الأربعاء، 26 فبراير 2025

06:14 م

الرقابة المالية: إتاحة تقديم استشارات آلية لشركات تكوين وإدارة المحافظ لأول مرة في مصر

الأربعاء، 26 فبراير 2025 11:45 ص

الهيئة العامة للرقابة المالية

الهيئة العامة للرقابة المالية

شارك الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، في حفل إطلاق تقرير بيئة التكنولوجيا المالية في مصر لشركة انطلاق لدعم ريادة الأعمال، بالتعاون مع السفارة الهولندية بالقاهرة، وذلك بحضور حسام هيبة، رئيس الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، والسفير بيتر موليما، سفير مملكة هولندا بالقاهرة، وعددًا من قيادات هيئة الرقابة المالية، ولفيف من قيادات شركة انطلاق ورواد الأعمال المصريين والأجانب.

فيما شارك المهندس أحمد خليفة، المدير التنفيذي للمختبر التنظيمي التابع للهيئة وكبير مسئولي البيانات، في جلسة نقاشية ضمن فعاليات الحفل، عن توسيع نطاق التكنولوجيا المالية في مصر، والتأثير الخاص بالشركات الناشئة في اقتصادات العالم، مسلطًا الضوء خلال مشاركته على جهود الهيئة في دعم التكنولوجيا المالية والتطورات التي يشهدها السوق في هذا الشأن، وكذلك نطاق عمل المختبر التنظيمي، وكيفية الاستفادة منه في تطوير نماذج أعمال الشركات الناشئة.

الرقابة المالية تستهدف تحقيق التوازن بين استقرار الأسواق ودمج الابتكار والتكنولوجيا 

 كما أكد الدكتور فريد خلال كلمته، أن الهيئة العامة للرقابة المالية، تستهدف تحقيق التوازن بين استقرار الأسواق ودمج الابتكار والتكنولوجيا، لتعزيز دور القطاع المالي غير المصرفي في الاقتصاد القومي، وذلك من خلال القواعد والإجراءات التنظيمية التي تعمل على زيادة وتيرة نمو السوق مع التركيز على الحفاظ على استقرار السوق في الوقت نفسه، والتحوط ضد المخاطر المحتملة في ظل التقلبات التي تهدد الاقتصاد بشكل مستمر.

وأوضح رئيس هيئة الرقابة المالية، أن الابتكار والتكنولوجيا المالية وريادة الأعمال، على رأس أولويات الهيئة لتحقيق الشمول المالي ودعم الشركات الناشئة، وهو ما يدفع الهيئة لبذل المزيد من الجهود في ذلك الشأن.

 

مختبر تنظيمي للتطبيقات التكنولوجية

كما أشار الدكتور فريد، إلى تدشين هيئة الرقابة المالية، للمختبر التنظيمي للتطبيقات التكنولوجية، والذي يسمح لمزاولي الأنشطة المالية غير المصرفية، باستخدام التكنولوجيا المالية وللجهات الراغبة في القيد والمقيدة بسجل التعهيد في مجالات التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية لدى الهيئة، بإجراء اختبارات على تطبيقات التكنولوجيا المالية المبتكرة، بما في ذلك نماذج الأعمال والآليات ذات العلاقة.

وقال الدكتور فريد، إن المختبر التنظيمي سيعمل على تعزيز جهود الهيئة العامة للرقابة المالية، في دعم الشركات الناشئة التي تعمل على أساس تكنولوجي رقمي في تقديم خدمات مالية غير مصرفية، وهو ما يرفع بدوره مستويات الابتكار داخل القطاع المالي غير المصرفي، ومن شأنه أن يؤدي إلى توسيع قاعدة المستفيدين من الخدمات المالية غير المصرفية، وتطوير قدرات وإمكانيات الشركات المالية غير المصرفية ومقدمي الخدمات على أساس رقمي.

 

أضاف أن الهيئة، تعمل على مواكبة التطور التكنولوجي غير المسبوق، بما يحقق صالح المتعاملين، عبر ضمان وجود بيئة تفاعلية بين الشركات التي تقدم الحلول الذكية لصالح المؤسسات المالية غير المصرفية والمراكز البحثية والجامعات، بالإضافة إلى حاضنات ومسرعات الأعمال والمستثمرين وشركات التكنولوجيا العالمية.

وأوضح أن المختبر التنظيمي للقطاع المالي غير المصرفي، سيساعد الهيئة أيضًا بتحقيق رؤيتها في دعم وتشجيع الابتكار في الخدمات المالية غير المصرفية، مع العمل على تحقيق استفادة المستهلكين من التقنيات الناشئة، وكذلك الحفاظ على المعايير التنظيمية، على أن يساعد المختبر التنظيمي، الشركات الناشئة على كسب ثقة المستثمرين، وجذب رؤوس الأموال، وذلك لخلق بيئة تفاعلية نحو النمو المستدام.

 ووجه رئيس هيئة الرقابة المالية الدعوة للشركات الناشئة ورواد الأعمال في مجال الخدمات المالية غير المصرفية ذات الحلول الذكية والمبتكرة، للاستفادة من المختبر التنظيمي في تطوير نماذج أعمالهم، وزيادة كفاءة مشاريعهم.

وشدد الدكتور فريد، على أن التحول الرقمي لا يقتصر فقط على تطوير موقع إلكتروني، أو تطبيق لتقديم الخدمات، لكنه رحلة كبيرة تتطلب أنظمة وبنية تحتية، يجب أن يكون في القلب منها حماية البيانات، موضحًا أن رقمنة المعاملات المالية غير المصرفية، يعزز من القدرات التنافسية للقطاع المالي غير المصرفي، لتحقيق الشمول التأميني والاستثماري والتمويلي.

 

 

الإطار التشريعي والتنظيمي لتسريع وتيرة التحول الرقمي

أكد الدكتور فريد، أن الهيئة انتهت من الإطار التشريعي والتنظيمي، لتسريع وتيرة التحول الرقمي وتحقيق الشمول المالي، من خلال إصدار حزمة قرارات ولوائح تنفيذية لرقمنة المعاملات المالية غير المصرفية، لزيادة أعداد المستفيدين من الخدمات المالية غير المصرفية.

ويأتي ذلك في إطار استكمال الإطار التشريعي الذي بدأ عام 2022م، بإصدار القانون رقم 5 لسنة 2022م، لتنظيم استخدام التكنولوجيا المالية في الأنشطة المالية غير المصرفية، وتبعه قرار رقم 58 لسنة 2022م، بشأن الشروط والإجراءات المتطلبة للتأسيس والترخيص والموافقة للشركات والجهات الراغبة في مزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية، من خلال تقنيات التكنولوجيا المالية.

وأصدرت هيئة الرقابة المالية، القرار رقم 139 لسنة 2023م، بشأن التجهيزات والبنية التكنولوجية وأنظمة المعلومات ووسائل الحماية والتأمينات اللازمة الاستخدام في التكنولوجيا المالية، لمزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية.

وكذلك القرار رقم 140 لسنة 2023م، بشأن الهوية الرقمية والعقود الرقمية والسجل الرقمي ومجالات استخدام التكنولوجيا المالية، لمزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية ومتطلبات الامتثال، وهو ما يعد أول قرارٍ تنظيميٍ صادرٍ عن جهات الرقابة على القطاعات المالية، والذي حدد تفصيلًا متطلبات التعرف الإلكتروني الرقمي على العملاء.

بالإضافة إلى القرار رقم 141 لسنة 2023م، بشأن سجل التعهيد في مجالات التكنولوجيا المالية لمزاولة الأنشطة المالية غير المصرفية، وهي الشركات التي يجوز لها توفير خدمات التعرف على العملاء، وسجلات العقود إلكترونيًا، للشركات المالية العاملة في المجال.

 ثم نتج عن ذلك قيد 4 شركات في سجل مقدمي خدمات التعهيد بمجالات التكنولوجيا، بدأوا إجراءات التعاقد مع نحو 84 مؤسسة مالية غير مصرفية أخرى، فيما تم إصدار تراخيص بالفعل لنحو 7 شركات من بينهم شركات ناشئة في مجال التمويل غير المصرفي، لتقديم خدماتهم باستخدام مجالات التكنولوجيا المالية، وكذلك تم توقيع تعاقد لأول شراكة بين إحدى شركات التأمين، وأحد مقدمي خدمات الاتصالات، لتسويق وتوزيع الوثائق التأمينية إلكترونيًا.

وأوضح الدكتور فريد، أن التطوير مازال مستمرًا للأطر التشريعية والتنظيمية، في ضوء العمل على تعزيز دور الشركات الناشئة ورواد الأعمال في الاقتصاد الوطني، ومساعدة الأفكار المبتكرة في شتى القطاعات.

كما ذكر أن الهيئة العامة للرقابة المالية، أصدرت بدورها، عدة لوائح وقرارات تنفيذية في إطار دعم ريادة الأعمال والابتكار والتكنولوجيا المالية، وخلق بيئة تنظيمية داعمة لكافة الشركات الناشئة، منها إصدار معايير تقييم الشركات الناشئة، حيث طورت الهيئة، مناهج تقييم الشركات الناشئة، بما يتيح تقييمات تتناسب مع نماذج أعمال الشركات الناشئة، عبر إضافة طرق ومنهجيات جديدة، تعكس طبيعة عمل ومراحل نمو الشركات الناشئة، خاصة قبل تحقيق الإيراد والمبيعات، بما يساعدها على الوصول للتمويل اللازم للنمو، والتوسع وتطوير أعمالها وتحقيق مستهدفاتها.

ووضعت هيئة الرقابة المالية، متطلبات التأسيس والترخيص للشركات الناشئة العاملة في مجال التكنولوجيا المالية، لمزاولة أنشطة التمويل غير المصرفية، محددة قواعد رأس المال، ليكون 15 مليون جنيه بحد أدنى، بدلًا من 75 مليون جنيه حدًا أدني لرأس مال الشركات العاملة في أنشطة التمويل غير المصرفي، بخلاف نشاط التمويل العقاري، والذي يصل الحد الأدنى لرأس المال المطلوب فيه إلى 100 مليون جنيه.

وأشار الدكتور فريد، إلى أن التحول الرقمي يساهم في تسهيل عملية الوصول، والحصول على التمويل المناسب لكافة فئات المجتمع، ما يتيح الفرص للتوسع أو البدء في نشاط اقتصادي، يساعد في تحسين المستوى المعيشي.

أوضح رئيس هيئة الرقابة المالية، أن الفترة الماضية، شهدت موافقة الهيئة على تأسيس وترخيص 3 شركات ناشئة بأنشطة مختلفة بقطاع التمويل غير المصرفي، منها شركة تعمل بنشاط التخصيم وأخرى بأنشطة التمويل العقاري والتمويل الاستهلاكي، كما اقتربت شركة أخرى من إنهاء الإجراءات.

قال الدكتور فريد، إن هيئة الرقابة المالية، أصدرت الضوابط الخاصة بقيد وتداول أسهم شركات الشركات ذات غرض الاستحواذ (SPAC)، وفقًا لقرار مجلس إدارة الرقابة المالية رقم (148) لسنة 2024م، حيث أصبح شرطًا، على الشركات ذات غرض الاستحواذ، لقيد أسهم الشركة قيدًا مؤقتًا في البورصة المصرية ألا يقل رأس مالها المصدر والمدفوع عن 10 ملايين جنيه، وتلتزم الشركة بزيادة رأس مالها نقدًا إلى 100 مليون جنيه، خلال 3 أشهر من تاريخ قيد أسهمها بالبورصة.

ثم تلقت الهيئة بعد ذلك، أول طلب لتأسيس أول شركة لغرض الاستحواذ (SPAC)، كشركة رأس مال مخاطر بغرض الاستحواذ على شركات تعمل في مجال الخدمات المالية غير المصرفية والتكنولوجيا المالية في مجالات التمويل والخدمات المالية المختلفة ومنصات المدفوعات، كما تمت الموافقة عليه بالفعل.

من جانبه أكد رئيس هيئة الرقابة المالية، أن الهيئة أصدرت القرار رقم 57 لسنة 2024م،  بشأن قواعد تنظيم عمل برنامج المستشار المالي الآلي للاستثمار، (Robo- Advisor for Investment)  لأول مرة في مصر، موضحًا أنه نظام إلكتروني يصدر استشارات مالية، لتكوين محفظة استثمارية للعميل وإدارتها و إعادة توازنها، من خلال استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أنه مسموح للشركات التي تزاول نشاط تكوين وإدارة محافظ الأوراق المالية حال رغبتها في تقديم خدمات الاستشارات المالية الآلية للاستثمار من خلال برنامج المستشار المالي الآلي للاستثمار (Robo- Advisor for Investment)، ، منوهًا إلى أنه يجري دراسة إتاحة استخدام آليات خوارزميات الذكاء الاصطناعي، قريبًا في أنشطة مختلفة بخلاف إدارة الأصول.

كما أشار الدكتور فريد، أن الهيئة أطلقت شراكات مع كافة الجهات ذات الصلة، بهدف تسريع وتيرة التحول الرقمي ودعم ريادة ورواد الأعمال، للاستفادة من الخدمات المالية غير المصرفية في رحلة النمو الخاصة بتطوير أعمالهم.

كما ثمن رئيس هيئة الرقابة المالية، جهود شركة انطلاق في إعداد البحوث والتقارير، التي تتكامل مع الجهود الرامية لتعزيز دور الابتكار وريادة الأعمال في دعم الاقتصاد القومي.

Short Url

showcase
showcase
search