السبت، 01 مارس 2025

04:00 م

مع احتمالية توقف الدعم الأمريكي.. هل تصبح أوروبا "الراعي الوحيد" لأوكرانيا؟

السبت، 01 مارس 2025 12:40 م

أوكرانيا

أوكرانيا

على مدى السنوات الثلاث الماضية من الحرب، قدمت الدول المانحة تدفقًا منخفضًا ولكنّه مستمر من الدعم لأوكرانيا، بقيمة حوالي 80 مليار يورو سنويًا، وكان المانحون الأوروبيون المصدر الرئيسي للمساعدات لأوكرانيا منذ عام 2022م، وخاصة عندما يتعلق الأمر بالمساعدات المالية والإنسانية. 

 

المساعدات العسكرية لأوكرانيا

وجاءت المساعدات العسكرية لأوكرانيا في الغالب، من ترسانات موجودة لدى الدول المانحة، لكنها فرغت بمرور الوقت، واليوم تتكون الغالبية العظمى من المساعدات العسكرية، من أسلحة تم إنتاجها حديثًا من صناعات الدفاع الغربية - مع دور صغير، ولكنه متزايد لمبادرات شراء الأسلحة المتعددة الأطراف، وهذه هي نتائج آخر تحديث لـ "متتبع دعم أوكرانيا"، والذي يتتبع المساعدات حتى ديسمبر 2024.

تخصيص ما يقرب من 267 مليار يورو من المساعدات لأوكرانيا 

ويصادف الـ24 من فبراير 2025م، الذكرى الثالثة للغزو الروسي لأوكرانيا، وإذا نظرنا إلى الوراء، يتبين لنا أن الدول المانحة الغربية، قدمت تدفقًا مستمرًا من المساعدات إلى أوكرانيا، في اتجاه خطي تقريبًا، ففي المجموع، تم تخصيص ما يقرب من 267 مليار يورو من المساعدات لأوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية، أي ما يزيد على 80 مليار يورو سنويًا.

ومن إجمالي المساعدات، تم تخصيص نحو 130 مليار يورو (49%)، كمساعدات عسكرية، و118 مليار يورو (44%) كدعم مالي، و19 مليار يورو (7%) كمساعدات إنسانية.

لكنّ مجموع المساعدات منخفض نسبيًا، إذا تم قياسه كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي للمانحين، فعلى سبيل المثال، حشدت ألمانيا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة، أقل من 0.2% من ناتجها المحلي الإجمالي سنويًا، لدعم أوكرانيا، في حين خصصت دول مانحة غنية أخرى، مثل فرنسا أو إيطاليا أو إسبانيا، نحو 0.1% فقط من ناتجها المحلي الإجمالي السنوي. 

تكلفة السياسة المحلية في أوكرانيا 

وحتى أولويات السياسة المحلية الصغيرة أكثر تكلفة بعدة مرات مما يتم القيام به لأوكرانيا، فعلى سبيل المثال، تكلف إعانات الضرائب الألمانية لوقود الديزل ("امتياز الديزل")، دافعي الضرائب ثلاثة أمثال سنويًا من المساعدات العسكرية الألمانية لأوكرانيا، ويقول كريستوف تريبيش، رئيس متتبع دعم أوكرانيا، في معهد كيل: "عند النظر إلى الميزانيات الحكومية في معظم الدول المانحة الأوروبية، تبدو مساعدات أوكرانيا على مدى السنوات الثلاث الماضية أشبه بـ"مشروع أليف" سياسي بسيط وليس جهدًا ماليًا كبيرًا".

 

مساعدات أوروبا لأوكرانيا 

وتفوقت أوروبا بشكل كلي وواضح على الولايات المتحدة، من حيث المساعدات المقدمة لأوكرانيا، ففي المجمل، خصصت أوروبا 70 مليار يورو كمساعدات مالية وإنسانية، إضافة إلى 62 مليار يورو كمساعدات عسكرية، هذا مقارنة بـ 64 مليار يورو كمساعدات عسكرية من الولايات المتحد، فضلًا عن 50 مليار يورو، كمخصصات مالية وإنسانية.

 

دور المساعدات الأمريكية لأوكرانيا 

وبدأ تراجع دور المساعدات الأمريكية في منتصف عام 2023م أيضًا، لأن تدفق المساعدات انخفض بشكل كبير لمدة تسعة أشهر، عندما منع الكونجرس الأميركي، أي مشروع قانون مساعدات جديد، وفي الأشهر الأخيرة، انتعشت المساعدات الأمريكية مرة أخرى، تزامنًا مع عودة الرئيس ترامب إلى منصبه، حيث من المرجح أن تتوقف المساعدات العسكرية الأمريكية مرة أخرى، ونتيجة لذلك، سيُطلب من الحكومات الأوروبية، تكثيف جهودها وملء الفجوة الكبيرة التي خلفتها الولايات المتحدة"، كما يقول كريستوف تريبيش.

وتُظهِر البيانات التي جُمعت حديثًا أيضًا، أن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، أصبحت تتحدد بشكل متزايد من خلال إنتاج الأسلحة، ففي بداية الحرب، كانت المساعدات العسكرية، تأتي في معظمها من الترسانات القائمة لدى البلدان المانحة، ولكن العدوان الروسي المطول، يتطلب الآن الحصول على حصة متزايدة من هذه المساعدات مباشرة من الصناعة.

المساعدات العسكرية في الأشهر الأولى من الحرب 

في الأشهر الأولى من الحرب، تم حشد أكثر من 90% من المساعدات العسكرية من الترسانات الوطنية، ولكن في عامي 2023م و2024م، تم طلب معظم المساعدات العسكرية ــ أكثر من 60% ــ من الصناعة وإنتاجها حديثًا، حيث تجلى هذا التحول بشكل خاص في ألمانيا، حيث يتم طلب ما يقرب من ثلاثة أرباع المعدات العسكرية لأوكرانيا مباشرة من الصناعة، كما تعتمد المملكة المتحدة بشكل أكبر، على المخزونات القائمة، حيث يأتي 22% فقط من مساعداتها العسكرية من الطلبات الجديدة، وتطلب الولايات المتحدة 48% من مساعداتها العسكرية من الصناعة.

 

المساعدات العسكرية لأوكرانيا بعد 3 سنوات

وبعد مرور ثلاث سنوات على الحرب، نجح المانحون الأوروبيون، في تحسين تنسيقهم ببطء، كما أدخلوا آليات جديدة لشراء الأسلحة الصناعية المشتركة لأوكرانيا، وأكبر مبادرة شراء متعددة الأطراف، هي الصندوق الدولي لأوكرانيا، وهي آلية تمويل تقودها المملكة المتحدة، تجمع المساهمات من بلدان متعددة، لشراء المعدات العسكرية لأوكرانيا، بإجمالي مخصصات تبلغ 1.6 مليار يورو، كما تشمل الجهود الأخيرة الأخرى، مبادرة الذخيرة التشيكية وحزمة المساعدات الشاملة لحلف شمال الأطلسي لأوكرانيا.

 

قائمة الدول الأكثر تقديمًا للمساعدات الأوكرانية خلال 3 سنوات 

وتصدرت الولايات المتحدة، قائمة الدول الأكثر تقديمًا للمساعدات لأوكرانيا خلال الفترة من الـ24 من يناير 2022م، إلى الـ31 من ديسمبر 2024م، بإجمالي 119.2 مليار دولار، فيما استحوذا المساعدات العسكرية، على الجزء الأكبر من هذا الدعم، ثم المساعدات المالية والإنسانية، وعلى الرغم من حجم المساعدات، فإنها تشكل 0.60% من الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة لعام 2021م، بحسب البيانات الصادرة عن متتبع دعم أوكرانيا Ukraine Support Tracker.

وجاءت مؤسسات الاتحاد الأوروبي في المركز الثاني، بإجمالي قيمة 52.1 مليار دولار، واستحوذت المساعدات المالية على ذلك الدعم، ودعم أقل في الجانبين العسكري والإنساني، وبلغت هذه المساعدات 0.40% من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي.

وجاءت ألمانيا في المركز الثالث، بمساعدات قدرت بـ18.1 مليار دولار، وكان التركيز الأكبر على المساعدات العسكرية، وشكلت المساعدات نسبة 0.40% من الناتج المحلي الإجمالي، لأكبر اقتصاد في أوروبا.

ثم حلت المملكة المتحدة في المركز الرابع، بتقديمها 15.4 مليار دولار، وتركزت مساعداتها بشكل رئيسي على الجانب العسكري، مشكلة نسبة مساعداتها إلى 0.90% من الناتج المحلي الإجمالي، وفي المركز الخامس جاءت اليابان، والتي قدمت 11.0 مليار دولار، ركزت معظمها على المساعدات المالية والإنسانية، دون إسهام في الدعم العسكري، وشكلت هذه المساعدات، 0.40% من ناتجها المحلي الإجمالي.

ومن ثم كندا، والتي أسهمت بمبلغ 8.7 مليارات دولار، معظمها مالي مع بعض المساعدات العسكرية والاقتصادية، لتشكل 0.70% من ناتجها المحلي الإجمالي، فيما الدنمارك، سجلت أعلى نسبة من المساعدات بالنسبة إلى حجم اقتصادها، حيث بلغت 2.20% من ناتجها المحلي الإجمالي، بمجموع 8.4 مليارات دولار، وتركزت بشكل كبير على الدعم العسكري.

وجاءت هولندا بعد ذلك، مقدمة 7.7 مليارات دولار، أغلبها عسكري، بلغت نسبة مساعداتها 0.80% من الناتج المحلي الإجمالي، كما أسهمت السويد بـ5.7 مليارات دولار، كان أغلبه عسكريًا،  ومثلت مساعداتها 0.90% من ناتجها المحلي الإجمالي.

وقدمت فرنسا، مساعدات بقيمة 5.1 مليارات دولار، شكلت هذه المساعدات 0.20% من ناتجها المحلي الإجمالي، وهي النسبة الأقل بين الدول المدرجة.

Short Url

search