائب والرسوم على الشركات أثر إيجابي في تقليل الضغط المالي، مما مكن الشركة من الحفاظ على نسبة أرباح محترمة.

مقارنة بين أرامكو والشركات الأخرى

عند مقارنة أداء أرامكو مع الشركات الكبرى الأخرى في مجال الطاقة، يمكن ملاحظة تفوقها المستمر على العديد من هذه الشركات في مجالات الإيرادات والأرباح.

فبينما تعاني شركات مثل إكسون موبيل وشيفرون من تراجع حاد في إيراداتها، تظل أرامكو تشهد تراجعًا طفيفًا يعكس استراتيجياتها الناجحة في مواجهة التحديات.

كما إن قدرتها على التكيف مع انخفاض أسعار النفط والتغيرات الاقتصادية تجعلها أكثر استقراراً مقارنة بالعديد من شركات النفط الكبرى.

الاستنتاجات والتوقعات المستقبلية

يظل أداء شركة أرامكو في عام 2024 مثالًا على قدرتها الكبيرة على التكيف مع التقلبات الاقتصادية، مما يضمن لها موقع الريادة في أسواق الطاقة العالمية.

ومع استمرار التحديات المرتبطة بتقلبات أسعار النفط، يتوقع أن تواصل الشركة استراتيجياتها في تنويع مصادر الدخل وزيادة استثماراتها في مشاريع الطاقة المتجددة والتقنيات الحديثة.

ومن خلال التركيز على الابتكار والتوسع في مجالات جديدة، فإن أرامكو قادرة على تحقيق التوازن بين تقلبات السوق والاستثمار في مستقبل أكثر استدامة.

ومع استمرار التوجه العالمي نحو تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، سيظل التوجه نحو الطاقة المتجددة جزءًا من استراتيجية أرامكو لتعزيز موقعها في المستقبل.

 

ختامًا: شركة أرامكو تظل واحدة من الشركات الأكثر تأثرًا بتقلبات أسواق النفط، ولكنها تواصل تحقيق نتائج مالية استثنائية من خلال إدارتها الفعالة وممارساتها الاستراتيجية الحكيمة.

ورغم التحديات التي يواجهها القطاع، فإنها تظل تواصل التفوق على الشركات المنافسة وتثبت قدرتها على الاستمرار في مواجهة الصعوبات مع تحقيق أرباح مستدامة.

Short Url

showcase
showcase
search