بـ"15 تريليون دولار".. معادن أوكرانيا النادرة تلمع في عيون ترامب

لترامب هدفان في أوكرانيا، أحدهما سياسي والآخر اقتصادي، فبالنسبة للهدف الأول فيتمثل في إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية - "وهو الهدف الذي أعلن عنه ترامب حتى قبل انتخابه رئيسًا للبلاد"  ، أما الثاني وهو الأهم بالنسبة لرجل البيت الأبيض فهو اقتصادي، ويتمثل في الثروات الطبيعية والمعادن الموجودة في أوكرانيا، لتعويض ما أسماهُ "أموال واشنطن التي دفعتها لكييف أثناء فترة الحرب".. فما هي هذه المعادن التي يريدها سيد البيت الأبيض ؟

كييف تمتلك 500 ألف طن من "الليثيوم"

ووفقًا لهيئة الجيولوجيا الحكومية في أوكرانيا، فإن كييف تمتلك ما يقدر بنحو 500 ألف طن متري من احتياطيات "الليثيوم"، والذي يستخدم في صناعة المعادن والهندسة الكهربائية والسيراميك والصناعات الكيميائية والطب، وفي السنوات الأخيرة، زاد الطلب على الليثيوم بشكل كبير، بسبب استخدامه في إنتاج البطاريات، بالأخص في السيارات الكهربائية، إلا أنه بسبب الحرب، فقد خسرت أوكرانيا منجمين لليثيوم من أصل أربعة كانت تمتلكها.

أوكرانيا أكبر رواسب خام "اليورانيوم" في أوروبا

اليورانيوم" هدف آخر لترامب، إذ يستخدم العنصر المشع بشكل طبيعي كمصدر رئيسي لوقود المفاعلات النووية، ورغم أن هذا المعدن ثمين، إلا أنه لا يعتبر نادرًا، وبحسب الرابطة النووية العالمية، فإن أوكرانيا تمتلك أكبر رواسب خام اليورانيوم في أوروبا، والتي تصل إلى أكثر من 107 آلاف طن متري.

أوكرانيا واحدة من أكبر 10 منتجين “للجرافيت” 

أما "الجرافيت"، فهو شكل ناعم من الكربون، يستخدم في جميع بطاريات السيارات الكهربائية تقريبًا، وكذلك أشباه الموصلات والمفاعلات النووية، وقبل الحرب الروسية الأوكرانية، اعتَبرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أوكرانيا، واحدة من أكبر 10 منتجين للجرافيت في العالم.

أوكرانيا لديها 8.4 ملايين طن من "التيتانيوم"

كما تمتلك أوكرانيا، واحدًا من أكبر احتياطيات العالم من "التيتانيوم"، وهو معدن فضي قوي مثل الفولاذ، ويستخدم بكثرة في في صناعة الطائرات، حيث يعد هذا الاستخدام الأكثر أهمية، ولكن يمكن استخدامه أيضًا في مجموعة من المنتجات بما في ذلك الدهانات، وفي عام 2023م، قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، أن أوكرانيا لديها 8.4 ملايين طن متري من احتياطيات التيتانيوم.

أوكرانيا تمتلك أكثر من 5,500 طن متري من “البريليوم”

أما عنصر البريليوم، والذي يستخدم في تصنيع عشرات العناصر، فتمتلك منه أوكرانيا أكثر من 5,500 طن متري من هذا المعدن النادر، حيث يدخل البريليوم في صناعة أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، وكذلك معدات التصوير الطبي ومكونات السيارات ومعدات الطائرات.

اعتماد الولايات المتحدة على استيراد المعادن النادرة

وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن الولايات المتحدة، تعتمد إلى حد كبير على الاستيراد، للحصول على المعادن التي تحتاجها، والتي يأتي الكثير منها من الصين، ومن بين المعادن الـ50 المصنفة على أنها بالغة الأهمية، تعتمد الولايات المتحدة بالكامل، على استيراد 12  عنصرًا من احتياجاتها من المعادن النادرة.

الصين والمنافسة العالمية على المعادن الاستراتيجية

وبحسب هيئة المسح الجيولوجي، يعتبر عنصري الليثيوم والجرافيت، ضروريان للاقتصاد والأمن القومي الأمريكي، حيث تعد الصين، المنافس الرئيسي للولايات المتحدة على الساحة العالمية، كأكبر منتج للجرافيت في العالم، كما تعالج بكين، كميات هائلة من الليثيوم، وتمثل هذه العناصر الثلاثة، محور التحول في مجال الطاقة، ولها قيمة استراتيجية وصناعية كبيرة.

الجدير بالذكر، أنه طبقًا لما ورد ذكره، فإن  هذه المعادن "تلمع" في عيون الجالس إلى المكتب البيضاوي، بل هناك ضغوطات من أجل الحصول عليها ، في الوقت الذي تتخوف فيه أوروبا، من التقارب الأمريكي الروسي، والذي يمكن أن يؤثر على مستقبل دول التكتل الأوروبي.