الثلاثاء، 25 فبراير 2025

05:37 م

"تيك توك"من منصة ترفيهية إلى واجهة لغسيل الأموال وأنشطة غير قانونية

الثلاثاء، 25 فبراير 2025 01:59 م

منصة تيك توك

منصة تيك توك

مصعب فرج

في السنوات الأخيرة، أصبح تطبيق "تيك توك" منصة شهيرة بين الشباب المصري، حيث جذب ملايين المستخدمين بفضل محتواه المتنوع وسهولة استخدامه،ومع ذلك ظهرت تقارير تشير إلى استغلال بعض الأفراد للمنصة في أنشطة غير قانونية، مثل غسيل الأموال. 

ويستعرض موقع “إيجي إن” في هذا التقرير بالتفصيل كيفية استخدام "تيك توك" كوسيلة لغسيل الأموال، مع التركيز على أبرز القضايا والتحقيقات المتعلقة بهذا الموضوع.

منصة تيك توك

أرباح تيك توك.. دليل شامل لجني المال عبر منصة الفيديوهات العالمية 

مع تزايد الأرباح التي يحققها كبار المؤثرين على المنصة، أصبح «تيك توك» وجهة أساسية للطموحين في تحقيق دخل إضافي بسهولة، إذ أتاح لهم توسيع إمبراطورياتهم إلى مجالات أخرى مثل الأفلام والبرامج التلفزيونية وحتى تصميم خطوط الأزياء.

منصة تيك توك

أرباح من صندوق منشئي المحتوى 

تم إنشاء صندوق منشئي المحتوى في «تيك توك» عام 2020 كمكافأة للمستخدمين الذين لديهم متابعون ثابتون، ولكن، وفقًا لبعض المبدعين مثل بريستون سيو، فإن العوائد المالية من الصندوق قد تكون أقل مما كان متوقعًا، حيث كانت تصل في بعض الحالات إلى أقل من 1700 دولار في فترة 5 أشهر.

الربح من الإعلانات المدعومة

وتتيح «تيك توك» للعلامات التجارية الإعلان جنبًا إلى جنب مع مقاطع الفيديو الأكثر شهرة من صانعي المحتوى الذين يمتلكون ما لا يقل عن 100 ألف متابع، ويشارك هؤلاء المبدعون في برنامج TikTok Pulse، الذي يتيح لهم تقاسم الإيرادات مع الشركات.

الربح من الهدايا الافتراضية والإعلانات 

يمكن للمستخدمين تلقي هدايا افتراضية أثناء البث المباشر وتحويلها إلى أموال نقدية، بالإضافة إلى ذلك، تدفع العلامات التجارية لمؤثري «تيك توك» مقابل الترويج لمنتجاتهم، حيث يتراوح المبلغ الذي يحصل عليه المؤثرون من 25 إلى 2500 دولار أو أكثر، بحسب فئة المتابعين.

منصة تيك توك

حجم استثمارات تيك توك في مصر وحجم الأرباح التي يحققها صناع المحتوى في مصر

منذ دخول تيك توك إلى السوق المصري، تزايدت استثمارات المنصة بشكل ملحوظ، ووفقًا لتقارير منظمات دولية، فإن تيك توك قد أدرج مصر كأحد الأسواق الاستراتيجية التي تستهدفها لتعزيز نموها في المنطقة العربية والشرق الأوسط.

ورغم أن الشركة الأم (بايت دانس) لم تكشف عن الأرقام الدقيقة لاستثماراتها في مصر، إلا أنه من الواضح أن المنصة قامت بإنشاء مراكز دعم، وتطوير أداة الإعلان المحلية، إضافة إلى تقديم برامج تدريبية لصناع المحتوى المحلي، فمصر تعد سوق محلية من أهم أسواقها في المنطقة، مع أكثر من 16 مليون مستخدم نشط في مصر. 

وتسعى تيك توك إلى تحسين قدراتها التقنية في مصر، من خلال الشراكات مع الشركات المحلية في مجال التكنولوجيا والاتصالات، كما تعتبر المنصة مصر سوقًا واعدًا بفضل الكثافة السكانية العالية والشباب الذين يشكلون الجزء الأكبر من مستخدمي تيك توك في مصر.

دور تيك توك في دعم صناع المحتوى المصري

أدى تيك توك إلى ظهور العديد من صناع المحتوى الذين أصبحوا يتمتعون بقاعدة جماهيرية ضخمة في مصر والمنطقة العربية، وتعمل المنصة على تمكين هؤلاء المحتوى من خلال آلية "تيك توك للمنشئين" التي تقدم لهم فرصًا للإعلان والترويج لمحتوياتهم.

ووفقًا لبعض التقديرات غير الرسمية، يستطيع صناع المحتوى في مصر، خاصة الذين يمتلكون ملايين المتابعين، أن يحققوا أرباحًا تتراوح من مئات الدولارات إلى آلاف الدولارات شهريًا، اعتمادًا على عدد المشاهدات، التفاعل، والتعاون مع العلامات التجارية.

وعلى سبيل المثال، صانع محتوى لديه مليون متابع يمكنه تحقيق أرباح تتراوح بين 3000 إلى 5000 دولار شهريًا من خلال الفيديوهات التي تحتوي على إعلانات أو التعاونات التجارية.

غسيل الأموال على تيك توك.. كيف تعمل الشبكات غير القانونية عبر الفيديوهات

1. استغلال الهدايا الافتراضية

يتيح "تيك توك" للمستخدمين إرسال هدايا افتراضية لصانعي المحتوى خلال البث المباشر، والتي يمكن تحويلها إلى أموال حقيقية. 

ويستغل بعض الأفراد هذه الخاصية عبر:

شراء كميات كبيرة من الهدايا: يقوم الأفراد بشراء هدايا افتراضية بمبالغ كبيرة.

إرسال الهدايا إلى حسابات محددة: يتم إرسال هذه الهدايا إلى صانعي محتوى متفق عليهم مسبقًا.

تحويل الهدايا إلى أموال: يقوم صانع المحتوى بسحب الأموال الناتجة عن هذه الهدايا، مع احتفاظه بنسبة كعمولة، وإعادة الباقي إلى المرسل، مما يجعل تتبع مصدر الأموال الأصلي صعبًا.

2. الحسابات الوهمية وتضخيم الأرباح

يقوم بعض الأفراد بإنشاء حسابات مزيفة تبث محتوى لجذب مشاهدات عالية، ثم يتم ضخ الأموال عبر هذه الحسابات بطرق تبدو طبيعية، وعند سحب الأموال تظهر وكأنها أرباح حقيقية ناتجة عن التفاعل والمشاهدات.

منصة تيك توك

قضايا بارزة لغسيل الأموال وتحقيقات في الداخل مصر

قضية البلوجر "مداهم"

في ديسمبر 2024، تم التحفظ على أموال البلوجر الشهير محمد خالد، المعروف باسم "مداهم"، وإغلاق مطعمه. 

وجاء ذلك بعد بلاغ قدمه المحامي أشرف فرحات، يتهم فيه "مداهم" بالتهرب الضريبي والتربح غير المشروع عبر “تيك توك”، وأشارت التحقيقات إلى تحقيقه أرباحًا ضخمة دون دفع الضرائب المستحقة أو تقديم إقرارات ضريبية، مما يُعد انتهاكًا للقوانين.

"أنوش" (النبوية جمعة)

قضية "أنوش" (النبوية جمعة)

وفي يوليو 2024، أيدت المحكمة قرار التحفظ على أموال "أنوش"، بعد تحقيقات أثبتت تورطها في غسيل الأموال باستخدام أرباح غير مشروعة عبر “تيك توك”، وكشفت التحقيقات عن تحويلات مالية ضخمة لا تتناسب مع حجم نشاطها الفعلي على المنصة.

"مودة الأدهم" و"حنين حسام"

قضية "مودة الأدهم" و"حنين حسام"

هاتان المؤثرتان واجهتا تهمًا تتعلق بالاتجار بالبشر وغسيل الأموال، بجانب خرق قيم المجتمع المصري، وكشفت التحقيقات أن هناك معاملات مالية ضخمة جرت عبر حساباتهما المصرفية لم تستطع المتهمتان تبرير مصدرها.

التحديات القانونية والرقابية

تُعد العملات الرقمية ومنصات الدفع الإلكتروني تحديًا أمام الجهات الرقابية، نظرًا لسهولة إخفاء هوية المرسل والمستلم، مما يعقد عمليات التتبع المالي.

وبالرغم من محاولات "تيك توك" للحد من الممارسات غير القانونية، إلا أن محدودية الرقابة تجعل من السهل استغلال المنصة في أنشطة مشبوهة.

غسيل الأموال

جهود مكافحة غسيل الأموال عبر المنصات الرقمية

أصدرت الحكومة المصرية توجيهات للبنوك بضرورة التدقيق في التحويلات المالية المرتبطة بالحسابات الإلكترونية، وتطوير وحدات مستقلة لرصد الأنشطة المالية المشبوهة.

كما أطلقت السلطات حملات توعية للمستخدمين تحذر من مخاطر الانخراط في أنشطة غير قانونية عبر المنصات الرقمية، وتوضح العواقب القانونية المترتبة على ذلك.

وتتعاون الجهات المصرية مع المنظمات الدولية والمنصات التكنولوجية لتعقب العمليات المشبوهة، وتبادل المعلومات للكشف عن شبكات غسيل الأموال العابرة للحدود.

تأثيرات التيك توك

التأثيرات الاقتصادية لمنصة تيك توك على الاقتصاد

تؤدي تدفقات الأموال غير المشروعة إلى تشويه الاقتصاد الرسمي، وزيادة الأموال المتداولة خارج القنوات الشرعية، مما يضر بالاقتصاد الوطني.

وتشجع هذه الظاهرة على انتشار نماذج سلبية للثراء السريع بين الشباب، مما يؤثر على القيم الأخلاقية ويعزز السلوكيات غير القانونية، واستمرار هذه الممارسات دون رادع قد يؤدي إلى تقليل ثقة المستخدمين والمستثمرين في الاقتصاد الرقمي المصري، مما يعيق تطوره.

بالأرقام.. «تيك توك» والأرباح الضخمة 

وفي خضم المنافسة الشرسة بين منصات التواصل الاجتماعي، يبرز «تيك توك» كأحد أقوى المنافسين الذي يهدد عرش «ميتا»، الشركة الأم لـ«فيسبوك» و«إنستجرام» و«واتساب». 

فقد كشفت تقارير من «فايننشال تايمز» و«واشنطن بوست» عن تحقيق «تيك توك» إيرادات بلغت 16 مليار دولار، مسجلاً زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة. 

هذا النجاح يعود إلى توسع المنصة السريع في الأسواق العالمية، خاصة في الولايات المتحدة.

دوره في الاقتصاد المحلي وفقًا لدراسة مولتها «تيك توك» نفسها وجامعة أوكسفورد، ساهمت المنصة بنحو 24 مليار دولار في الناتج المحلي الأمريكي، حيث استفاد أصحاب الأعمال الصغيرة من الفرص الإعلانية التي قدمتها المنصة لتحقيق إيرادات تقدر بـ14.7 مليار دولار.

وشهدت شركة «بايت دانس»، المالكة لـ«تيك توك» زيادة هائلة في إيراداتها، حيث بلغت 120 مليار دولار في عام 2023، بزيادة قدرها 40% مقارنة بالعام الذي قبله، مما يعكس النمو الكبير في اهتمام المستخدمين بالمنصة.

مقارنة مع «ميتا» على الرغم من أن إيرادات «ميتا» بلغت 135 مليار دولار في 2023، فإن «تيك توك» يقترب من منافستها في السوق، فبزيادة قدرها 16% فقط في إيرادات «ميتا»، يظهر أن «تيك توك» يشهد معدل نمو أسرع بكثير، مما يضعه في طريقه لتجاوز «ميتا» ليصبح المنصة الأكثر ربحًا في العالم.

وفي الربع الأخير من عام 2024، حقق «تيك توك» أرباحًا ضخمة بلغت 1.9 مليار دولار فقط من عمليات الشراء داخل التطبيق، فيما وصل إجمالي أرباح شراء المحتوى السنوية إلى 6 مليارات دولار، هذه الأرقام جعلت أرباح «تيك توك» تتفوق على أي تطبيق أو لعبة أخرى.

بينما يظل "تيك توك" منصة ترفيهية شهيرة، فإن استغلاله في أنشطة غير قانونية مثل غسيل الأموال يفرض تحديات جدية. يتطلب الأمر تعاونًا مشتركًا بين الحكومة، المن

Short Url

search