نزيف المليارات.. "تسلا" تفقد 243 مليار دولار وتخرج من نادي التريليونيات

في عام 2025، بدأت شركة تسلا بقيمة سوقية بلغت 1.217 تريليون دولار، ولكن مع التقلبات الاقتصادية والتحديات التي تواجه صناعة السيارات الكهربائية، انخفضت قيمتها السوقية اليوم إلى 973 مليار دولار،وهذا يعني أن الشركة خسرت 243 مليار دولار خلال هذه الفترة.

أسباب الخسارة والتراجع في القيمة السوقية

1. تقلبات سوق الأسهم وتأثير الاقتصاد العالمي

تعرضت أسواق المال العالمية لتقلبات حادة نتيجة التضخم المرتفع، وارتفاع أسعار الفائدة من قبل البنوك المركزية، مما أدى إلى عزوف المستثمرين عن الأسهم عالية النمو مثل تسلا.

الانكماش الاقتصادي العالمي أثر على قطاع التكنولوجيا والسيارات الكهربائية، مما أدى إلى تراجع قيمة الأسهم بشكل عام.

2. تزايد المنافسة في سوق السيارات الكهربائية

لم تعد تسلا اللاعب الوحيد في السوق، حيث دخلت شركات جديدة بقوة مثل BYD الصينية، ريفيان، لوسيد، وفورد، مما أدى إلى خسارتها بعض حصتها السوقية.

الشركات التقليدية مثل مرسيدس، بي إم دبليو، وفولكس فاجن بدأت في تقديم سيارات كهربائية منافسة بأسعار أقل، مما زاد الضغط على تسلا.

3. تباطؤ الطلب على السيارات الكهربائية

رغم زيادة الوعي بالسيارات الكهربائية، فإن تباطؤ الاقتصاد العالمي وارتفاع تكاليف المعيشة دفع بعض العملاء إلى تأجيل شراء سيارات كهربائية جديدة.

في بعض الأسواق، لا تزال البنية التحتية لمحطات الشحن غير كافية، مما يجعل السيارات الكهربائية أقل جاذبية للمستهلكين.

4. مشاكل الإنتاج وسلاسل التوريد

لا تزال تسلا تعتمد على إمدادات الليثيوم، والنيكل، والمعادن النادرة لتصنيع البطاريات، مما يجعلها عرضة للتقلبات في أسعار هذه المواد.

مشاكل في الإنتاج بمصانعها في الولايات المتحدة، ألمانيا، والصين أدت إلى تأخير عمليات التسليم وزيادة تكاليف التشغيل.

5. قرارات إدارية مثيرة للجدل

تصرفات الرئيس التنفيذي إيلون ماسك، مثل تركيزه على مشروعات أخرى مثل X (تويتر سابقًا) و SpaceX، جعلت بعض المستثمرين يفقدون الثقة في التزامه الكامل بإدارة تسلا.

تخفيض الأسعار المتكرر على بعض طرازات السيارات تسبب في انخفاض هامش الربح وأثر سلبًا على ثقة المستثمرين.

6. تغييرات في السياسات الحكومية

بعض الحكومات قللت أو ألغت الحوافز المقدمة لشراء السيارات الكهربائية، مما جعل الطلب أقل مما كان متوقعًا.

فرض ضرائب جديدة أو تشديد اللوائح البيئية في بعض الدول أثر على تكلفة الإنتاج والقدرة على المنافسة.

هل هذه الخسارة مقلقة؟

رغم خسارة 29 مليار دولار، لا تزال تسلا من أقوى الشركات في مجالها، وقيمتها السوقية لا تزال قريبة من تريليون دولار.

انخفاض القيمة السوقية قد يكون مؤقتًا، خاصة إذا تمكنت الشركة من إطلاق نماذج جديدة مثل السيارة ذاتية القيادة بالكامل أو سيارات كهربائية بأسعار أرخص.

تعكس خسارة 29 مليار دولار تحديات كبيرة تواجه تسلا، ولكنها ليست بالضرورة علامة على انهيار الشركة، مستقبل تسلا يعتمد على قدرتها على الابتكار، تحسين الإنتاج، ومواكبة المنافسة.